Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحولت الممرضة "اللطيفة" إلى قاتلة أطفال؟

العائلات المفجوعة تسأل عن دوافع لوسي ليبتي لارتكاب جرائمها المروعة فيما حكم عليها بالسجن المؤبد

"مستحيل أن تكون المذنبة لوسي- لا، ليس لوسي اللطيفة" (رويترز)

ملخص

هل ثمة دوافع تبرر فعلاً تحول ممرضة إلى قاتلة أطفال بدم بارد؟

"مستحيل أن تكون المذنبة لوسي- لا، ليس لوسي اللطيفة".

هذه الكلمات التي تقشعر لها الأبدان الآن، قالها طبيب بعد معرفته بوفاة مأسوية أخرى لا سبب وجيهاً لها لرضيع في وحدة المواليد الجدد في مستشفى كونتيسة تشستر. 

لكن على رغم مظهرها "المطمئن"، كانت لوسي ليتبي فعلاً هي المسؤولة عن وفاة الرضيع وغيره من حديثي الولادة- قاتلة أطفال "ماكرة وبلا رحمة" تختبئ أمام أعين الجميع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد إدانتها بقتل سبعة رضع والشروع في قتل ستة آخرين، أصبحت ليتبي أكبر قاتلة أطفال متسلسلة في تاريخ بريطانيا الحديث.

لكن على رغم صدور الحكم بسجنها مدى الحياة الإثنين، فلا تزال الأسئلة تحوم حول دوافع السيدة ذات الـ33 سنة لارتكاب هذه الجرائم النكراء. وفيما قد لا تفهم هذه الدوافع تماماً أبداً، أطلع المدعون العامون والخبراء هيئة المحلفين على عدة حوافز محتملة أثناء محاكمتها.

وقد أدلى خبراء علم النفس الجنائي بآرائهم، واصفين هذه الحالة بأنها "نادرة للغاية وغير مألوفة"، ومشيرين إلى أن ليتبي "كسرت كل القواعد" التي تنطبق عادة على القتلة المتسلسلين.

أجرى البروفيسور مايك بيري، من جامعة جون مورز في ليفربول، مقابلات مع أعداد لا تحصى من القتلة المتسلسلين على مدى عقود قضاها في العمل كخبير في طب النفس الشرعي الجنائي.

وقال لصحيفة "اندبندنت" "إن الدوافع وراء ارتكاب معظم جرائم القتل هي الجنس والغضب والمال والكراهية والانتقام. لذلك يعتبر قتل الأطفال ظاهرة نادرة للغاية، لأنهم غير قادرين على الأذى، والكراهية غير مطروحة كذلك- لا يمكن للناس أن يفهموا هذه الظاهرة. ويعتبر قتل الأطفال ظاهرة نادرة للغاية في أوساط الممرضين، إذ للأسف يرجح أن يقتلوا على يد آبائهم أو شركاء آبائهم".

وفي قضية ليتبي عنصر آخر "غير مألوف للغاية" وهو استخدامها أساليب مختلفة في عمليات القتل، إذ تعمدت حقن حديثي الولادة بالهواء أو دس الحليب قسراً في أفواههم أو تسميمهم بالأنسولين.

وقال "إن معظم القتلة المتسلسلين يعتمدون أسلوباً فريداً بهم أو طريقة عمل ويحسنونها. لا أعرف إن كانت تقوم بتجارب كي تختبر مدى إمكانية اللجوء إلى أساليب مختلفة أو إن كانت هذه الظاهرة شاذة عن القاعدة ببساطة".

لكن الشيء المؤكد هو أن ليتبي نجحت في ارتكاب الجرائم والإفلات من العقاب لفترة طويلة بسبب شخصية "لوسي اللطيفة" التي شكلتها.

وقال "بدا أن الناس يحبونها ولا شك في أن هذا الانطباع صب في مصلحتها. كان من الصعب جداً على الآخرين أن يروها قاتلة. فالقتلة المتسلسلون غالباً أشخاص وحيدون ومنعزلون، لكنها كانت شخصاً عادياً قبل كل هذه الأمور. هي تكسر كل القوانين". 

وشرح البروفيسور بيري بأن ليتبي نفذت جرائمها "بهدوء، إذ لم تلعب دور البطلة. ولم تسع للفت الانتباه، وهذا أمر مثير للاهتمام".

"يستلذ بعض القتلة بالقتل، وبلعب دور الإله. يستمتعون بكونهم الإله الأقوى. وهي تتسبب بالأذية وتستمتع بأنها فعلت ذلك".

حتى بعد اعتقالها وعرض قضيتها أمام المحكمة، تشبثت ليتبي بزعم براءتها. وهو ما يعني حرمانها من إمكانية الدفاع عن نفسها على أساس المعاناة من مشكلات نفسية.

ولفت البروفيسور بيري إلى عدم التلميح أبداً بأنها سعت إلى تخفيف آلام مرضاها، وهذا ما يقصي فكرة "ملاك الموت"- أي القتلة الذين يعملون غالباً في القطاع الطبي ويحاولون تصوير أفعالهم على أنها رحيمة.

لكن البروفيسور بيري يرى أن الموضوع بالنسبة إلى ليتبي كان يدور حول السيطرة وقدرتها على التحكم بحياة شخص آخر.  

وقال "إن قتل شخص آخر يجعلك إلهاً- فأن تكون حياة إنسان بين يديك أمر فيه الكثير من القوة. الموضوع هو السيطرة والنفوذ الذي يؤدي إلى تلك النشوة. القتل أمر مثير بالنسبة إليها".

"لكن تلك المتعة لا تدوم إلى الأبد- إنه إدمان. وعملية القتل غير مثالية تماماً، وهي ترغب بتحسينها، لذلك تعيد الكرة، مرة تلو الأخرى".

وبدوره، يعتقد البروفيسور ديفيد كانتر، خبير علم النفس الشرعي الذي ساعد الشرطة في قضية مغتصب السكك الحديدية في 1985، بأن الرغبة بالسلطة والأهمية عنصران أساسيان أثرا في ليتبي.

وفي خطوة يرى أنها قد تلمح إلى دوافعها، رفضت ليتبي حضور جلسة الحكم عليها، وهو قرار أغضب عائلات الضحايا والرأي العام.

وقال البروفيسور كانتر "لا شك في أن هذه طريقتها لمواصلة التحكم بدورها في الموضوع. لذلك، قد يكون شعور السلطة والقوة الذي يولده قتل الرضع جزءاً من العملية".

لكن بما أنها لم تعترف بجرائمها، استبعد هو، كما البروفيسور بيري، كون الرغبة في إثبات أهميتها بنظر الآخرين دافعاً محتملاً لها.  

لكنه أشار إلى إمكانية شعورها بالإثارة أو السلطة بسبب إفلاتها من العقاب لفترة طويلة. وأضاف أن محاولة ليتبي التواصل مع الآباء ربما أعطتها أيضاً شعوراً بالقوة، عبر "الاستمتاع بحزنهم العميق".

وفيما حذر البروفيسور كانتر من البحث عن دافع واحد معين، أشار في الوقت نفسه إلى أن التحقيق في ضحية ليتبي الأولى هو "المفتاح الذي سيسمح بفهمها".

"ما نشاطاتها الأولى التي مهدت الطريق للوصول إلى هنا؟ هل حدثت بالخطأ؟ هل حصل ما حفزها بشكل خاص في تلك المرحلة أم تعرضت إلى ظروف خاصة تسببت بارتكابها جرائم؟" 

"ما إن بدأت حتى تحول الأمر إلى عادة تقريباً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات