ملخص
لا تزال النيجر تخضع لعقوبات فرضتها عليها "إيكواس" للضغط على العسكريين لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة بعدما أطاحه الانقلاب العسكري
تعتزم الحكومة الصينية تأدية "دور وساطة" في الأزمة السياسية في النيجر، على ما أعلن السفير الصيني جيانغ فنغ في نيامي في مقابلة مع التلفزيون الوطني النيجري، وقال السفير الصيني، في هذه المقابلة، عقب اجتماعه مع رئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين الذي عيّنه النظام العسكري أن "الحكومة الصينية تعتزم تأدية دور المساعي الحميدة والوسيط، مع الاحترام الكامل لدول المنطقة لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة النيجيرية"، وأضاف أن "الصين تنتهج دائماً مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى" وتشجع الدول الأفريقية "على حل مشكلاتها بنفسها".
وتعد الصين شريكاً اقتصادياً رئيساً للنيجر، خصوصاً في قطاع الطاقة.
اتفاق؟
وأعلن رئيس وزراء النيجر المعين من قبل المجلس العسكري الحاكم خلال مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، أن نيامي تأمل "التوصل في غضون أيام قليلة إلى اتفاق" مع دول غرب أفريقيا "إيكواس" التي هددت بالتدخل عسكرياً لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.
وقال علي محمد الأمين زين "لم نوقف الاتصالات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بل نواصل الاتصالات". وأضاف "لدينا آمال كبيرة بالتوصل إلى اتفاق مع (إيكواس) في غضون أيام قليلة".
ولا تزال النيجر تخضع لعقوبات فرضتها عليها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" للضغط على العسكريين لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة بعدما أطاحه انقلاب عسكري في 26 يوليو (تموز).
ومنذ الانقلاب أصرت "إيكواس" على موقفها المتمثل في وجوب "إعادة إرساء النظام الدستوري على الفور" من خلال إطلاق سراح بازوم وإعادته إلى منصبه.
وإضافة إلى العقوبات التي فرضتها على نيامي، هددت "إيكواس" بالتدخل عسكرياً في النيجر لإعادة السلطة إلى بازوم الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ الانقلاب.
"حرب ظالمة"
وفي شأن تهديد "إيكواس" بالتدخل عسكرياً في بلاده، قال رئيس الوزراء المدني المعين من العسكر "نتوقع أن نتعرض لهجوم في أية لحظة. لقد تم اتخاذ كل الترتيبات. ستكون حرباً ظالمة. نحن مصممون على الدفاع عن أنفسنا إذا ما تعرضنا لهجوم".
لكن رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية لـ "إيكواس" فتح، الخميس، الباب أمام إمكان القبول بفترة انتقالية قصيرة في النيجر.
وعلى غرار ما حصل في بلاده في تسعينيات القرن الماضي حين شهدت نيجيريا فترة انتقالية مدتها تسعة أشهر، قال تينوبو إنه "لا يرى سبباً لعدم تكرار ذلك في النيجر، إذا كانت السلطات العسكرية في النيجر صادقة".
انسحاب القوات الفرنسية
وفي شأن القوات الفرنسية أكد علي محمد الأمين زين، الإثنين، أن "محادثات جارية" من أجل انسحاب "سريع" لهذه القوات المتمركزة في البلاد، آملاً بـ"الحفاظ على تعاون" مع فرنسا.
وإذ ذكر بأن حكومة النيجر ألغت اتفاقات عسكرية مبرمة مع باريس، اعتبر زين أن القوات الفرنسية "هي في وضع غير قانوني"، موضحاً أن "المحادثات الجارية ينبغي أن تتيح انسحاب هذه القوات سريعاً جداً". وأضاف في مؤتمر صحافي "ما يهمنا هو أن نحافظ على تعاون مع بلد تقاسمنا معه أموراً كثيرة، إذا كان ذلك ممكناً".
ومنذ انقلاب 26 يوليو، بلغ التوتر الدبلوماسي ذروته بين العسكريين الحاكمين وفرنسا التي لا تعترف بشرعيتهم.
وينتشر نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، حيث يشاركون في التصدي للمتطرفين في إطار اتفاقات عسكرية ثنائية.
وألغى العسكريون في الثالث من أغسطس (آب) عديداً من هذه الاتفاقات.
"تصرف بازدراء"
كذلك، سحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية من سفير فرنسا سيلفان إيتيه وأمرته بمغادرة البلاد، لكن فرنسا التي تصر على عدم الاعتراف بالسلطات الجديدة في نيامي، أكدت أنها لا تعتزم تنفيذ هذه القرارات، سواء ما يتعلق بجنودها أو بسفيرها.
واعتبر زين، أمس الإثنين، أن السفير الفرنسي "تصرف بازدراء" حين رفض تلبية دعوة وجهت إليه لعقد لقاء مع السلطات في 25 أغسطس.
وتظاهر عشرات الآلاف في نيامي نهاية الأسبوع الماضي مطالبين برحيل القوات الفرنسية.