ملخص
موسكو "قلقة" وباريس تطالب باحترام الانتخابات وشركة التعدين الفرنسية تعلق أعمالها
أعلن العسكريون الانقلابيون في الغابون، في بيان متلفز بثته قناة "غابون 24"، مساء الأربعاء، تعيين قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما "رئيساً للمرحلة الانتقالية"، وبحسب البيان، فقد أعلن ضابط بحضور عشرات من كبار الضباط والجنرالات الذين يمثّلون جميع فيالق الجيش الغابوني أنه "تم تعيين الجنرال بريس أوليغي نغيما بالإجماع رئيساً للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيساً للمرحلة الانتقالية" التي لم يحدّد الانقلابيون مدتها.
وكان قائد الحرس الجمهوري في الغابون الجنرال بريس أوليغي نغيما الذي شارك في الانقلاب قال لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الرئيس علي بونغو أونديمبا "أحيل على التقاعد، ولديه كل حقوقه، هو مواطن غابوني عادي مثل أي شخص آخر"، وأضاف "لم يكن لديه الحق في تولي فترة ولاية ثالثة، وانتُهك الدستور، لذلك قرر الجيش تولي مسؤولياته"، وتابع "لم أعلن نفسي بعد (قائداً للمرحلة الانتقالية)، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي، إنها مسألة سنناقشها مع جميع الجنرالات".
"قيد الإقامة الجبرية"
ووضع رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا "قيد الإقامة الجبرية" محاطاً بعائلته وأطبائه، في ما أوقف أحد أبنائه بتهمة "الخيانة العظمى"، وفق ما أعلن، الأربعاء، العسكريون الذين قاموا بانقلابهم صباحاً.
وجاء في بيان تلاه عسكريون من لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات، عبر التلفزيون الرسمي "الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية، وهو محاط بعائلته وأطبائه".
وأضاف الكولونيل الذي تلا، ليل الثلاثاء – الأربعاء، البيان الذي أعلن فيه الجيش "إنهاء النظام القائم" أنه "تم توقيف" نور الدين بونغو فالنتان ابن الرئيس ومستشاره المقرب، وإيان غيزلان نغولو رئيس مكتب بونغو، ومحمد علي ساليو نائب رئيس مكتبه، وعبدالحسيني وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسيي إيلا إيكوغا وهو مستشار خاص وناطق رسمي باسم الرئاسة، إضافة إلى أهم رجلين في الحزب الديمقراطي الغابوني القوي الذي يتزعمه بونغو.
دائرة الخيانة العظمى
وأوضح أنهم أوقفوا خصوصاً بتهم "الخيانة العظمى ضد مؤسسات الدولة، واختلاس أموال عامة على نطاق واسع، واختلاس مالي دولي ضمن عصابة منظمة، والتزوير، وتزوير توقيع رئيس الجمهورية، والفساد، والاتجار بالمخدرات".
من جهته دعا رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا "جميع الأصدقاء" إلى "رفع أصواتهم" وذلك في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال بونغو في الفيديو الذي ظهر فيه جالسا على كرسي وتبدو عليه ملامح القلق "أنا علي بونغو أونديمبا، رئيس الغابون أوجّه رسالة إلى جميع أصدقائنا في كل أنحاء العالم لأطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلوني وعائلتي"، مؤكّدا أنه في "منزله".
وكان قد أُعلن فوز علي بونغو (64 سنة) الذي يرأس الغابون منذ أكثر من 14 عاما، في انتخابات السبت قبل لحظات من الانقلاب.
وأضاف بونغو في الفيديو "ابني في مكان وزوجتي في مكان آخر، وأنا في منزلي ولا يحدث شيء، لا أعرف ما يحدث. أطلب منكم رفع أصواتكم".
و"أوقف" ابنه نور الدين بونغو فالنتان مع ستة آخرين من المستشارين المقربين لبونغو بتهم "الخيانة العظمى واختلاس الأموال العامة والتزوير"، وفق ما أعلن الانقلابيون نهاية الصباح.
ولم يذكر العسكريون شيئا عن مصير زوجته الفرنسية الغابونية سيلفيا بونغو أونديمبا.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن "فرنسا تأمل أن يتم احترام نتائج انتخابات الغابون"، في حين أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن قلق بلادها إزاء الوضع في البلاد وتطلعها إلى عودة الاستقرار بها.
وقال مراسل لـ"رويترز"، إن المئات يحتفلون في وسط ليبرفيل عاصمة الغابون، اليوم الأربعاء، بعد أن أعلنت مجموعة من كبار ضباط الجيش الاستيلاء على السلطة في البلاد.
واستولت مجموعة من كبار ضباط الجيش في الغابون، اليوم الأربعاء، على السلطة، وأعلنت إلغاء نتائج الانتخابات وحل كل مؤسسات الجمهورية.
أعلنت مجموعة تضم أكثر من 10 ضباط في الغابون في بيان تلي عبر محطة "غابون 24" التلفزيونية إلغاء نتائج الانتخابات وحل كل مؤسسات الجمهورية.
وأعلن العسكريون الذين أكدوا أنهم يتحدثون باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات" أنهم "بسبب حوكمة غير مسؤولة تتمثل في تدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى، قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم".
وقالت المجموعة، إنها تمثل جميع قوات الأمن والدفاع في البلاد. وأرجعت الخطوة التي أقدمت عليها إلى افتقار الانتخابات العامة الأخيرة للمصداقية.
وأعلنت مجموعة مؤلفة من نحو 12 عسكرياً غابونياً إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر، وقال أحد هؤلاء العسكريين متحدثاً باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات"، "الحدود مغلقة حتى إشعار آخر".
وقال الضابط في جيش الجابون، بريس أوليجي نجيما، لصحيفة "لوموند" الفرنسية إن الجنرالات سيجتمعون اليوم الأربعاء لتحديد من سيقود الفترة الانتقالية.
الدفاع عن السلام
ولم يصدر حتى الآن تعليق من حكومة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ولم ترد تقارير بعد عن مكان بونغو الذي كان آخر مرة ظهر فيها علنا عندما أدلى بصوته في الانتخابات يوم السبت.
وقال الضباط "باسم الشعب الغابوني قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي".
وقرأ أحد الضباط البيان المشترك بينما وقف أكثر من عشرة خلفه في صمت وهم يرتدون الزي العسكري.
وقدم الضباط أنفسهم بصفتهم أعضاء في لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات. وشملت مؤسسات الدولة التي أعلنوا حلها الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية ومركز الانتخابات.
وإذا نجح هذا الانقلاب فإنه سيكون الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ 2020. وأدت انقلابات في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر إلى تقويض التقدم الديمقراطي في المنطقة في السنوات القليلة الماضية.
وفي الشهر الماضي، استولى الجيش على السلطة في النيجر مما أثار موجات من الصدمة في أنحاء منطقة الساحل واجتذب قوى عالمية صارت مصالحها الاستراتيجية على المحك.
وخلال هذا الإعلان سمع صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية في العاصمة ليبرفيل، كما أفاد مراسل من "رويترز" بسماع دوي إطلاق نار في العاصمة الغابونية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
إعادة انتخاب بونغو
يأتي ذلك بعد إعادة انتخاب علي بونغو، الذي يحكم الغابون منذ 14 عاماً، رئيساً للبلاد لولاية ثالثة بحصوله على نسبة 64.27 في المئة من الأصوات، بحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية المكلفة الانتخابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتفوق بونغو في انتخابات جرت بدورة واحدة على منافسه الرئيسي ألبير أوندو أوسا، الذي حصل على 30.77 في المئة، فيما حصل 12 مرشحاً آخر على ما تبقى من أصوات بحسب ما أوضح ستيفان بوندا رئيس المركز الغابوني للانتخابات عبر التلفزيون الرسمي، وبلغت نسبة المشاركة 56.65 في المئة.
وتصاعد التوتر في الغابون وسط مخاوف من حدوث اضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتشريعية التي أجريت يوم السبت، وسعى بونغو من خلالها لتمديد قبضة عائلته المستمرة على السلطة منذ 56 عاماً فيما ضغطت المعارضة من أجل التغيير في الدولة الفقيرة والغنية في الوقت نفسه بالنفط والكاكاو.
وأثار غياب المراقبين الدوليين وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية.
وأحبطت الغابون انقلاباً عسكرياً في يناير (كانون الثاني) 2019 بعد أن استولى جنود لفترة وجيزة على محطة إذاعية وبثوا رسالة مفادها أن بونغو الذي عانى من جلطة قبلها بأشهر لم يعد صالحاً للمنصب.لكن تم تدارك الموقف بعد ساعات بعد مقتل اثنين ممن يشتبه في تدبيرهم الانقلاب واعتقال آخرين.
في السلطة منذ 2009
وتولى علي بونغو (64 سنة) الرئاسة خلفا لوالده عمر بونغو في 2009. وخاض السباق الرئاسي الأحدث ضد 18 مرشحا دعم ستة منهم أوندو أوسا في محاولة لتقليص الفارق.
وقالت الحكومة من قبل إن قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول ضروريان لمنع انتشار الأخبار الزائفة وحماية الأمن العام.
وفي 2016، تم إضرام النيران في مبنى البرلمان عندما نشبت احتجاجات عنيفة في الشوارع على إعادة انتخاب بونجو لولاية ثانية في خطوة أثارت الجدل والنزاع وقتها أيضا وقطعت الحكومة حينئذ خدمات الإنترنت لعدة أيام.
ورفض فريق بونغو اتهامات بتزوير الانتخابات أطلقها أوندو أوسا وتحالفه المعارض بعد تصويت شابه فتح العديد من مراكز الاقتراع أبوابها بعد الموعد المحدد بساعات.
كما أبلغ تحالف المعارضة عن مخالفات أخرى يقول إنها وقعت خلال التصويت منها عدم توزيع بطاقات اقتراع مرشحي التحالف بشكل صحيح في بعض المناطق. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من تلك الاتهامات.
ولم تتم دعوة الاتحاد الأوروبي لمراقبة هذه الانتخابات. وتشكك مراقبون من التكتل من قبل في صحة فوز بونغو بفارق ضئيل في انتخابات رئاسية في 2016.
ويوم الإثنين، عبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بمراقبة وسائل الإعلام عن قلقها من قطع خدمة الإنترنت في الجابون وتعليق السلطات هناك لفترة مؤقتة بث محطات فرنسية دولية.
وقالت المنظمة في منشور على الإنترنت "مراسلون بلا حدود تندد بالهجمات الخطرة على حرية الصحافة وتعددية مصادر المعلومات وهي حقائق ستؤثر سلبا على الأرجح على شفافية الانتخابات العامة".
واحتجت المعارضة على فوز بونغو في التصويتين الرئاسيين السابقين مشيرة إلى وقوع تزوير.
"يدين بشدّة محاولة الانقلاب"
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، في بيان، إنه "يدين بشدة" ما وصفها بمحاولة انقلاب في الغابون، واصفاً ما جرى بأنه "انتهاك صارخ" لمبادئ الاتحاد الأفريقي، ودعا "الجيش الوطني وقوات الأمن إلى ضمان سلامة رئيس الجمهورية (علي بونغو أونديمبا) وأفراد عائلته وكذلك أفراد حكومته".
وتابع البيان أن فكي "يشجّع جميع الأطراف السياسية والمدنية والعسكرية الفاعلة في الغابون على اختيار المسارات السياسية السلمية التي تساهم في العودة السريعة إلى النظام الدستوري الديموقراطي في البلاد".
"يتابع من كثب"
وأعلن البيت الأبيض أنه "يتابع من كثب" الوضع في الغابون، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن "الوضع مقلق جداً. نراقب ذلك من كثب وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لدعم فكرة المُثل الديموقراطية التي يعبّر عنها الشعب الأفريقي"، وأكد كيربي أن دبلوماسيي الولايات المتحدة وعسكرييها الموجودين في الغابون هم بأمان.
وإذ رفض التعليق على إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو الحاكم منذ 14 عاماً، أكد أن الولايات المتحدة "تركز على العمل مع شركائنا في أفريقيا وجميع سكان القارة للمساعدة على دعم الديموقراطية".
مشكلة كبيرة لأوروبا
قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك فذلك سيأتي بمزيد من الاضطرابات للمنطقة، ووصف ما يحدث في غرب أفريقيا بأنه يمثل مشكلة كبيرة لأوروبا.
وأضاف بوريل متحدثاً أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في توليدو بإسبانيا "إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلاباً عسكرياً آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها".
فرنسا تتابع عن كثب
قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، الأربعاء، إن بلادها تتابع الموقف في الغابون عن كثب، وذلك خلال إلقائها لخطاب أمام اجتماع للسفراء في باريس، ولم تقدم بورن أي تفاصيل أخرى.