Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحقق بوارو يتعامل مع الخوارق في فيلم الرعب "مطاردة في البندقية"

ميشيل يوه تسرق الأضواء في المعالجة السينمائية المرصعة بالنجوم لقصة أغاثا كريستي الأقل شهرة "حفلة الهالو-وين"

"مطاردة في البندقية" (استوديو توينتي سنتشري)

ملخص

إذا كنا سنستخلص أية عبرة من فيلم "مطاردة في البندقية" فهي أنه ينبغي على المخرج كينيث براناه صناعة مزيد من أفلام الرعب

إذا كنا سنستخلص أية عبرة من فيلم "مطاردة في البندقية" A Haunting in Venice فهي أنه ينبغي على المخرج كينيث براناه صناعة مزيد من أفلام الرعب. ولعه شبه المتفاني باستخدام الحيل السينمائية غير التقليدية – التصوير من زوايا منحرفة على أسلوب السينما الهولندية، واتجاهات الرؤية غير العادية، وسلاسل المشاهد الخاضعة لمونتاج جنوني – غالباً ما بدا غير متناغم مع المواضيع التي ينقلها إلى الشاشة. أثبت أسلوبه هنا أنه تحول من المغامرات اللامعة في فيلم "ثور" Thor الذي أخرجه لصالح مارفل، والشؤون الأسرية في فيلم "ثور" Belfast، والمنطق الأنيق في معالجاته السابقة التي تناولت قصص أغاثا كريستي في "جريمة في قطار الشرق السريع" Murder on the Orient Express الصادر عام 2017 و"موت على ضفاف النيل" Death on the Nile الصادر السنة الماضية.

لكن في فيلمه الثالث المستند إلى روايات كريستي التي يلعب المحقق بوارو بطولتها، صب براناه اهتمامه على إحدى القصص الأقل شهرة للمؤلفة وهي "حفلة الهالو-وين"The Hallowe'en Party. استبدلت موقع أحداثها المتواضع في قرية إنجليزية بقنوات البندقية المختنقة بالضباب، وقصر متهالك يعشعش الموت في جدرانه. كما تبين، فمن غير المستغرب أن يقوم فنان انطلق من عالم مسرح شكسبير الساحر والرمزي، وسبق له أن أخرج نسخته الخاصة من قصة "فرانكشتاين" Frankenstein لماري شيلي، بتقديم فيلم رعب بارع وكلاسيكي يكون مخيفاً حقاً عندما تستدعي الحاجة ذلك. أخيراً، وجدت كل خدعه المكان المناسب لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قام كاتب السيناريو مايكل غرين بتجديد قصة كريستي الأصلية بالكامل، وجعلها الآن مزخرفة بهوس السلسلة المستمر بالصدمة والتحليل النفسي – فبالطبع، لا يمكن أن يكون بوارو نفسه إلا بفضل نهجه القوي والصارم في التصدي للمأساة والخسارة. حتى يكون المرء على دراية تامة بالموت يجب أن يكون قادراً على اشتمام رائحته. بعد محاولة بوارو الجادة الاعتزال، استدرجته مجدداً صديقته القديمة والمؤلفة المشهورة أريادني أوليفر (تجسدها في الفيلم تينا في)، وهي شخصية يتكرر ظهورها في أعمال كريستي وتمثل الكاتبة نفسها. إنها مقتنعة بأنها وجدت شخصاً يستطيع أخيراً التفوق على المحقق العظيم: إنه الوسيطة الروحية "الآنسة رينولدز الشريرة" (تؤديها ميشيل يوه).

طلبت سيدة تدعى روينا دريك (كيلي رايلي) تسكن في البندقية من رينولدز الحضور بعدما ماتت ابنتها منتحرة حيث غرقت في القناة عندما قفزت من شرفة غرفة نومها. تهمس المربية، أولغا سيمينوف (كاميل كوتان)، عن وجود أشباح، وأرواح منتقمة تعود لأطفال كانوا يتعرضون للحبس والموت جوعاً خلال الطاعون. ولكن هذه القصة بالطبع، هي لغز يحاول بوارو حله، فتنتهي جلسة رينولدز لتحضير الأرواح بجثة مربوطة إلى أحد التماثيل في الرواق.

يتخلى "مطاردة في البندقية" إلى حد كبير عن الاستخدام المفرط للصور المنشأة حاسوبياً في قصص بوارو السابقة التي أخرجها براناه. تصميم الإنتاج لجون بول كيلي وأزياء شيلدون سامي لا تشوبهما شائبة. هناك عدد أقل من نجوم الصف الأول في الفريق التمثيلي (الذي يعيد لم شمل نجمي فيلم "بلفاست" جيمي دورنان وجود هيل)، وتميل الأداءات التمثيلية أحياناً إلى الطابع المسرحي المبالغ فيه حيث يجاهر الممثلون بالحوار مخاطبين الجمهور مباشرة. يوه هي الاستثناء وتقدم، بشكل غير متوقع، أداء متبايناً مع بقية الممثلين – إنها مركز الثقل في كل مشهد تظهر فيه، وتزيد الطبيعة الخارقة للعمل هنا من بريق السحر الخاص الذي تمتلكه هذه النجمة السينمائية ويصعب تحديد طبيعته بدقة. يواصل بوارو الذي صنعه براناه في أن يكون حضوراً محبوباً: هذا التصوير الملطف قليلاً للمحقق، الذي يمتلك لكنة مميزة وشارباً كثاً ووعياً ذاتياً كافياً لجعله لا يبدو متغطرساً.

ولعل خاتمة "مطاردة في البندقية"، التي تختلف تماماً عن تلك التي انتهت بها قصة كريستي، هي الأقل إرضاء من بين الأفلام الثلاثة، ليست القرائن الفردية واضحة كفاية ليدركها المشاهدون، كما أن الترابط المنطقي بينها ليس كافياً لإشعارهم بالرضا عند حل اللغز. لكن المساحات المسكونة بالأشباح التي يقدمها المخرج تحمل نفحة من فيلم "الأبرياء" The Innocents الصادر عام 1961 للمخرج جاك كليتون، في حين تخلق الحركة غير المنتظمة للكاميرا جواً مرعباً يجعل الأشياء النمطية في أفلام الرعب التقليدية – الترنيمات الآتية من مصدر مجهول، وظهور أشخاص في الانعكاسات - تبدو غريبة وتؤثر نفسياً في المشاهدين. أنا متأكدة من أن براناه سيكون سعيداً بمواصلة صنع قصص ألغاز بوارو هذه، لكن بعد "مطاردة في البندقية" يجب عليه بدلاً من ذلك التفكير في التواصل مع شركة بلمهاوس Blumhouse الشهيرة بإنتاجها أفلام رعب كانت جديرة بجوائز الأوسكار.

إخراج: كينيث براناه. بطولة: كينيث براناه، كاميل كوتين، جيمي دورنان، تينا في، جود هيل، ميشيل يوه.

التصنيف الرقابي: مناسب لمن هم في سن الـ12 فما فوق.

المدة: 103 دقائق.

يعرض فيلم "مطاردة في البندقية" في دور السينما اعتباراً من الـ15 من سبتمبر

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما