Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبز للفقراء وآخر للأغنياء آخر حلقات أزمة المخابز في تونس

انتشار الأفران العصرية في العشرية الأخيرة أسهم في وجود رغيف أعلى سعراً

تبيع المخابز "غير المصنفة" في تونس الحلويات وكمية محددة من الخبز بأسعار أغلى (أ ف ب)

ملخص

هناك 3737 فرناً "مصنفة" تستفيد من الدقيق المدعوم من الحكومة و1443 "غير مصنفة" تستفيد بحصص مدعومة أقل من المخابز الأخرى

أفرزت أزمة نقص مادة الخبز في تونس ظاهرة جديدة تبرز التباين في المستوى الاجتماعي بين السكان، إذ باتت تعرف بظاهرة "خبز الأغنياء" و"خبز الفقراء".

تتجلى هذه الظاهرة الجديدة في طوابير الخبز التي تشهدها يومياً المخابز التي تمد السكان بالخبز المدعوم، الذي يعتبر سعره رمزياً مقارنة بالمخابز الأخرى التي تعرف بالعصرية وتصنع الخبز الأغلى سعراً والأكثر تنوعاً.

في هذا السياق اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد في وقت سابق من وصفهم  بـ"جماعات الضغط" الذين يسعون إلى تأجيج الوضع في البلاد بالوقوف خلف أزمة الخبز، منتقداً وجود المخابز المصنفة وغير المصنفة التي فرقت بين قوت الأغنياء والفقراء اليومي.

توجيه الخبز المدعوم

إثر تصريحات سعيد، منعت وزارة التجارة 1500 مخبز من الحصول على الدقيق المدعوم.

تنشط في تونس 3737 فرناً "مصنفة" تستفيد من الدقيق المدعوم من الحكومة و1443 مخبزاً "غير مصنفة" تستفيد بحصة مدعومة من الدقيق أقل من المخابز الأخرى.

وتبيع المخابز "غير المصنفة" أساساً الحلويات وكمية محددة من الخبز بأسعار أغلى من تلك التي تبيعها المخابز "المصنفة".

هذا الوضع جعلهم يحتجون ويغلقون محالهم مطالبين بحصصهم من الدقيق.

هذا التقسيم على أساس الوضع الاجتماعي بين فقير وغني في اقتناء الخبز، اعتبره أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية حسان قصار ظاهرة لها دلالات أفرزتها الأزمة الأخيرة وبخاصة المخابز العصرية، التي يعتبر أنها أسهمت في إبرازها من خلال بيعها خبزاً بأسعار مرتفعة مقارنة بالخبز المدعوم. وهذا الأمر بحسب المختص في علم الاجتماع، "يجعل خبزها موجهاً أكثر للقادرين، وبخاصة أن الخبز مادة أساسية في الطاولة التونسية ومن الصعب الاستغناء عنه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول قصار إن الأعوام الـ10 الأخيرة وبعد انتشار المخابز العصرية التي اعتبرها "غير شرعية لأنها تستغل الطحين المدعوم لبيعه بأسعار غير مدعومة"، ظهرت هذه الأزمة التي نعيشها اليوم التي أفرزت خبزاً للفقراء وآخر للأغنياء".

ودعا قصار إلى ضرورة تنظيم هذه الظاهرة التي أصبحت حقيقة، وأن يوجه الخبز المدعوم إلى مستحقيه من العائلات محدودة الدخل.

الصحة لا تقدر بثمن

من جهة أخرى يقول أحد رواد مواقع التواصل أمين سوقير معلقاً على ظاهرة خبز الفقراء وخبز الأغنياء، "لا أعتبر نفسي غنياً ولكنني لا أشتري الخبز المدعوم منذ سنوات لأسباب كثيرة، أولها الطعم المميز للخبز الكامل، فالخبز المدعوم ودقيقه الأبيض المكرر يتسببان بمرض السكري بسبب الامتصاص السريع جداً لمحتواه من السكريات خلافاً لخبز الأثرياء الغني بالألياف".

مواصلاً "كما أن خبز الفقراء مشبع بالملح حتى يتحسن طعمه وينضج بسرعة، فيتسبب كذلك في ارتفاع ضغط الدم، أما خبز الأغنياء فمن يقتنيه يختار خبزاً قليل الملح أو من دون ملح حفاظاً على الصحة".

"الصحة لا تقدر بثمن، فأدوية ضغط الدم والسكري والأنسولين والعلاج الوظيفي لضحايا الجلطة العصبية يكلف مئات المليارات لخزانة الدولة ولجيب المواطن، وخبز الفقراء مسؤول للأسف  عن هدر هذه  المليارات على صحة المواطن"، وفق تعبيره.

من جانب آخر يتساءل أمين "هل رأيتم يوماً أكياساً من الخبز الفاخر بجوار القمامة؟ ولذلك أسبابه، فالخبز زهيد السعر يجعلك تلقي به وتشتري غيره بمجرد أن يفقد بعضاً من طراوته، إذ بسبب جودته المتدنية يفقد خبز الفقراء هذه الطراوة بعد ساعات، ثم يتحول إلى قطعة صلبة غير صالحة للأكل بعد يوم واحد، أما خبز الأغنياء فيحافظ على طراوته حتى بعد مرور أيام"، ويستخلص أمين "خبز الفقراء يكلف المواطن أكثر إذا احتسبنا الدعم ومصاريف العلاج وأسوأ طعم وأثقل على خزانة الدولة المنهكة".

في حين أكد بعضهم الآخر أن الأزمة الاقتصادية في البلاد هي السبب وراء ما يحدث، داعين إلى فرض رقابة على واردات الدقيق للمخابز غير المصنفة التي رفعت أسعار الخبز في البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير