ملخص
قبل إفلاسه تجاهل مجلس برمنغهام البلدي النصائح والتحديات المالية التي كان يواجهها مصراً على استضافة ألعاب الكومنولث
على رغم التحذيرات المالية "الشديدة"، استمر مجلس برمنغهام البلدي في تجاهل النصائح والتحديات المالية الراهنة، مصراً على استضافة ألعاب الكومنولث.
وقبل إعلان المجلس إفلاسه أخيراً، طالب مستشارون رسميون قادة المجلس بالتركيز على المشكلات المالية، مشددين على أن المدينة قد لا تكون مستعدة لتنظيم حدث رياضي بهذا الحجم.
وأعلن المجلس الذي يشرف عليه حزب العمال - ويعتبر أكبر سلطة محلية في أوروبا الثلاثاء الماضي عن إفلاس بموجب المادة 114- وهذا القرار يدعو إلى إيقاف أشكال الإنفاق الجديدة كافة فوراً، مما قد يؤدي إلى خفض في عدد من الخدمات المقدمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف ماكس كولير، المدير السابق للمجلس من دون صلاحيات تنفيذية الذي عُيّن بقرار حكومي في 2019 للمساعدة في حل القضايا المالية، عن تحذيراته للمجلس في 2017 مطالباً إياه بالتركيز على "أوضاعه الخطرة".
وفي تصريح أدلى به إلى صحيفة "تايمز" قال السيد كولير إن قادة المجلس كانوا حريصين على تنظيم الحدث التي زعمت قيادة حزب العمال أنه سيمثل "عهداً ذهبياً" للمدينة.
وأضاف السيد كولير: "قدمت برمنغهام وسكانها أداءً استثنائياً في تنظيم الألعاب الكومنولث وأنا لا أنكر ذلك. لكن عندما تتخذ تلك الخطوة، ستواجه قيوداً سياسية وتنظيمية ولن تستطيع توجيه الاهتمام لقضايا أخرى لأن الحدث سيستهلك كل وقتك."
وتابع "بعد 12 شهراً من الحدث، والمشكلات التي واجهوها سابقاً لم تتحسن الأوضاع بل تدهورت".
كما واجه المجلس صعوبة في التعامل مع قضية الأجور المتساوية التي بلغت قيمتها الآن أكثر من مليار جنيه استرليني (1.25 مليار دولار) وتواصل الارتفاع شهرياً بملايين الجنيهات [معظمها في شكل تعويضات ضمن مطالبات قانونية لمساواة الأجور]. وتفاقمت المشكلة على مدى الأعوام الماضية جراء فجوة في الموازنة بقيمة 87 مليون جنيه (108 مليون دولار) وكلفة 100 مليون جنيه (125 مليون دولار) لتحديث نظام تقنية المعلومات.
ومع ذلك، لا يزال مصير الوظائف في المجلس غير واضح، خصوصاً مع التزامه تقديم الخدمات الأساسية وسط هذه الأزمة، في حين طالبت النقابات بإجراء محادثات عاجلة.
وخلال تصريحات له هذا الأسبوع إلى شبكة "بي بي سي"، أكد رئيس مجلس برمنغهام البلدي، المستشار جون كوتن، ضرورة اتخاذ قرارات صعبة، مشيراً إلى حرصه الشديد على التصدي للمشكلات الراهنة. ووجهت انتقادات حادة لكوتن بسبب وجوده في نيويورك بالتزامن مع إعلان الإدارة المحلية إفلاسها. وذكرت مصادر أنه كان يحتفل بعيد ميلاده الـ50 في نيويورك عندما أعلنت الهيئة خضوعها لإجراءات الإفلاس بموجب المادة 114.
من ناحيته، أشار زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إلى إن ما يحدث في مجلس مدينة برمنغهام يعكس أزمات مشابهة في مختلف أنحاء البلاد، وتعهد بالبحث عن تسويات مناسبة للهيئات المحلية.
وفي تصريحات إلى "بي بي سي"، أعرب ستارمر عن "تعاطفه" مع المواطنين المتضررين من دافعي الضرائب البالغ عددهم 1.1 مليون شخص، قائلاً "أشعر بالتعاطف مع السكان المتأثرين بهذا لأنهم سيكونون قلقين للغاية في شأن خدماتهم"، وأضاف "إذا قمت بالتأمل في الأمور بشكل أوسع من مجرد مدينة برمنغهام، ستجد أن هناك حالات مماثلة تنتشر في أرجاء البلاد لأن السلطات المحلية تعاني نقص التمويل الضروري منذ 13 عاماً. لذا علينا أن نعيد النظر في هذا الأمر مجدداً".
وفي سياق متصل، سخر ريشي سوناك من سجل حزب العمال في مجلس مدينة برمنغهام وسط مشكلات السلطة في جلسة المساءلة الأربعاء الماضي.
وقال رئيس الوزراء "نسمع الآن كيف أن حزب العمال في برمنغهام خذل الأشخاص الذين يعملون بجد، وفقد السيطرة على أموال دافعي الضرائب، ودفع مواردهم المالية إلى الحضيض. لقد أفلسوا برمنغهام، لا يمكننا أن نسمح لهم بإفلاس بريطانيا".
© The Independent