Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك وقصف وضحايا في الخرطوم وكردفان

البرهان يحذر من تفتت البلاد ويستعد لجولة أفريقية - عربية

ما زال التوتر يسود مناطق الشجرة والحماداب وعدداً من أحياء جنوب الخرطوم التي ظلت تشهد اشتباكات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين (أ ف ب)

ملخص

الجيش يواصل قصفه بالخرطوم ويتصدى لهجوم بجنوب كردفان

ما زالت الاشتباكات المباشرة المتقطعة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" تتواصل في مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، ويتركز معظمها في المناطق القريبة من محيط الوحدات العسكرية في سلاح المدرعات جنوب الخرطوم وقاعدة وادي سيدنا الجوية وسلاح المهندسين في مدينة أم درمان.

توتر وترقب

بحسب مصادر عسكرية، ما زال التوتر يسود مناطق الشجرة والحماداب وعدداً من أحياء جنوب الخرطوم القريبة من مقر سلاح المدرعات التي ظلت تشهد اشتباكات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، وسط حال من الرعب والفرار الجماعي لسكان الأحياء المتاخمة ونقص حاد في الأغذية وانقطاع إمدادات المياه والكهرباء بتلك المناطق.

ويتابع الطيران الحربي والمسيّر قصف تمركزات "الدعم السريع" في الأحياء القديمة بأم درمان، في أحياء مكي والشهداء وسوق الشجرة، وتواصل قوات العمل الخاص حملات تمشيط واسعة بالخرطوم بحري، متزامنة مع شنّ الجيش هجمات بالمدفعية على مواقع تمركزات "الدعم السريع" في أحياء الحلفايا ومناطق متفرقة من الحاج يوسف شملت المايقوما والردميه شرق النيل، كما هاجم الطيران الحربي للجيش تجمعات "الدعم السريع" في كل من سوبا والأحياء الشرقية لمدينة الخرطوم.

وفي ضواحي أم روابه شمال كردفان، أكد شهود أن قوات "الدعم السريع" هاجمت، مساء الخميس 31 أغسطس (آب) الماضي، منطقة شركيلا التابعة لمحلية أم روابه، وقامت بنهب مستشفيي شركيلا  للأمومة والطفولة تحت تهديد السلاح قبل أن تغادر المنطقة صوب الجنوب.

ضحايا بالولايات

وتعيش مدينة الأبيض هدوءاً حذراً بعد تجدد الاشتباكات العنيفة على إثر محاولة اقتحام جديدة فاشلة للمدينة قامت بها قوات "الدعم السريع" وتصدت لها قوات الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) وأوقف محاولات تسللها إلى الأحياء الغربية من المدينة، واتهم مواطنون وكوادر طبية قوات "الدعم السريع" بقتل 10 من النساء والأطفال وجرح أكثر من 30 آخرين نتيجة قصفها المدفعي للمدينة الذي أصاب مباني المستشفى الكويتي للأطفال بالمدينة، الذي تعرّض لاحقاً للاعتداء والنهب والتخريب والاستهداف المباشر ما أدى إلى فرار الكوادر الطبية وإغلاق المستشفى الوحيد بالمنطقة المتخصص في علاج وجراحة الأطفال.

ويستمر القصف المتبادل في مدينة نيالا جنوب دارفور، ويواصل الجيش قصف نقاط ومواقع "الدعم السريع" التي تستخدم الطيران المسيّر، كما نشرت القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام مجموعات من المقاتلين التابعين لها وسط الأحياء السكنية لحماية المدنيين الذين تتسارع وتيرة فرارهم في موجة نزوح غير مسبوقة شملت أكثر من 16 من أحياء المدينة، وكشفت مصادر ولائية أن الجيش تمكّن من إحباط هجوم شنته الحركة الشعبية - شمال قيادة عبدالعزيز الحلو على منطقة التقاطع جنوب كردفان، وكبّدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

مدينة الجنينة

من جانبه، اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله قوات "الدعم السريع"، "بزيادة وتيرة جرائمها بحق المواطنين باستهداف الأحياء السكنية حيث قصفت بالمدفعية والصواريخ أحياء عدة بمدينة الأبيض شمال كردفان وأحياء أخرى في أم درمان والخرطوم".

وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، نجحت جمعية الهلال الأحمر بولاية غرب دارفور بإدخال 20 طناً من الأدوية إلى مدينة الجنينة عن طريق أدري التشادية، بدعم من منظمة "اليونيسف" وفق الأمينة العام للجمعية عايدة السيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقامت قوات "الدعم السريع" بإغلاق خطوط أنابيب نقل الوقود من مصفاة الجيلي إلى مدينتي عطبرة بنهر النيل وود مدني بالجزيرة التي تمدّ بدورها بقية الولايات بالوقود، ما تسبب في أزمة حادة في الوقود بالعاصمة والولايات منذ أكثر من أسبوع، وبحسب مصادر رسمية، فقد شرعت الحكومة بإجراءات عبر استيراد عدد من بواخر البنزين والجازولين، مؤكدة انجلاء أزمة الوقود بوقت قريب بتوفير حاجات المواطنين والموسم الزراعي من الوقود في كل الولايات.

البرهان يحذر

وسط هذه الأجواء، حذّر رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان من أن الحرب الدائرة حالياً قد تصيب وحدة السودان في مقتل والتسبب بتفتيت البلاد إذا لم يتمّ حسمها بالسرعة المطلوبة، واتهم البرهان لدى مخاطبته قادة الشرطة في بورتسودان، قوات "الدعم السريع" "المتمردة" بارتكاب جرائم حرب في دارفور والخرطوم ويجب محاسبة مرتكبيها، داعياً قوات الشرطة إلى الاستعداد لتأمين المرحلة المقبلة بتعاون وتكاتف أكبر من أجل الإعداد لمرحلة ما بعد الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في لقاء آخر، وصف قائد الجيش الحرب السودانية بأنها مبتدعة وقال "قامت على أساس خاطئ لخدمة أشخاص معينين ستنتهي قريباً"، متهماً قوات "الدعم السريع" بأنها مجموعات مارقة وإرهابية عليها العودة إلى رشدها وتسليم سلاحها، وأشاد البرهان، لدى لقائه جهاز الأمن والمخابرات الوطني ببورتسودان، بمنسوبي الجهاز وما قدموه من تضحيات إلى جانب إخوتهم في الجيش الأمر الذي يعتبر لوحة وطنية تستدعي أن يراها العالم.

التحدي

وأكد رئيس مجلس السيادة أن التحدي الكبير المقبل يلقي على عاتق جهاز الأمن والمخابرات مهاماً كبيرة في فترة ما بعد الحرب بمحاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، كما يعوّل عليه الإسهام في نهضة الدولة لتأخذ مكانها الطبيعي بين الأمم. وأشاد البرهان بالأداء المهني المميز لجهاز المخابرات ومشاركته في كل مسارح العمليات، مشيراً إلى أن الحرب الآن في نهاياتها وتظل الأولوية الراهنة دحر التمرد.

وقام البرهان بالتجول على كورنيش البحر الأحمر ببورتسودان والتقى عدداً من المواطنين وجلس لتناول القهوة مع بعض المجموعات الشبابية.

في التحركات، يقوم وفد تحالف قوى "إعلان الحرية والتغيير" بجولة إقليمية – عربية - أفريقية تشمل كلاً من قطر وجنوب السودان والكويت، واستعراض رؤية التحالف لتحقيق الأهداف. والتقى الوفد في مستهل جولته الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بمكتبه بالعاصمة القطرية الدوحة. وأوضح التحالف، في تصريح صحافي، أن الوفد أعرب عن شكره لجهود دولة قطر ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني ومساعيها الإنسانية والدبلوماسية لمحاصرة الحرب وتداعياتها.

جولة جديدة

وبحسب مصادر حكومية، ينتظر أن يستأنف البرهان، مطلع الأسبوع المقبل، جولاته الخارجية على بعض دول الجوار والدول العربية لشرح تطورات الأوضاع في السودان، ومن المنتظر أن تكون محطته المقبلة مدينة جوبا للقاء الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حضّ الأطراف السودانية على العودة إلى محادثات جدة بحسن نية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مؤكداً استعدادهم لمناقشة تدابير مع قادة العالم لتعزيز التنسيق ودعم السلام والاستقرار في السودان. وجدد غوتيرش التحذير من أن التعبئة العرقية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في السودان سيكون لها تأثيرها المدمر على الشعب والمنطقة بأثرها، متهماً قوات "الدعم السريع" بإنشاء قواعد لها في داخل المناطق السكنية في السودان.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات