وصف عضو في مجلس اللوردات من الديمقراطيين الأحرار أحد المحتجين بأنه "نازي" خلال اجتماع لأحد مجالس البلدية، ما أدى إلى قيام متظاهرين غاضبين من (تجديد) مسجد محلي بعرقلة الجلسة.
وكان من المفترض أن يناقش مجلس منطقة "بندل" البلدي في لانكشير من بين القضايا المطروحة عليه ترميم مبنى، قد يستخدم مسجدا في المستقبل، خلال اجتماع لجنة مختصة بالتخطيط يوم 8 أغسطس( آب).
وهذا المبنى تعود ملكيته إلى مسجد محلي وكان قد قدم طلبا للسماح له بترميمه وتوسيعه، حيث يأمل زعماء الجالية المسلمة في تلك المنطقة نقل المسجد إلى ذلك المبنى بعد الانتهاء من إعادة ترميمه.
وفي هذا السياق قال اللورد توني غريفز، من الديمقراطيين الأحرار، لصحيفة الاندبندنت إنه "خلال الاجتماع وقفت مجموعة من المحتجين وراءنا بشكل قريب، في وضع ترهيبي واضح، وكان أحدهم يصور المداولات... كانت زميلة جالسة بجانبي، تتكلم كيف أنها أصبحت صديقة لعائلتين آسيويتين مسلمتين وقالت كيف أنها شعرت بالخوف من رجال يقفون تماما وراءها، فطلبت منهم التوقف عن تهديداتهم".
في فيلم فيديو الاحتجاج، الذي حصلت الاندبندنت عليه يمكن سماع عضو في مجلس البلدية يطلب من الرجال "رجاء توقفوا عن التصوير".
غير أن أحد المحتجين المجهولين الواقفين وراء الكاميرا يجيبه قائلا: "لمَ لا؟ أنا مسموح لي بذلك".
قال اللورد غريفز وهو ينظر إليه: "إنه نازي"، فأثارت ملاحظته صيحات غاضبة يمكن سماعها على الفيديو.
من جانبه قال كريغ ماكبيث، عضو "يوكيب" (حزب استقلال المملكة المتحدة المتطرف) الذي تحدث في الاجتماع، للاندبندنت إنه "لم تكن هناك أي مشاكل حتى جاءت الإهانة باستخدام كلمة (نازي)".
وأضاف ماكبيث أن "الجميع كانوا يتصرفون بشكل محترم إلى أن نعت توني غريفز أحد الحاضرين الذي كان يصور بكلمة نازي- من دون أي استفزاز- ثم بدأت المشاكل".
كان الرجل الذي يحمل الكاميرا مرتديا "تي-شيرت" عليها صورة تومي روبنسون، الذي هو ناشط معادٍ للإسلام والآن هو في السجن بسبب إهانته للمحكمة.
في الفيديو كان بالإمكان سماع أحد المحتجين يصرخ عاليا، "دعونا نناقش هذا، لماذا هو نازي؟ دعونا نسجل هذا في فيلم".
وأضاف هذا المحتج "مَن هم الغرباء هنا؟ دعونا نصل إلى حقيقة الأمر... ما علاقة ارتداء تي-شيرت فيه صورة تومي روبنسون بإبادة اليهود؟".
كذلك يُظهر الفيديو كيف اختل النظام في الاجتماع مع صراخ البعض واستخدامهم لغة معادية للمسلمين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يصيح محتج آخر: "عار عليكم ... لماذا يُعزل المسلمون في مناطق منفصلة؟ لماذا هذا؟ لماذا قال ديفيد كاميرون إن التعددية الثقافية فشلت؟ مَن هم الغرباء عن هذا البلدة؟ هو قال (نازي) وأنا أدعوه الأصلع ...".
أثيرت ملاحظات عديدة حول "عصابات الاغتصاب المسلمة"، وهي إشارة إلى الدعاوى التي استدرجت فيها عصابات من الشبان المسلمين بنات تحت سن الثامنة عشرة، كان روبنسون استخدمها بشكل متكرر في خطاباته.
كان هناك ضابطان من شرطة لانكاشير ينتظرون في قاعة مجلس البلدية في حالة وقوع إخلال بالنظام، فقاما بإخراج ستة محتجين من الاجتماع حسبما أفادت الشرطة.
وفي الفيديو ظهر غراهام ووغ رئيس اللجنة وهو يخبر ضابطي الشرطة أن المجموعة مخلة بالنظام.
قال اللورد غريفز: "تلفتُّ حولي فشاهدتُ رجلا يحمل كاميرا ويرتدي تي- شيرت مكتوب عليه (اطلقوا سراح روبنسون)... قلت له: آه أنت نازي، بطريقة غير عدوانية، إذ أن مشاهدته كانت مفاجئة حقا".
وأكد عضو مجلس اللوردات، "أنا لا أعتذر على قول ذلك. أنا أعتبر ستيفن يَكسلي- لينون( الذي تبنى اسم روبنسون) بلطجي شوارع من النازيين الجدد، ومتعصبا عنصريا... وأنا أعتبر أي شخص يسانده من النازيين الجدد، وأناس كهؤلاء يجب أن تطلَق عليهم هذه التسمية".
وأضاف "عند ذلك غادرت مجموعة من الرجال المعترضين (على ما قلته) وبدأوا بالصراخ والتهجم على أعضاء مجلس البلدية الحاضرين".
أما ماكبيث (من يوكيب) فأخبر الاندبندنت إنه عارض طلب الحصول على رخصة بتوسيع المبنى.
وقال معلقا: "أقر أن بعض التعليقات التي أعقبت الحادثة لا يُنصَح بترديدها .. لكن المشاكل ما كانت تبدأ لو أن اللورد غريفز لم يشتم شخصا لم يقم بأي فعل خاطئ حتى تلك اللحظة".
وأضاف ماكبيث أن ملاحظة غريفز لم تكن "تصرفا متوقعا من لورد".
ويمثل اللورد غريفز، العضو في حزب الديمقراطيين الأحرار، دائرة "واترسايد" التي يقع فيها المبنى موضع الخلاف، حول منحه رخصة ترميم وتوسيع (وتحويله إلى مسجد لاحقا).
وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 200 مسلم يقيمون في بلدة "كولن"، حيث تقع الدائرة التي ينوب اللورد غريفز عنها في مجلس البلدية.
© The Independent