ملخص
توفي الشاب محمد أبوعصب بعد ثلاثة أيام على إصابته بجروح خلال تصديه لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة
مع أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منزل عبدالله أبوشلال عضو "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" ثلاث مرات في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين جنوب شرقي نابلس شمال الضفة الغربية، إلا أنها لم تفلح في اعتقاله على رغم أنها دمرت منزله في المخيم الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الضفة الغربية، لكن تلك القوات أعلنت الأسبوع الماضي تدميرها مختبراً لتصنيع المتفجرات في منزل أبوشلال بعد اقتحامه، برفقة وحدة الهندسة في الجيش الإسرائيلي، مخيم بلاطة حيث يعيش نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني.
اشتباكات مسلحة
ومع أن اقتحام المخيم تخللته اشتباكات مسلحة مع المقاومين الفلسطينيين إلا أن القوات الإسرائيلية عثرت على أكثر من 15 قنبلة بدائية الصنع في مختبر لتصنيع المتفجرات قبل أن تقوم بتفجير الموقع، إضافة إلى مقر لحركة "فتح".
والسبت الماضي توفي الشاب محمد أبوعصب بعد ثلاثة أيام على إصابته بجروح خلال تصديه لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة.
عبوات ناسفة
وكان مدخل المخيم مزروعاً بالعبوات الناسفة التي أبطلها الجيش الإسرائيلي قبل اقتحامه.
وأسس المخيم في بداية خمسينيات القرن الماضي على قطعة أرض تابعة لقرية بلاطة جنوب شرقي نابلس، ويضم فلسطينيين تم تهجيرهم من قراهم ومدنهم بخاصة في يافا واللد والرملة، لكن مساحة المخيم باتت تصل إلى نحو كيلومتر مربع، ومع ذلك فإن التوسع العمراني فيه أصبح يمتد عمودياً وليس أفقياً بسبب قلة المساحات حوله، ويشكل المخيم أحد "المعاقل الرئيسة للمقاومة الفلسطينية التي تمثل حركة فتح وجناحها العسكري العمود الفقري لها في المخيم"، وفق الكاتب والمحلل والسياسي جهاد حرب، الذي قال إن نسبة الفقر في المخيم تصل إلى أكثر من 55 في المئة، وهي النسبة الأعلى بين المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، و"لذلك يلجأ الشبان إلى حركات المقاومة بخاصة حركة فتح".
الأمن الفلسطيني
وكغيره من المخيمات الفلسطينية فإن الأمن الفلسطيني لا يحتفظ فيها بمقرات، ونادراً ما يدخله وذلك منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، لكن الأمن الفلسطيني يقوم بعمليات خاطفة في مخيمات اللاجئين لفض النزاعات العائلية وتنفيذ اعتقالات أمنية سياسية، بحسب حرب.
أما القوات الإسرائيلية فتقتحم مخيم بلاطة وغيره من المخيمات بعد اتخاذها إجراءات وقائية وعمليات استطلاع مسبقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جهاد المسيمي أن المخيمات تمثل "البؤرة الأساسية لولادة المقاومين الفلسطينيين، وذلك لأنهم أصحاب القضية الأساسيون بسبب تهجيرهم من قرارهم وبلداتهم عام 1948"، وشدد المسيمي على أن "مخيم بلاطة وغيره من المخيمات الفلسطينية سواء في فلسطين أو خارجها هي محطات انتظار حتى عودة اللاجئين إلى بلادهم، نحن ضيوف هنا حتى عودتنا إلى ديارنا في اللد والرملة ويافا وعكا"، وأوضح أن "عدم وجود عمق استراتيجي للفلسطينيين لاستيراد الأسلحة والمتفجرات يجبرهم على تصنيعها محلياً، وفي معامل ومختبرات داخل المناطق السكنية بالقرى والمدن والمخيمات الفلسطينية"، لكن المسيمي أشار إلى أن من يصنع تلك المتفجرات "حريص على الفلسطينيين في محيط تلك المختبرات أكثر من حرصه على نفسه، فهو يقاتل من أجلهم (أي الفلسطينيين)، وليس ضدهم".
وتابع المسيمي أن الفترة المقبلة "ستشهد تصاعداً في المقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة"، مشيراً إلى أن محاولات إسرائيل "لن تنجح في القضاء على المقاومة، فلا خيار لنا إلا أن ننتصر والمواجهة ستتواصل حتى ذلك الحين".
مقتل أكثر من 200 فلسطيني
وتصاعدت موجة العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ نحو سنة ونصف السنة، بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، إذ سجلت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل أكثر من 200 فلسطيني منذ بداية عام 2023، وعن الجانب الإسرائيلي قتل أكثر من 30 شخصاً في هجمات فلسطينية سواء في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل منذ بداية العام الحالي.
وفي 24 يونيو (حزيران) الماضي اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ساعات عدة، أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين بجروح خلال اشتباكات بين الجانبين، كما أصيب أربعة فلسطينيين بجروح خلال انفجار عبوة ناسفة "بشكل عرضي" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم، وقبل ذلك بثلاثة أسابيع شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بهدف القضاء على المسلحين فيه، أسفرت عن سقوط أكثر من 12 فلسطينياً.