Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف قضى التوجه المعاصر نحو الربحية على الهوايات؟

يقتنع مزيد من البريطانيين بـ"أن يقودوا مشاريعهم الخاصة" ويتربحوا من اهتماماتهم الشخصية ويحولوا حياتهم على مدار الساعة إلى مصدر للمال. نتحدث إلى أشخاص أوصلتهم هذه التجربة إلى الندم

حينما تبدأ في النظر إلى الهواية على أنها مجدية، تصبح أقل انغماساً في التجربة وأكثر تركيزاً على  النتيجة النهائية" (آيستوك)

ملخص

نشجع جميعاً بشكل متزايد على استغلال "وقت فراغنا" لنحول هواياتنا إلى نشاط جانبي مدر للأرباح لكن غالباً ما ينتهي هذا بإرهاق شديد وإحباط تام لدى المرء

في عام 2014، أصدرت شركة "ماتيل" أحدث دمية في مجموعة "أستطيع أن أكون" من الألعاب التي تجسد بعض المهن وكانت بعنوان "باربي رائدة الأعمال". سوقت دمية باربي هذه على أنها صاحبة مبادرة، شخص "على استعداد لاتخاذ خطوة تجارية جريئة واستهلال مشروع بمفردها لتحقيق أحلامها المهنية".

لقد كانت مثلها مثل جميع منتجات باربي مصممة لالتقاط روح العصر وعلى وجه التحديد لتكون مثالاً ثقافياً كان جديداً نسبياً حينها: الذات المغامرة. على عكس زميلاتها في المجموعة: رائدة الفضاء والطبيبة ومصممة الديكور الداخلي، لم تحدد باربي هذه في وظيفة واحدة ولكن من خلال نهج عام للعمل. كانت مرنة وواثقة من نفسها وتمتلك زمام الأمور. كانت رئيسة أنثى – نموذجاً بلاستيكياً يقل طوله عن 30 سم لثقافة النشاط المبالغ فيه المزدهرة.

من السهل الاستهزاء بمحاولات شركة "ماتيل" الفجة لإعادة الترويج للاتجاهات الثقافية إلينا على هيئة دمى صغيرة. لكن مع باربي رائدة العمال لا شك في أن الشركة استشعرت الاتجاه الذي كانت تهب فيه الرياح. على مدار العقد الماضي، كانت هناك شخصيتان تحكمان الثقافة: رائد الأعمال والمؤثر. أصبحت هاتان الشخصيتان وهما وجهان لعملة واحدة تمثلان "النجاح". انتهت المهن التقليدية. الآن بات "الحلم الوظيفي" أن تشكل عملك بنفسك. حول هوايتك إلى نشاط جانبي، واحرص على أن تكون لديك أنشطة جانبية متعددة. اترك عملك اليومي وكن رئيس نفسك واحصل على المال في مقابل فعل ما تحب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنها أيديولوجية مغرية وتؤكد أنه يمكن لأي شخص وكل فرد أن يحرر نفسه من قيود العمل المأجور إذا كان "جريئاً" بما فيه الكفاية أو بذل جهداً كافياً. إنها تؤكد أن أفعال العمل والحب قد تبدو متماثلة وتمنحك الشعور ذاته. لذلك ربما لا ينبغي أن نتفاجأ من ترسخ هذه الأيديولوجية، بخاصة بين الأجيال الشابة.

كشف تقرير صدر عام 2019 عن أن 51 في المئة من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 سنة فكروا في بدء عمل تجاري أو بدؤوه بالفعل، وأن ثلثهم عبر عن انفتاحه على الفكرة بينما استبعدها 15 في المئة فقط. لأن الأمر برمته يبدو سهلاً للغاية، أليس كذلك؟ ما عليك سوى اختيار شيء تحب بالفعل القيام به في وقت فراغك ثم تسخير القوى الهائلة للإنترنت وتسويقه وتحقيق دخل منه.

على كل حال، فإن ما تدعو إليه هذه الدعوات الثقافية الصاخبة بأن "تكون مدير نفسك" و"الحصول على أموال في مقابل القيام بما تحب" هو ضغط واسع النطاق لاستغلال "وقت الفراغ" بهدف الربح. تخلى عن عملك والتقط إبر الحياكة الخاصة بك وصور مقطعاً بارعاً على "تيك توك" وحدث موقعك الإلكتروني وانضم إلى موقع "إتسي" etsy [موقع بريطاني لبيع المنتوجات المصنوعة يدوياً] وقم بتغليف وإرسال وصقل "علامتك التجارية الشخصية".

ربما يستمتع بعض الناس حقاً بنمط الحياة ذي النشاط الجانبي هذا لكن في هذا البحر الذي يتسع باستمرار من رواد الأعمال على "إتسي" والمدونات الإلكترونية وممتهني صناعة المحتوى الاعتياديين المعتمدين على "الإعجاب والاشتراك" بقنواتهم، لا أستطيع تجنب تكرار سؤال واحد: ما الذي حدث للهوايات؟ تلك المنافذ والأنشطة الإبداعية التي تهدف إلى المتعة فقط؟ على نحو متزايد، يبدو أن ثقافة النشاط قتلتها. اعترفت إحدى النساء اللاتي تحدثت إليهن التي وصفت نفسها بأنها كاتبة ومقدمة مدونة صوتية و"صاحبة هوايات جامحة"، بأنها "لا تستطيع حتى البدء في هواية أو حرفة من دون تسجيل اسم نطاق على الإنترنت لما تقوم به". إذاً، هل أصبحت الهوايات شيئاً من الماضي؟ وإذا كان الحال كذلك، لماذا يهم الأمر؟

إيلويز سكينر مؤلفة ومعالجة نفسية متخصصة في العلاج الوجودي، تقول: "إذا فكرنا في الهوايات على أنها أنشطة نقوم بها طواعية خلال أوقات فراغنا، فيمكن اعتبار الهوايات جزءاً مهماً من هويتنا". قد يكون بعض الأشخاص محظوظين بما يكفي للعمل في وظائف تغمرهم بإحساس بالهدف والإنجاز، لكن كما تؤكد سكينر، ليس الحال كذلك بالنسبة إلى كثيرين، موضحة "وهكذا، عندما يتعلق الأمر بالوقت الذي نقضيه خارج العمل، يمكن أن تكون الهوايات جزءاً مهماً لتذكير أنفسنا بمن نحن وما نستمتع بفعله وما الذي يجعلنا نشعر بالرضا حقاً".

وتشير إلى أن باستطاعة هذا الأمر مساعدة الناس في الشعور "بالتوازن بين العمل والحياة" ولا سيما في وقت يتزايد توجه العمل نحو الرقمية، قائلة "في بيئة العمل التي تحتل الرقمية المكانة الأولى فيها، إذ نشعر غالباً أننا لا ننفصل حقاً عن حياتنا العملية، يمكن للهوايات أن تسمح لنا بالخروج من روتيننا اليومي والانخراط في شيء يوفر تجربة مختلفة". مع ذلك، فإن تحقيق الدخل من هواية يمكن أن يغير هذا تماماً.

وتضيف سكينر "إحدى مزايا الهواية على المستوى الشخصي هي القدرة على التحلي بالمرونة. وتغيير الأنشطة عندما يكون الأمر ملائماً". على كل حال، فإن وجود دافع للربح يفرض الالتزام والرسمية. وتوضح "بدلاً من الاستمتاع بالنشاط في حد ذاته، قد تشعر بأنك منفصل عنه. عندما تبدأ في النظر إلى الهواية على أنها تقدم نتيجة معينة [مجدية وليست تبديداً للوقت]، تصبح أقل انغماساً في التجربة وأكثر تركيزاً على النتيجة النهائية".

ويمكن أن يؤدي تحويل الهواية إلى مصدر للربح إلى الشعور بالضغط بشكل سريع: الضغط لجعلها أكثر نجاحاً أو للاستمرار فيها ببساطة.

هذا شيء تعرفه كريستي هولدن جيداً التي عملت خبازة في السابق. تقول لي "لطالما أحببت الخبز، وكانت فكرة القدرة على جني الأموال من شيء استمتعت بالقيام به تماماً بمثابة حلم أصبح حقيقة". كان الحال كذلك إلى أن وجدت نفسها مرهقة لدرجة لا تستطيع صنع كعكات لأعياد ميلاد أطفالها. وتضيف "أدركت حينها أنني لم أعد أحب هوايتي. الضغط الناتج من كونه تحول إلى عمل جعلني صرت أنظر إليها كمهمة رتيبة".

على الأرجح، لم ينبع قرار هولدن تحقيق الدخل من هوايتها فقط من رغبتها في الحصول على أموال في مقابل القيام بشيء تحبه ولكن من ظروف عمل ودخل معينة وجدت نفسها فيها. تشرح: "خفضت ساعات عملي في وظيفتي بعد عودتي من إجازة الأمومة. أردت زيادة راتبي بشكل فعال ولكن القيام بشيء من المنزل ويتماشى مع التزامي تجاه الأطفال". على كل حال، بدلاً من تحقيق "التوازن بين العمل والحياة"، تركتها تحديات إدارة عمل من المنزل تشعر بالاستنزاف. بدأت تستاء مما كان في السابق شغفاً. الآن، بعد أن توقفت عن العمل في الخبز، تعتقد أنه "من المفيد للغاية من الناحية العقلية" أن يكون لديك هواية للمتعة فقط، وليس للربح، مردفة أنه "من السهل جداً، ولا سيما في يومنا وعصرنا هذين، أن يكون لديك شخص ما يزرع بذرة في عقلك ويجعلك تعتقد أن [الهواية] ستكون آلة تدر أموالاً كثيرة".

بشكل عام، الإنترنت والثقافة مشبعان بقصص النجاح – روايات طموحة عن "الثراء السريع" تجعل الأمر يبدو كما لو أن كل شخص لديه مهارة يمكنه الحصول على مال كثير منها. تقترح معلمة اللغة الإنجليزية هانا فيلب أن هذا يسهم في مفاهيم مشوهة عن القيمة. تقول: "أفضل إطراء أحصل عليه هو عندما يعلق الناس على رسوماتي. يقول الجميع ’عليك بيع هذه الرسومات‘". تقول إنه إطراء على مستوى ما "لكن من المثير للاهتمام أيضاً أن أفضل إطراء يمكننا أن نفكر في توجيهه إلى الناس هو ’يجب أن تكسب المال من هذا‘". حتى الآن، قاومت أي ضغوطات لبيع أعمالها، جزئياً لأنها تبتهج برسم لوحات للأشخاص الذين تحبهم. وتقول "بكل صدق، إنها علاج وملجأ بالنسبة إلي. وأعتقد أن الخوف من تحويلها إلى مصدر للمال هو أنها لن تبقى كذلك. أعتقد أنني أخشى بعض الشيء أنني إذا تربحت من الرسم فإنه لن يبقى ممتعاً".

ومع ذلك، تظهر منصات مثل "إتسي" و"نت أون ذا هاي ستريت" Not on the High Street كل يوم تقريباً، مدعية أنها تجعل كسب الدخل من الهوايات أسهل من أي وقت مضى، وتلمح إلى أنك شخص راضخ ما لم تجرب الأمر. لكن، كم عدد الأشخاص الذين يجنون أرباحاً بالفعل؟ لورا تيرنر هي مؤسسة موقع "ثريفتي لندنر" Thrifty Londoner المختص بالاستشارات المالية للأفراد، لكن قبل أن تصبح مثقفة مالية ومبتكرة محتوى، كانت تدير متجراً على موقع "إتسي". قامت بتطريز كنزة قطنية وارتدتها في العمل، وسألتها زميلتها ما إذا كانت تطرز وفقاً للطلب. تقول: "أجبتها بنعم وبدأ كل شيء من هناك". مثلها مثل هولدن، كانت الظروف المالية الملموسة أيضاً جزءاً من معادلة نشاط تيرنر الجانبي. تقول "كنت بحاجة إلى دخل إضافي بسيط لأنني كنت أتقاضى راتباً منخفضاً في لندن حينها". سرعان ما وجدت نفسها مرهقة. تضيف "كنت أقوم بالتطريز كلما سنحت لي الفرصة، في قطار الأنفاق، وأنا أشاهد التلفزيون، وحتى على مكتبي في العمل أثناء استراحة الغداء. خرج الأمر عن السيطرة وتوقفت عن الاستمتاع به". في النهاية قررت إغلاق المتجر بعدما أدركت "أن هناك عدداً محدداً من الكنزات التي يمكنني تطريزها في يوم واحد".

هذا عنصر من عناصر ثقافة النشاط الجانبي تشير إليه مديرة وسائل التواصل الاجتماعي هانا مانتون أيضاً التي تقول "يقول لي الناس باستمرار أن أحقق أرباحاً من أشغالي اليدوية، لكنني لا أعتقد أنهم يدركون تماماً المدة التي تستغرقها هذه الأشياء في الواقع والأسعار المرتفعة التي يجب أن أطالب بها كي أحقق حتى الحد الأدنى للأجور". في حالتها، قد يستغرق صنع حقيبة صغيرة أكثر من 10 ساعات. "لذا دعونا نقول، إذا كان الحد الأدنى للأجور هو 11 جنيهاً استرلينياً في الساعة، سيكون المجموع 110 جنيهات استرلينية (138 دولاراً) قبل أن تفكر حتى في تكاليف الغزل والتغليف".

وذات مرة، عندما كانت مانتون في صالون للعانية بالأظافر، رأتها الفتاة التي بجانبها وهي تطرز. "أخبرتني أنها تعتقد أن القطع المطرزة التي يبيعونها على موقع ’ريتي ليتل ثينغ‘ Pretty Little Thing باهظة الثمن حيث تباع القطعة الواحدة بسعر 30 جنيهاً استرلينياً. لقد صدمت! لا أعتقد أن الناس يدركون أنه حرفياً لا توجد آلة تطريز". وتضيف أنه إذا كان هناك شيء ما مطرز بطريقة أصلية، فيجب أن يكون مصنوعاً يدوياً. ومع ذلك، تشير إلى أن التطريز الأصلي متاح للشراء من مواقع الأزياء السريعة طوال الوقت. "يجعلك هذا تفكرين حقاً في الظروف التي يتعرض لها الأشخاص الذين يصنعونها إذا كان بإمكانهم بيع سلعة مصنوعة يدوياً بسعر رخيص جداً مع مواصلة جني الأرباح".

عندما تصبح الهوايات أنشطة جانبية ينبغي أن يكون العمل شبيهاً بالحب. لكن في النهاية يدور الأمر برمته حول المحصلة النهائية أي حول جني الأرباح. مجرد سبر الأغوار قليلاً للمثل العليا للمرونة والاستقلالية التي يروج لها كثيراً فإنك ستصطدم بعدم اليقين والفردية الضارة. تخبرني فيبي (اسم مستعار) "لطالما شعرت بأنني لست شجاعة بما يكفي لأغامر في التحول إلى العمل لحسابي الخاص وصناعة وبيع الأشياء. وكنت أفكر في السبب. بقدر عدم رغبتي في قتل الشيء الذي أحبه فإن القيام بعمل يستهلك معظم وقتك إذا لم يكن هذا هو الشيء الذي تعشقينه هو نوع من التخريب الذاتي أيضاً. لكن بعد ذلك تذكرت أن الفنانين والكتاب في الماضي كانوا قادرين في الواقع على العيش بالاعتماد على صناعة الفن وعلى الإعانات".

تصرح تيرنر باعتقادها أن "جزءاً من الضغط لتحقيق الدخل من الهوايات يأتي مع الضغط المالي الناجم عن أزمة كلفة المعيشة، والرغبة في توليد بعض الدخل الإضافي". تعبر فيليب عن الفكرة بعبارات مشابهة، قائلة: "أشعر أن الأمر كله مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإرهاق الشديد والحالة التعجيزية للنظام الذي نعيش فيه".

يوضح كل هذا الحقيقة الواقعية للمسألة وهي أن عديداً من الأشخاص الذين يحولون هواياتهم إلى أنشطة جانبية لا يحاولون فقط الهرب من سخافة "وظائفهم اليومية" أو إيجاد "توازن بين العمل والحياة" أو أن يصبحوا من صانعي الملايين. بدلاً من ذلك، إنهم يحاولون كسب دخل إضافي من "مشاريع شغفهم" لأن سوق العمل الحالية غير آمنة وغير مجزية. بعد 15 عاماً من التقشف والركود غير المسبوق في الأجور، لا تدفع العمالة التقليدية غالباً ما يكفي لشخص ما لعيش حياة كريمة أو حتى سداد الفواتير. تماماً مثلما تضفي اتجاهات مثل "عشق الأكواخ الخشبية" و"المنازل متناهية الصغر" طابعاً رومانسياً على انعدام الأمن في السكن، فإن ثقافة الأنشطة الجانبية تضفي طابعاً رومانسياً على العمل، تماماً مثلما أصبحت ظروفه أكثر خطورة واستهلاكاً للوقت. أنت لا تعمل في وظائف عدة لتغطية نفقاتك، أنت باربي رائدة الأعمال.

تقول مانتون "فكرة أن شيئاً جميلاً لا تكون له قيمة إلا بعد بيعه تجعلك تشككين في قيمتك كمبدعة". يبدو أن فيلب توافق على ذلك، إذ تقول: "أعتقد أنه لا بد من وجود حل وسط بالتأكيد، إذ لا يمكننا الاعتماد على المال باعتباره الطريقة الوحيدة لمنح قيمة للأشياء التي نقوم بها لكن مع احترامنا لكونها نوعاً من العمل". تجنح فيبي بالفكرة إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلة: "ببساطة أود القيام بما أحب من دون تحقيق ربح منه ولكن أن أفعل ذلك بدوام كامل". في ظل الظروف الاقتصادية الحالية قد يبدو هذا خيالاً طوباوياً إلى حد بعيد. لكن ونظراً إلى أننا نشجع جميعاً بشكل متزايد على استغلال "وقت فراغنا" من أجل الربح، أو في الواقع لمجرد تدبير أمورنا، فمن من المهم ألا ننادي فقط بالأجور اللائقة والمرافق الرخيصة والإسكان الآمن، ولكن أن ندافع أيضاً عن المساعي غير المربحة وغير المنتجة: أوقات الفراغ والمتعة والخيال. أنا شخصياً آمل أن تتغير روح المبادرة التجارية النشطة التي تصبغ العصر. بالله عليك يا "ماتيل" اصنعي لنا باربي تتقاضى راتب المعيشة الأساسي.

© The Independent

المزيد من منوعات