ماذا كان يحتاج الاتحاد السعودي من ضم محمد صلاح؟

انتهت فترة الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي للمحترفين مع أولى دقائق اليوم الجمعة، وكان الجميع في انتظار الصفقة الأكبر بانتقال محمد صلاح نجم ليفربول إلى الاتحاد السعودي، ولكنها لم تتم بسبب موقف النادي الإنجليزي بالتمسك باستمرار لاعب منتخب مصر في صفوفه حتى نهاية عقده، كونه الأهم في تشكيل الألماني يورغن كلوب المدير الفني للفريق.

قدم نادي الاتحاد أكثر من عرض لضم محمد صلاح ليكون الصفقة الأقوى في الدوري السعودي للمحترفين في موسم الانتقالات التاريخي الذي شهد ضم كثيراً من اللاعبين بالدوريات الأوروبية على رأسهم الفرنسيان كريم بنزيما ونيغولو كانتي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والجزائري رياض محرز وغيرهم من نجوم حققوا بطولات عدة مع فرقهم السابقة في القارة العجوز.

في 31 أغسطس (آب) الماضي رفض نادي ليفربول عرضاً من نظيره الاتحاد بمقابل مادي 187.125 مليون دولار، بعد أن تم رفعه من 124.750 مليون دولار، وتوالت المحاولات من قبل المسؤولين للحصول على توقيع محمد صلاح، إذ وصل العرض بحسب تقارير صحافية كقيمة مالية إلى 225 مليون جنيه استرليني (280.92 مليون دولار)، ولكن كان رد نادي ليفربول وكلوب قاطعاً بعدم رحيله، حيث قال المدرب الألماني "لا أعلم عن وصول عرض رسمي، وموقف ليفربول لم يتغير، ونرفض رحيله"، وفي وقت لاحق أضاف "ما يحدث حول محمد صلاح هي قصة إعلامية فقط، واللاعب أدى تدريباته بشكل جيد وفي كامل تركيزه خلال الفترة الماضية".

إصرار قوي من قبل نادي الاتحاد لضم محمد صلاح، ولم يفقدوا الأمل في ذلك بحسب بعض التقارير الصحافية، حيث أكدوا أنهم من الممكن أن يعودوا مجدداً خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير (كانون الثاني) 2024، أو مع نهاية الموسم في يونيو (حزيران) من العام نفسه، من أجل التعاقد مع مهاجم منتخب مصر.

أهداف الاتحاد

جاء إصرار الاتحاد على ضم محمد صلاح من أجل أن يكمل تكوين فريقه القوي الذي بدأ بضم الفرنسي كريم بنزيما ومن بعده مواطنه كانتي والبرازيلي فابينيو والتعاقد مع البرتغالي جوتا وآخر الصفقات التي تمثلت في المدافع فيليبي لويس، مع وجود المغربي عبدالرزاق حمدالله ورمارينيو، حيث وجود نجم ليفربول كان سيزيد ثقل الفريق قبل موسم سيكون به كثير من المنافسة على أكثر من بطولة على رأسها كأس العالم للأندية.

وتعد مشاركة الاتحاد في كأس العالم للأندية هي بمثابة فرصة لإثبات أن الفريق تم تدعيمه بشكل قوي، ويعكس القيمة المالية التي تم إنفاقها خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، والتي وصلت لـ119.93 مليون يورو (128.29 مليون دولار)، حيث حل في المركز الرابع بين أندية الدوري السعودي للمحترفين، حيث يرغب "العميد" في المنافسة على اللقب الذي لم يحظ به من قبل أي نادٍ عربي بالتتويج به، وكان يرى مسؤولو الاتحاد انضمام صلاح سيكون عامل جديد قد يدفعهم نحو المنافسة بقوة على اللقب.

بجانب كأس العالم للأندية، كان يسعى الاتحاد في التعاقد مع صفقة إعلامية كبيرة بعد أن خطف الهلال الأضواء بالتعاقد مع البرازيلي نيمار دا سيلفا وأصبح الصفقة الأغلى في الدوري السعودي للمحترفين في الوقت الحالي بقيمة 90 مليون يورو (96.32 مليون دولار)، حيث كانت ستتخطى صفقة نجم ليفربول في حال إتمامها الـ100 مليون يورو (107 ملايين دولار)، حيث كان العرض الأخير وصل إلى 280.92 مليون دولار، ولكن رفض النادي الإنجليزي حال دون ذلك.

وكانت المعطيات الفنية لدى نونو سانتو المدير الفني للاتحاد، بالتأكيد ستختلف حال إتمام صفقة محمد صلاح، حيث امتلاك خط هجوم مكون من كريم بنزيما وعبدالرزاق حمدالله وصلاح ومن خلفهم رومارينيو كانت ستكون قوة هجومية كبيرة، وكانت ستختلف خطة لعب سانتو من (4 – 4 – 2) إلى (4 – 2 – 3 – 1)، وهي الخطة المفضلة للمدرب البرتغالي خلال مسيرته، حيث سيكون وقتها الناحية الهجومية مكونة من محمد صلاح كجناح أيمن، مع تبادل بنزيما وحمدالله على مركز المهاجم الصريح، مع إمكانية لعب الفرنسي لمركز الجناح الأيسر في بعض المباريات كما شارك بها من قبل مع ريال مدريد الإسباني، أو لعب حمدالله كمهاجم ثانٍ كما لعبها في اللقاء الأخير أمام الهلال، ومع الثلاثي سيكون البرازيلي رومارينيو الذي يلعب على الأجنحة سواء الأيمن أو الأيسر، وإمكاناته تؤهله بالوجود أيضاً في مركز صانع الألعاب في بعض الأحيان، بجانب مواطنه إيغور كورنادو الذي يقدم مستويات أكثر من ممتازة رفقة الفريق.

وعلى مستوى منتصف الملعب حجز الثنائي كانتي وفابينيو مكانهما الأساسي في التشكيل، وكان سيستغنى النادي عن جوتا في حال إتمام صفقة صلاح، للالتزام بعدد المحترفين في فريق واحد في الموسم الحالي من الدوري السعودي للمحترفين.

وفي الوقت الحالي أيضاً سيضطر الاتحاد في إنهاء التعاقد مع أحد اللاعبين الأجانب بعد امتلاك تسعة لاعبين، إلا أن حصل رومارينيو على الجنسية السعودية كما يتردد خلال الأيام الماضية، حيث يمتلك الاتحاد بجانب البرازيلي كلاً من مارسيلو جروهي وفيليبي لويس وفابينيو وكانتي وحمدالله وبنزيما وكورنادو، بجانب جوتا الأقرب إلى الرحيل، حيث كان توصل لاتفاق مع نادي الاتفاق، ولكن لم تتم الصفقة في الدقائق الأخيرة من فترة الانتقالات.