Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يعول على مدينة أور التاريخية لاستعادة السياحة

زيارة بابا الفاتيكان لفتت انتباه العالم إلى "موطن النبي إبراهيم" وحفزت الحكومة على تبني خطة للتطوير

العراق يعمل على  إحياء مدينة أور الأثرية (مواقع التواصل)

ملخص

العمل في المدينة السياحية والأثرية يتواصل ليل نهار وهناك جدية من الحكومة لاستكمال المشروع، فضلاً عن انفتاحها نحو المستثمرين والشركات العالمية.

عندما زار بابا الفاتيكان البابا فرنسيس مدينة أور العراقية في الخامس من مارس (آذار) 2021، لفت انتباه العالم إلى أهمية المدينة التاريخية والدينية، إذ تعد موطن النبي إبراهيم ومهداً لعدد من الحضارات.

منذ زيارة البابا بدأت أعداد من السائحين تتوافد إلى المدينة على رغم افتقارها إلى أبسط مقومات البنى التحتية، مما دفع الحكومة في عام 2021 إلى إعلان تطويرها وإضافة مرافق خدمية وسياحية وفنادق ودور استراحة، حتى صادق محافظ ذي قار محمد هادي الغزي، في التاسع من أغسطس (آب) الجاري، على التصاميم الأساسية لمدينة أور السياحية، لتكون بذلك أول مدينة سياحية دينية متكاملة الخدمات في المحافظة.

أهمية تاريخية

كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن تفاصيل خطة تطوير مدينة أور الأثرية، وأشارت إلى أنها ستحاكي الحضارة السومرية وتستقطب السائحين من جميع دول العالم.

وقال المتحدث باسم الأمانة العامة حيدر مجيد لوكالة الأنباء العراقية إنه "نظراً إلى الأهمية التاريخية لمدينة أور الأثرية، ومن أجل تطويرها وجعلها قبلة للسائحين من جميع دول العالم، تولدت الرؤية الحكومية لتطويرها، وأخذت الأمانة العامة لمجلس الوزراء على عاتقها الإشراف على هذا الصرح الكبير، وبعد جهد استثنائي وضعت التصاميم الأساسية للمدينة السياحية وحددت المساحة المخصصة للمشروع".

وأضاف أن "المساحة الكلية للمشروع بلغت 400 ألف متر مربع وسيحيطها سور متكامل مع بوابة رئيسة وشبكة طرق داخلية وخارجية، وانتهت المرحلة الأولى من المشروع، المتضمنة إنشاء البنى التحتية".

وتابع أنه "تمت المباشرة بالمرحلة الثانية على أرض مساحتها 20 ألف متر مربع مقسمة إلى نصفين أيمن وأيسر، الأول سيتضمن إنشاء المسرح السومري المفتوح، سعة 1500 متفرج ومكتبة ومطعم شتوي وصيفي ومساحات خضراء ونافورات ومتحف، والنصف الثاني سيتضمن مسرح سومر المغلق مع مطاعم ونصب وتماثيل".

مطار الناصرية

ولفت إلى أن "جميع تفاصيل المدينة ستحاكي الحضارة السومرية، إذ إن أسماء الشوارع والمطاعم وتفاصيل المدينة ستكون على أسماء الشخصيات التاريخية السومرية، كما ستتضمن المدينة إنشاء شقق فندقية ومدينة ترفيهية، وستنقل واقع محافظة ذي قار إلى مراحل متقدمة مما يستقطب السائحين من جميع دول العالم، لا سيما أنها تجاور مطار الناصرية الدولي".

بدوره أكد مدير مفتشية آثار ذي قار عامر عبدالرزاق تقدم العمل في إحياء مدينة أور الأثرية، فيما بدأ قدوم آلاف السياح الأجانب. وأضاف "العمل جار في المرحلة الثالثة في بناء مدينة أور السياحية التي ستكون مجاورة لمدينة أور الأثرية، إضافة إلى إكمال البنى التحتية للمدينة من شوارع وصرف صحي وأرصفة وكهرباء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد عبدالرازق أن "العمل في المدينة السياحية والأثرية مستمر ليل نهار، وهناك جدية من الحكومة لاستكمال المشروع، فضلاً عن انفتاحها نحو المستثمرين والشركات العالمية، لكل من لديه رغبة في بناء فندق أو منتجع، وبالفعل بدأت الشركات بالاستثمار في المنطقة".

وأشار إلى أن "آلاف الأجانب يزورون المدينة، وهي وفود قادمة من سويسرا وألمانيا وهونغ كونغ وأميركا ودول أخرى، فلا يمر يوم من دون قدوم عشرات لزيارة أور، ومن ثم التوجه نحو أهوار (الجبايش) لا سيما بعد إنشاء بيت الأهوار فضلاً عن إنشاء المتحف".

وأهوار الجبايش عبارة عن مسطحات مائية ذات مساحات واسعة تقع شرق مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وهي امتداد لهور أبو زرك وهور الحمار، وتتغذى بالمياه من نهري دجلة والفرات. وتوجد فيها أنواع عدة من الطيور، وتضم عدداً كبيراً من الأسماك ونباتات مائية، أشهرها القصب والبردي، وأدرجت الأهوار عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي، مما يجعلها من المناطق الفريدة التي يجب المحافظة عليها، وتعد من المناطق السياحية المهمة، لا سيما في فصل الشتاء.

 

وأضاف عبدالرزاق "لدينا سبعة فنادق جميعها تحجز بالكامل بخاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت، ولذلك بعض السياح يضطرون للذهاب إلى محافظات مجاورة للمبيت فيها"، مستدركاً "هناك ثلاثة فنادق قيد الإنشاء إلا أنها من دون الطموح، فنحتاج إلى حملة وطنية لإنشاء بنى تحتية للمدينة، فالشركات السياحية تتصل بنا وتريد إرسال آلاف السياح، لكن لا نستطيع استقبالهم من دونها".

وتابع أن "العمل جدي في مطار الناصرية الذي سيكون له دور في زيادة أعداد السياح، وسيتم إنشاء كنيسة كبيرة ومسجد ومركز لحوار الأديان، وأنجز منه 90 في المئة منه حتى الآن ليكون من معالم المدينة".

شراكات وسياحة حقيقية

من جهته أشار المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي إلى إمكان خلق شراكات مع شركات السياحة العالمية من أجل استقطاب السائح الغربي، داعياً إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في المجال السياحي مع منح ضمانات للمستثمرين.

وأضاف "زيارة البابا إلى العراق وذي قار أوضحت أن البلاد تمتلك ملامح لحضارة يمكن أن تكون جزءاً لعبور الأوروبيين وحجهم إليها، فحضارة أور هي حضارة عالمية لا تقتصر على دول محيطة، وإنما هناك تاريخ للعالم لهذه المدينة".

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تفعيل لسكك الحديد إلى أوروبا، حتى يسهل تنقل السياح ونقل السلع، ومن ثم إنعاش الإيرادات غير النفطية وتحريك سوق العمل للصناعات الشعبية.

وقال رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث الدكتور ليث مجيد حسين، إنه بعد زيارة البابا إلى مدينة أور كانت هناك حاجة إلى تهيئة الظروف المناسبة لتكون هناك سياحة حقيقية في المنطقة وليتمكن السائح من المبيت، ولفت إلى أن هناك عديداً من البعثات والزوار يأتون إلى العراق لزيارة أور والمناطق المحيطة بها مثل أريدو والوركاء والأهوار.

ويرى أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي أن تطوير السياحة في العراق يمثل تحدياً ومجالاً واعداً يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد وتعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي، معتبراً مشروع تطوير مدينة أور السياحية واحداً من أهم المشاريع التي يعتمد عليها لإحياء القطاع السياحي وإنعاش الاقتصاد العراقي بشكل عام.

السعدي شدد على ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي في العراق وتسليط الضوء عليه كجزء من تجربة السياح، منوهاً بأن الاستقرار والأمان عاملان رئيسان لجذب الزوار، ثم تطوير البنية التحتية مثل الطرق والمطارات والفنادق والمعالم السياحية، ثم الانتقال إلى مرحلة التسويق والترويج من خلال إشراك القطاع الخاص عن طريق شركات عالمية احترافية تسوق الوجهات السياحية على الصعيدين المحلي والدولي.

وأضاف أستاذ الاقتصاد الدولي "عندما ينشط القطاع السياحي يجب العمل على تنويع المنتجات السياحية إضافة إلى المعالم الثقافية والتاريخية والدينية، مثل السياحة البيئية والرياضية والطبية، والسياحة الصحراوية، مما يساعد في جذب فئات متنوعة من السياح.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات