ملخص
هذه المهمة هي المحاولة الثانية للهند للهبوط على سطح القمر.
هبطت مركبة الفضاء الهندية بسلام بالقرب من القطب الجنوبي غير المستكشف للقمر، اليوم الأربعاء، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنه "يوم تاريخي".
وقابل فنيو المهمة بهتافات الفرح وبالتصفيق إعلان منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في مقرها الرئيس بأن "شاندرايان-3" هبطت بنجاح على سطح القمر.
وكتب مودي على منصة "إكس"، "يوم تاريخي لقطاع الفضاء الهندي".
صلوات وأعلام
وكلمة "تشاندرايان" تعني "مركبة القمر" باللغتين الهندية والسنسكريتية. وهذه المهمة هي المحاولة الثانية للهند للهبوط على سطح القمر بعد أن نجحت مهمة "تشاندرايان-2" عام 2019 في وضع مركبة في المدار، لكن المركبة الرئيسة تحطمت.
وقالت كارلا فيلوتيكو الشريكة والمديرة الإدارية في شركة "سبيس تك بارتنرز" الاستشارية، "الهبوط على القطب الجنوبي للقمر سيمكن الهند فعلياً من استكشاف ما إذا كان هناك جليد مائي هناك. وهذا مهم للغاية بالنسبة إلى البيانات التراكمية والعلوم المتعلقة بجيولوجيا القمر".
وأثار الهبوط حالاً من الترقب والإثارة اليوم الأربعاء واحتل العناوين الرئيسة في الصحف، كما عرضت القنوات الإخبارية العد التنازلي له. وأقيمت الصلوات في المعابد والمساجد والكنائس، ولوح تلاميذ المدارس بعلم الهند وهم ينتظرون البث المباشر للهبوط.
خطوة تاريخية
وذكرت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي تابع الهبوط من جنوب أفريقيا حيث يشارك في قمة مجموعة دول "بريكس".
وتجعل التضاريس الوعرة الهبوط على القطب الجنوبي للقمر صعباً، وسيعد أول هبوط خطوة تاريخية. ويمكن للجليد المائي على القمر أن يوفر الوقود والأكسجين ومياه الشرب للمهام في المستقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيؤدي نجاح الهند في الهبوط على سطح القمر إلى بزوغها كقوة في عالم الفضاء في وقت تسعى حكومة مودي إلى تحفيز الاستثمار في عمليات الإطلاق الفضائية الخاصة والأعمال التجارية ذات الصلة بالأقمار الاصطناعية.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة للبرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهاراً، بعد أربع سنوات على فشل كبير بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر.
وتضم "شاندريان-3" التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي (ISRO)جهاز الهبوط "فيكرام" (وتعني الشجاعة باللغة السنسكريتية) والروبوت المتحرك "برغيان" (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
المهمة الصعبة
وتأتي هذه المهمة بعد أيام قليلة على تحطم المسبار "لونا-25" وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ عام 1976.
وتعتبر مهمة "شاندريان-3" غير المأهولة التي أطلقت قبل ستة أسابيع أبطأ من مهمات "أبولو" الأميركية المأهولة في الستينيات والسبعينيات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.
فالصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ "ساترن 5" المستخدم في برنامج "أبولو" القمري الأميركي. وقد اضطر إلى الدوران خمس إلى ست مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر والذي يستغرق شهراً.
وانفصل "فيكرام" عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي وهو ينقل صوراً عن سطح القمر منذ دخوله مداره في الخامس من أغسطس (آب).
ورأى الرئيس السابق لوكالة الفضاء الهندية ك. سيفان أن الصور الأخيرة التي أرسلتها المهمة تظهر أن المرحلة النهائية من الرحلة ستكلل بالنجاح.
وأضاف سيفان أن ISRO أدخلت تعديلات إثر الفشل الذي منيت به قبل أربع سنوات. وفقد يومها العلماء الاتصال بالمركبة القمرية قبل لحظات من هبوطها على سطح القمر.
ومضى يقول "شادريان-3 سيقوم بمهمته بمتانة أكبر، نحن واثقون ونتوقع أن تسير الأمور على ما يرام".
ميزانية الفضاء
وتبقى ميزانية البرنامج الفضائي الهندي متواضعة مع أنها زادت بشكل ملحوظ منذ المحاولة الأولى لوضع مسبار في مدار القمر عام 2008.
وبلغ كلفة المهمة الهندية هذه 74.6 مليون دولار على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، وهي أقل بكثير مقارنة مع مهمات دول أخرى.
ويفيد متخصصون في القطاع أن الهند تنجح في إبقاء الكلفة متدنية من خلال نسخ التكنولوجيا الفضائية المتوافرة وتكييفها لأغراضها الخاصة بفضل وفرة المهندسين المؤهلين الذين يتلقون أجراً أقل بكثير من زملائهم الأجانب.
وكلفت محاولة الهبوط السابقة على سطح القمر في 2019 تزامناً مع الذكرى الـ50 لأول مهمة لرائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ على سطح القمر، 140 مليون دولار، أي تقريباً ضعف كلفة المهمة الحالية.
وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمراً اصطناعياً في مدار المريخ في مارس (آذار) الماضي. ويفترض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر ثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة.