Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسم المعارض القاهرية ينطلق بحضور عربي لافت

فنانون يلتقون ويختلفون وتجاربهم تمثل صورة عن التشكيل الراهن

لوحة للرسامة السورية المصرية هند عدنان في المعرض (خدمة المعرض)

ملخص

فنانون يلتقون ويختلفون وتجاربهم تمثل صورة عن التشكيل الراهن

بدأ موسم العروض التشكيلية في القاهرة تزامناً مع انتهاء فصل الصيف، وبين هذه العروض التي افتتحت أخيراً يطالعنا معرضان جماعيان مُهمان، نظراً إلى تنوع التجارب المشاركة والحضور العربي البارز في كليهما. أول هذه العروض يستضيفه غاليري "مصر" في حي الزمالك، حيث تتواجد معظم قاعات العرض القاهرية. يقام المعرض تحت عنوان "كما أنا" ويضم أربعة عشرة فناناً وفنانة. "كما أنا" هو عنوان يشي بالاستقرار لكنه قد يشير كذلك إلى التحدي. يضم المعرض أعمالاً للفنان السوري بهرام حاجو والسوداني صلاح المُرّ والعراقي سيروان باران. الفنانون الثلاثة يمثلون اتجاهات وأساليب تصويرية مختلفة، إذ يلتقي اللون الباذخ في أعمال صلاح المر والنعومة والاقتدار عند بهرام حاجو، إلى جانب ضربات الفرشاة القوية التي تتمتع بها أعمال العراقي سيروان باران.

تتشارك هذه التجارب العربية الثلاث المساحة نفسها مع تجارب أخرى مميزة لفنانين مصريين بارزين، هم عادل السيوى وعلياء الجريدي وعصام معروف وهند عدنان وإبراهيم الدسوقي وإسلام زاهر ومحمد عبلة وريم أسامة وسعاد عبد الرسول. وإلى جانب هؤلاء الرسامين يضم المعرض تجربتين بارزتين في النحت للفنانين إسلام عبادة وكمال الفقي، وكل منهما صاحب تجربة نحتية مختلفة عن الآخر.

تطالعنا هنا براعة الفنان إبراهيم الدسوقي في استلهامه المشاهد الطبيعية. يقدم الدسوقي محاكاة للطبيعة ولكن على طريقته، فالمعالجات اللونية ناعمة ومختزلة على نحو قريب من التجريد اللوني. دائماً ما يطلعنا ابراهيم الدسوقي بمساحات محكمة، لا مجال فيها للعفوية، غير أن براعته تكمن في انتقائه وقدرته على بناء شكل متوازن ومتقن.

 من الأعمال الأخرى اللافتة تبرز لوحات الفنانة هند عدنان، وهي أعمال تعتمد على الحضور البشري. في أعمال عدنان تتوزع الأجساد البشرية على مساحة العمل. هي أجساد أنثوية مستلقية في سكينة ومستأنسة باجتماعها معاً في هذه المساحة، ولكن إذا تأملنا قليلاً سندرك أن هذه الأجساد ما هي إلا جسد واحد في حالات مختلفة. تُعرف الفنانة هند عدنان بتراكيبها التصويرية المعتمدة على الحضور البشري والمزج بين درجات اللون الصريحة والحيادية. في أعمالها دائماً ما يطالعنا جسد واحد أو ربما مجموعة من الأجساد تشكل البنية الرئيسة للعمل، مع تحييد شبه كامل للخلفية أو أية عناصر أخرى.

بين أعمال الفنانين العرب تبرز أعمال الفنان السوري بهرام حاجو. في هذه الأعمال قد تُباغتك بقعة من اللون الصريح وسط مساحة رمادية تماماً، فتحدد مسار تتبعك لبقية التفاصل. بقعة اللون هنا أشبه بوشاح شفاف يستر عُري الجسد الممدد أمامك على مساحة الرسم. هو وشاح شفاف من اللون لا يحجب بقدر ما يُظهر ما تحته.

تستند تجربة حاجو التصويرية إلى خبرات عدة، وتستمد ثراءها من هوية صاحبها المتنوعة، فهو السوري الكردي، المُنتمي إلى الحراك الفني الأوروبي بحكم إقامته الدائمة في ألمانيا، والمُخلص أيضاً إلى الممارسة التصويرية بعناصرها وطبيعتها المتعارف عليها، وسط فيض من الأفكار والرؤى والممارسات المُغايرة في محيطه. تجتمع كل هذه السمات لتشكل ملامح تجربة بهرام حاجو، من طريقة بنائه العمل وتعامله مع المساحة، إلى طبيعة السرد البصري والعناصر المشكلة لهذه الأعمال.

على بعد أمتار قليلة من غاليري مصر يطالعنا معرض آخر في قاعة "بيكاسو للفنون" لا يقل أهمية عن سابقه. يضم المعرض خمسة فنانين، وهم أحمد شيحة وابراهيم غزالة ووليد عبيد من مصر، ومحمد الجالوس من الأردن، وسلمان المالك من قطر. في المعرض تتجاور أعمال الفنان أحمد شيحة بأجوائها المستلهمة من الرسوم المصرية القديمة، مع أعمال وليد عبيد بغرائبية المشهد لديه وعنفوان التركيبات التي تشكل عناصر أعماله، التي تتصدرها غالباً صورة مفعمة لأنثى متحدية. تتقاطع هذه الأعمال مع المشاهد الطبيعية للفنان إبراهيم غزالة وتنويعات المنظر الريفي فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشتبك هذه المشاهد داخل مساحة العرض مع حساسية اللون عند الفنان القطري سلمان المالك، والذي يقدم تنويعات تجريدية بألوان الأكريليك. تتراوح مُعالجات المالك بين اللون الصريح والمحايد، وهي تقف في مقابل خربشات السطح عند الفنان الأردني محمد الجالوس. يقدم الفنان الأردني هنا معالجات مختلفة عن معالجاته السابقة للمشاهد الحضرية داخل المدن. في هذه الأعمال يمزج الجالوس بين التشكيل بالكتابة والأحرف العربية واللون والملمس. لا يبتعد الفنان الأردني كثيراً عن أعماله السابقة في حقيقة الأمر، فخربشات السطح التي نراها هنا أشبه بخربشات الجدران والكتابات العفوية التي يمكننا رؤيتها على جدران أي مدينة عربية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة