Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما خيارات الجزائر بعد قرار "إيكواس" التدخل العسكري في النيجر؟

منطقة الساحل قبلة الدول الكبرى بسبب الثروات وتحرير القرار الأفريقي يعيد الاعتبار للقارة السمراء

الجزائر تشدد على أن الحل التفاوضي السياسي لا يزال ممكناً لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر (أ ف ب)

ملخص

الحل التفاوضي السياسي لا يزال ممكناً لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر

أعاد قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" التدخل العسكري في النيجر خلط أوراق دعاة الحل الدبلوماسي، وفي مقدمتهم الجزائر التي لا تزال تتمسك بالحوار كسبيل للعودة إلى الشرعية، على رغم أنها عززت حضورها العسكري على الحدود مع النيجر، لكن يبقى التساؤل حول خيارات الجزائر في حال كان تدخل "إيكواس" مطروحاً بقوة.

موعد حرب "غير معلن" و"ترهيب"

وفي وقت وضعت فيه مجموعة "إيكواس" خطة وضبطت تاريخاً "غير معلن" للتدخل العسكري في النيجر، شددت الجزائر على أن الحل التفاوضي السياسي لا يزال ممكناً لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر، وقالت إنها "تأسف بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي الذي يسمح باستعادة النظام الدستوري والديمقراطي بشكل سلمي في هذا البلد الشقيق والجار".

ومن أجل "ترهيب" الأطراف الإقليمية من مغبة اتخاذ مثل هكذا خطوات أبرزت أن تاريخ المنطقة يشهد بصفة قطعية بأن التدخلات العسكرية جلبت مزيداً من المشكلات بدلاً من الحلول، وأنها شكلت عوامل إضافية لتغذية الصدامات والانقسامات عوض نشر الأمن والاستقرار. وتابعت أن دعوتها تأتي قبل أن يتم ارتكاب ما يتعذر إصلاحه وقبل دخول المنطقة في دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة.

تحذير رابع

ويعتبر بيان الخارجية الجزائرية رابع تحذير يصدر منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في 28 يوليو (تموز) 2023، لكن إذا كانت التحذيرات الثلاثة الأولى صنفت في خانة التعاطي المتوازن مع الانقلاب والمجموعة الدولية بما فيها "إيكواس" التي تربط الجزائر مع بعض أعضائها علاقات قوية مثل نيجيريا يبقى التحذير الأخير يثير استفهامات حول رد فعل الجزائر في حال تنفيذ القرار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد كشف عن بعض الخيارات خلال لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية بقوله إن "الجزائر مع العودة إلى الشرعية الدستورية في النيجر، وهي على استعداد لمساعدة النيجريين، بما استطاعت إذا ما طلبوا ذلك من أجل لم شملهم".

خيارات متاحة

وفي السياق، رأى عضو المكتب السياسي لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري النيجري عمر الأنصاري أن الخيارات المتاحة أمام الجزائر للحفاظ على مواقفها في هذه الظروف العصيبة، هي التواصل مع جميع أطراف النزاع في نيامي، مع الأخذ بالاعتبار السلطات التقليدية والقادة الدينيين، مضيفاً أن الجزائر في حاجة إلى تغيير مواقفها تجاه "إيكواس" بتصريحات أشد حدة لحماية الضعفاء وإطفاء حرائق المنطقة. وتابع الأنصاري "لا نتوقع أن تقف الجزائر مكتوفة الأيدي، وهي ترى لهيب النيران على حدودها الطويلة، وفي أقل الأحوال، تدعم مالي وبوركينا فاسو لوجيستياً إن لم تتدخل مباشرة"، وهي بهذا الدعم تقف مع الشعب النيجري وكل شعوب المنطقة. وقال إن سياسة الجزائر في كسب شعوب المنطقة أكثر من أنظمة موقتة وزائلة، مبرزاً أن آمال الشعب النيجري معلقة على الجزائر لإيقاف التدخل العسكري، وبإمكانها فرض الحل الدبلوماسي بالتعاون مع قادة النيجر من خلال ترك حرية الاختيار للشعب كورقة ضغط على الجهات الخارجية.

الدبلوماسية متواصلة

من جانبه، اعتبر المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري مومن عوير أن الجزائر تعمل على منع التدخل العسكري في النيجر عبر المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مشدداً على أن الآلية الدبلوماسية التي تعتمدها الجزائر لن تتغير، حتى وإن حدث التدخل العسكري لـ"إيكواس". وقال إن "الجزائر من طريق دبلوماسيتها وعلاقتها مع أطراف الصراع تسعى جاهدة إلى منع التدخل العسكري في النيجر، وإن حدث ذلك، فسترفع من جهودها الدبلوماسية إقليمياً ودولياً لإيقافه في بداياته قبل أن يتطور إلى حرب مباشرة". وختم بأنه انطلاقاً من مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية ومن تجارب سابقة، "أستبعد أن تتدخل الجزائر عسكرياً في أي حرب محتملة في النيجر".

حماية الحدود

في هذا الوقت أوضح البرلماني الجزائري علي ربيج أن جاهزية الجيش الجزائري لحماية الحدود مع النيجر معمول بها منذ فترة، لكنها سترفع من درجة الاستعداد، كما يمكنها إعلان حالة الطوارئ لحظة التدخل العسكري، بخاصة في ظل طول الحدود المشتركة مع النيجر البالغة أكثر من 1000 كيلومتر، والتي تتطلب مضاعفة الجهود في حال نشوب أعمال عسكرية، على اعتبار أن التدخل العسكري في النيجر يهدد أمن المنطقة بالكامل، كما يدفع نحو موجات نزوح للاجئين قد تتسلل عبرها مجموعات من الإرهابيين نحو الجزائر أو ليبيا.

ووفق البرلماني الجزائري أيضاً فإن جميع الأجهزة الأمنية في بلاده تضاعف جهودها وعمليات التنسيق في الوقت الراهن إلى جانب تعاون سكان المناطق الحدودية للحفاظ على أمن الشريط الفاصل مع النيجر. ولفت إلى أن "دخول النيجر في حرب مع مجموعة (إيكواس) يضعف القوات المسلحة النيجرية في مواجهة الجماعات الإرهابية، مما يضاعف الأعباء على القوات المسلحة الجزائرية في مواجهة الإرهابيين".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير