أثار العنوان الرئيسي في صحيفة "نيويورك تايمز"، منذ نحو أسبوعين، "ترمب يحث على الوحدة في مواجهة العنصرية"، جدلاً في أورقة الصحيفة وخارجها، خصوصاً أن الصحيفة اضطرت لاحقاً إلى تغييره. ذلك أن هذا العنوان، الذي بدا أنه مديح لخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقب مجزرة إل باسو، التي راح ضحيتها عدد من القتلى، دفع عدداً من القراء إلى التساؤل عن سياسة الصحيفة ومواقفها.
وسرعان ما انتقل النقاش إلى غرفة الأخبار داخل الصحيفة، وتوج باجتماع بين المحرر التنفيذي لـ "نيويورك تايمز" دان باكيه وموظفي المؤسسة، للحديث عن سياسة الصحيفة في عهد ترمب ومحددات استخدام تعبير "العنصرية".
في هذا الاجتماع، استمع باكيه إلى كثير من الأسئلة والهواجس لدى موظفيه، معترفاً بوجود أخطاء في الصحيفة، بما ذلك اعتماد عنوان ترمب نفسه. وقال باكيه إن بعض القراء وأعضاء فريق العمل سيحيّوننا إذا هاجمنا ترمب، لكنهم سيغضبون إذا هاجمنا جو بايدن، مشيراً إلى أنه لا يجب أن نسمح للغضب على "تويتر" أن ينتقل إلى غرفة الأخبار.
وفي محاولة لتحميل القراء أنفسهم مسؤولية ما حدث، قال باكيه إنهم "يريدون منا أن ندعي أنه (ترمب) ليس رئيساً منتخباً، لكنه كذلك. ومهمتنا هي معرفة الأسباب والكيفية والمساءلة. إذا كنت مستقلاً، هذا ما تفعله".
وأكد باكيه أنه بدلاً من وصف الرئيس أو القادة الآخرين بالعنصريين أو أي تعابير ملطفة أخرى، يمكن الصحيفة أن تقدم أمثلة ملموسة على هذه العنصرية، لأن عدم المباشرة، وفقه، سيكون أكثر قوة.
وعن عنوان ترمب، قال أحد الموظفين خلال الاجتماع إنه يقدم رواية أقوى شخصية في البلاد من دون نقد. فاعترف باكيه بوجود مشكلة في عملية إنتاج العنوان الرئيسي، "والذين كانوا في موقع يتيح لهم الحكم بسرعة وتغييره، مثلي، لم يطلعوا عليه إلا في وقت متأخر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الجلسة نفسها، دعا باكيت إلى مزيد من النقاش بشأن كيفية تقديم تغطية أفضل للقضايا المتعلقة بالعرق، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل على وضع معايير لكيفية استخدام كلمة "عنصري"، مقدماً مثالاً عما حصل مع حاكم ولاية فرجينيا رالف نورثام، الذي نشرت صورة له تعود إلى أيام دراسته.
على أن الاجتماع تطرق أيضاً إلى كيفية تعامل الصحافيين في المؤسسة مع حساباتها في "تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بعد أيام قليلة من تخفيض رتبة محرر مكتب واشنطن في الصحيفة جوناثان وايزمان بسبب هفوات ارتكبها في عملية اتخاذ القرارات. وهو كان واجه انتقادات كثيرة بسبب مواقف كتبها على "تويتر" وُصفت بالعنصرية، بما في ذلك ما كتبه في يوليو (تموز) الماضي عن أن النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طالب من ميشيغان وإلهان عمر من ولاية مينيسوتا ليستا من الغرب الأوسط، وأن النائب جون لويس عن ولاية جورجيا ليس من الجنوب.
وتعليقاً على هذه المسألة، قال باكيه في الاجتماع إنه يشعر بالألم عندما يرى أن الصحافيين ينتهجون سلوكاً غير لائق على "تويتر"، لأن ذلك يضرّ بغرفة الأخبار، مشيراً إلى أن ما يغرّد به المراسلون لا يجب أن يكون شيئاً لا يمكن الصحيفة نفسها أن تنشره.