Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجميع رقصوا على أغنية كايلي مينوغ "بادام بادام" لكن الإذاعات رفضتها

وصلت كايلي مينوغ إلى المرتبة الأولى في سباق الأغاني في المملكة المتحدة لأول مرة منذ عقد من الزمن مع أغنيتها الجذلى "بادام بادام". نتحدث إلى منتج الأغنية والشاعرة التي تعاونت معه على كتابتها عن النجاح الساحق الذي حققته في الصيف وسبب رفض الإذاعات بثها

أذاعت مينوغ "بادام بادام" في مايو 2023 (غيتي)

ملخص

نتحدث إلى منتج أغنية "بادام بادام" لكايلي مينوغ والشاعرة التي تعاونت معه على كتابتها عن النجاح الساحق الذي حققته في الصيف وسبب رفض المحطات الإذاعية بثها 

تشبه موسيقى البوب حزاماً ينقل ما لا نهاية له من المنتجات: بعضها رائع، وبعضها رهيب، وكثير منها يسهل نسيانه. تعد أغنية "بادام بادام" Padam Padam واحداً من الأمثلة النادرة وغير المتوقعة في الوسط الموسيقي، حيث تغزو الإنترنت وتنتشر في كل مكان لتصبح الأغنية الرسمية لصيف 2023. ووصلت أغنية كايلي الصادرة في مايو (أيار) إلى قمة سباق الأغنيات في المملكة المتحدة موصلة المغنية إلى المرتبة الأولى لأول مرة منذ ما يزيد على عقد من الزمن. وفي الولايات المتحدة أيضاً كانت "بادام بادام" تصعد بثبات في قائمة بيلبورد للأغاني الراقصة. على كل حال، لم تكن الطريق إلى سيادة موسيقى البوب خالية من الحفر. من نواحٍ عديدة، تعتبر الأغنية الراقصة مرآة عاكسة لنجمتها: إنها أغنية ممتعة ومتألقة ترضي الجماهير ذات طبيعة مرحة تتناقض مع المثابرة والتصميم والعزيمة التي تم الوصول إليها بشق الأنفس.

كما هو الحال مع معظم أغاني البوب الناجحة، يوجد خلف النجم الذي في المقدمة مجموعة من النجوم الأصغر تعمل بالقدر نفسه من الجدية في الظل. في حالة "بادام" تضم هذه المجموعة الشاعر والمنتج الغنائي بيت رايكروفت المعروف باسمه الفني لوست بوي - الذي أنتج الأغنية وشارك في كتابتها إلى جانب الفنانة النرويجية إينا فرولدسن التي يبدو رصيدها في كتابة الأغاني مثل نسخة لموسيقى البوب من القرن الـ21 لكتاب "قائمة الشخصيات التي أثرت في بريطانيا"، حيث يشمل: ديفيد غيتا وبريتني سبيرز وكلين بانديت وديمي لوفاتو وجيس غلين وشاكيرا. منذ انسحابه من الجامعة في سن المراهقة، عمل رايكروفت أيضاً مع نجوم الصف الأول بمن فيهم كالفين هاريس وريتا أورا وليتل ميكس وإيلي غولدينغ ولويس كابالدي وشون مينديز وبيب ريكسا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يمكن إرجاع ولادة "بادام بادام" إلى ظهيرة أحد الأيام من شهر فبراير (شباط) في لندن من العام الماضي، عندما التقى رايكروفت وفرولدسن لأول مرة. في نهاية المطاف، تمكنا من كتابة أغنية البوب ​​الراقصة الرائعة في يومين فقط. خلافاً للاعتقاد السائد، فإن "بادام" - كلمة موجودة الآن بالفعل في قاموس المثليين - ليست تكريماً لأغنية إديث بياف الصادرة عام 1951 وتحمل الاسم نفسه (على رغم أن الكاتبين يعترفان بوجود تأثيرات طفيفة لألحان الفالس في أغنية بياف في العملية الإبداعية، كما أن مينوغ تحدثت عن الرابط بين الأغنيتين). العنوان بحد ذاته هو محاكاة صوتية لنبض القلب. تذكروا مثلاً قيام باتريك سويزي بالطرق على صدره في فيلم "رقص خليع" Dirty Dancing وهو يصدر أصواتاً تشبه نبضات القلب.

في حديثها عن موضوعات الأغنية، أخبرتني فرولدسن أن الناس "يهتمون حقاً بخمسة أشياء فقط". أحد تلك الأشياء هو الحب. تبحث فرولدسن باستمرار عن طرق جديدة لوصف ما يسمى برعشات وارتجافات الحب. تشرح قائلة، "أنا متزوجة من رجل إنجليزي، وكانت حماتي ابنة شمال لندن تقول لي دائماً ’إن نبضات قلبي تصدر صوتاً مثل ’بيد-أوه، بيد-أوه’... ذهبت إلى الاستوديو وظل التعبير في ذهني، لكن وقع كلمة ’بيد-أوه’ ليس ظريفاً جداً. لذلك اخترنا ’بادام’".

لم يكن وقع كلمة "بادام" على الأذن من قبيل الصدفة. يقول رايكروفت إن كتابة أغنيات البوب هي "علم دقيق لجعلها مثيرة للاهتمام بدرجة كافية، ولكنها أيضاً ذلك الشيء الذي يجعلك ترغب في الصراخ معها خلال أحد المهرجانات من دون التفكير في معانيها حقاً – وهذا أمر أصعب بكثير مما يبدو". بمجرد انتهائهما من كتابة الكلمات، عرفت فرولدسن أنهما ألفاً أغنية بوب ستحقق نجاحاً كبيراً. تقارن فرولدسن تأليف الأغاني بصيد الأسماك، حيث يرمي الموسيقيون صناراتهم آملين أن يعلق بها شيء كبير. تقول: "أحياناً أحصل على سمكة رنجة صغيرة، وأحياناً ألتقط سمكة سلمون جيدة حقاً. كانت هذه الأغنية سمكة سلمون".

كانت هناك فترة انتظار طويلة بعد تحضير النسخة التجريبية، مع وجود علامة استفهام عن المغني الذي سيقبل تأدية الأغنية – إن وجد. عرف رايكروفت وفرولدسن أن الطبيعة المبتذلة والمفرطة في عاطفيتها للعمل تناسب فنانين معينين فقط. تم طرح إمكانية عرضها على أحد المؤدين في مسابقة يوروفيجن أو على ريتا أورا. كان ذلك بالطبع إلى أن سمعت مينوغ الأغنية. فريق المغنية الأسترالية "لم يعجب بالأغنية في بادئ الأمر"، لكن ذلك لم يكن عائقاً في وجه أميرة البوب. يتذكر رايكروفت قائلاً: "وزعت المقاطع الغنائية بنفسها معتمدة على المنطق، يا لها من محترفة لعينة وقامت فقط بما تريد". كانت الأغنية في المركز 26 في قوائم المملكة المتحدة عند إصدارها وسرعان ما وجدت قاعدة جماهيرية كبيرة جداً – وعالية الصوت جداً - عبر الإنترنت.

كانت وصفة النجاح موجودة: أغنية جديدة جذابة، وإنتاج رائع، ومفهوم لافت للنظر، وزخم هائل عبر الإنترنت، وبالطبع كايلي. مع ذلك، لم يرغب الجميع في احتواء "بادام". يقول رايكروفت: "كنا نحاول بثها في الإذاعة... لقد كانت في كل مكان، وكان الجميع يتحدثون عنها وكانت تحتل المركز الأول في سباقين في الأقل – لكن محطتي راديو 1 وكابيتال رفضتا بثها وذلك لأنها لامرأة أكبر سناً". قال متحدث باسم راديو 1 التابعة لبي بي سي في ذلك الوقت: "يتم النظر في كل أغنية في قائمة التشغيل بناءً على جدارتها الموسيقية وما إذا كانت مناسبة لجمهورنا المستهدف، حيث تتخذ القرارات في كل حالة على حدة".

بالنسبة لفرولدسن البالغة من العمر 39 سنة، كان العمل مع مينوغ في مقام حلم تحقق. تقول: "أنا أكبر قليلاً من الوجوه الشابة الصغيرة الجديدة... عندما سمعت النسخة التجريبية، اعتقدت أنه لا يمكن لأحد [سواها] أن يؤدي هذه الأغنية". إن التمييز على أساس العمر والتمييز على أساس الجنس اللذين أحاطا بمثل هذا الإصدار المجيد، جعلا التجربة حلوة ومرة لكل من فرولدسن ورايكروفت، هذا الأخير لا يشذب كلماته عندما يتذكر رد الفعل على الأغنية، قائلاً: "كنت أرى الأمر مثل وضوح الشمس: لقد كانت بالتأكيد دعوة للصحوة... هناك فنانون آخرون في سن الـ55، كديفيد غيتا على سبيل المثال، ومن الواضح أن أغنياته تملأ محطات الإذاعة، لأنه رجل ويمتلك بعض الألحان الرائعة. كان ينبغي أن تكون ’بادام’ على أثير الإذاعات منذ البداية لكنها ببساطة تعكس موقف راديو 1 من مينوغ".

لكن سرعان ما لم يعد أمام محطات الإذاعة أي خيار. يقول رايكروفت: "لقد أصيب الجميع، بما في ذلك معجبوها ومستخدمو ’تويتر’، بالغضب بعض الشيء وبدأوا باستهداف المحطات الإذاعية... في النهاية استسلمت المحطات ووضعتها على قائمة الأغنيات من الدرجة الثالثة لديها. لدى أغنيات كانت أبعد بكثير عن كونها مثل هذه الظاهرة الاجتماعية وأضيفت مباشرة إلى قائمة الأغنيات الأولى، لذا فإن وضعها في قائمة الدرجة الثالثة يبدو مثل إهانة إلى حد ما، لكنه كان انتصاراً صغير لمينوغ". في النهاية، كان الجمهور هو من دافع عن هذه الأغنية التي تتعامل مع الجنس بإيجابية والصالحة للانتشار على "تيك توك" من مغنية أيقونية في منتصف العمر.

كان ابن فرولدسن المراهق أول من أخبرها عن المحادثات التي تشهدها الإنترنت حول "بادام". على رغم أن فرولدسن قد حققت سابقاً نجاحات هائلة بأغنيات مثل "كم عميق هو حبك" How Deep Is Your Love لكالفن هاريس و"روكاباي" Rockabye لشون بول، إلا أن أغنية "بادام" هي التي جعلتها تشعر وكأنها جزء من "ظاهرة ثقافية".

ينسب كل من رايكروفت وفرولدسن الفضل في نجاح الأغنية إلى مجتمع الميم. تقول فرولدسن: "لم يستسلموا، قاموا بدفعها فحسب". بالنسبة لرايكروفت، كان تحويل الأغنية إلى النشيد غير الرسمي لمهرجان الفخر لعام 2023 بمثابة "امتياز هائل". على رغم أن رايكروفت لم يكن واجهة "بادام" فإن القاعدة الجماهيرية التي نتجت من الأغنية كانت بمثابة تجربة غريبة بالنسبة إلى المؤلف الذي سمع أغنيته منذ ذلك الحين في حفلات الزفاف وحتى في الجنازات.

بصفتهما شاعرين غنائيين ومنتجين موسيقيين، اعتاد رايكروفت وفرولدسن على أن يكونا الجنديين المجهولين وراء الأغنية المفضلة لدى الجميع في وقت معين. ليس إغفال الاسم شيئاً مألوفاً بالنسبة لهما فحسب - بل شيء يستمتعان به. يقول رايكروفت: "لا أريد أن أظهر أمام العالم وأكون كايلي مينوغ... ليس كون المرء كايلي مينوغ شيئاً سيئاً بالضرورة، لكنني فقط لا أمتلك الوقت حقاً. يأتي اسمي الفني "لوست بوي" (الفتى الضائع) من هذه الفكرة نوعاً ما... أحب أن أكون في سيارة أجرة ويقوم أحدهم بتشغيل أغنية من تأليفي ولا أحد يعرف ذلك".

سواء أحببتم "بادام بادام" أم كرهتموها، فقد كانت الأغنية الأكثر نجاحاً هذا الصيف بلا شك. قد تبدو إيقاعاتها البسيطة المناسبة لنوادي الرقص وموضوعها المفرط في حساسيته تافهاً، ولكن ربما يكون القليل من الشعور العابث بالسعادة هو ما نحتاج إليه هذا العام. يقول رايكروفت: "ببساطة، يجب أن تكون بمثابة أهزوجة أطفال للبالغين... إنها تعتمد على فكرة "هذه أغنية شديدة الغباء، لكنني لا أستطيع منع نفسي من غنائها". ولذا فهي مناسبة للشباب الهادئين وعاشقي البوب المهووسين، إنها مناسبة للجميع".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات