Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع "الخماسية" في نيويورك كرّس استمرار الأزمة في لبنان

مصادر دبلوماسية أكدت أن إيران رفعت مستوى النقاش من موضوع رئاسة الجمهورية إلى تعديل النظام

اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة في 17 يوليو (وكالة الأنباء القطرية)

ملخص

اقترحت آن غيغان أن يكون الحوار برعاية دولية طالما أن الحوار اللبناني - اللبناني غير قابل للحياة

أظهر اجتماع اللجنة الخماسية من أجل لبنان في نيويورك تبايناً بين الدول الخمس، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، في مقاربة الملف اللبناني، وكرّس الاختلاف بينها ولا سيما بين أميركا وفرنسا مع استمرار الأزمة الرئاسية حتى إشعار آخر، وبرزت مؤشرات في الشكل والمضمون خلال اجتماع نيويورك أرخت بظلالها على الداخل اللبناني وبددت الآمال التي عقدت على اجتماع "الخماسية" لتحريك ملف الاستحقاق الرئاسي وإخراجه من عنق الزجاجة.

الصدمة الأولى تمثلت في مدة الاجتماع الذي لم يدم أكثر من 35 دقيقة، أما الثانية فكانت في مستوى التمثيل الذي كان يفترض، بحسب المعلومات، أن يحصل على مستوى وزراء الخارجية وليس على مستوى كبار الموظفين، وصدمة ثالثة تمثلت في عدم صدور بيان على غرار ما حصل في ختام الاجتماع الذي عقد في الدوحة، على رغم إعداد الجانب الفرنسي مسودة بيان رفضها المشاركون قبل الاجتماع، وفق ما كشفت مصادر دبلوماسية لـ "اندبندنت عربية"، ولم يحضر أيضاً الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وحلت مكانه مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان.

وعلمت "اندبندنت عربية" أن السفير البابوي في أميركا لعب دوراً كبيراً في حصول الاجتماع الذي تزامن مع اجتماع مماثل بين أمين سر دولة الفاتيكان وسفراء الدول الخمس في الفاتيكان للبحث في الملف اللبناني والأوكراني، وما انتهى إليه اجتماع نيويورك في الشكل والمضمون دفع كثيرين إلى التشكيك في إمكان عودة لودريان إلى بيروت بعدما كان يطمح إلى استئناف مهمته معززاً ببيان خماسي داعم. وكشفت مصادر دبلوماسية أن رصاصة الرحمة التي أطلقت على الخيار الثالث الذي حاول لودريان تسويقه لم تأت من الدول الخمس بل من فرنسا نفسها من خلال فريق "الإليزيه" الذي جدد المطالبة بمنح المبادرة الفرنسية القائمة على دعم مرشح "الثنائي الشيعي" (حركة "أمل" و"حزب الله") رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية فرصة جديدة.

تعددت الأسباب

وإلى غياب البيان الختامي لفت التكتم الشديد المحيط بالمداولات التي حصلت خلال اجتماع المجموعة الخماسية في مقر البعثة الفرنسية في نيويورك، والمعلومات القليلة التي رشحت عن الاجتماع أكدت استمرار وجود عقبات تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون الدخول في تفاصيل هذه العقبات، لكن بعد إخفاق الموفد الفرنسي بإقناع الثنائي الشيعي بضرورة بدء البحث في الخيار الثالث بعد استحالة فوز المرشحين فرنجية ومرشح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور، كشفت مصادر دبلوماسية في نيويورك ألا اتفاق داخل المجموعة الخماسية على إشراك إيران كمقرر في الخماسية لتصبح سداسية، وأن أول المعترضين الولايات المتحدة، كما أن المناقشات المختصرة التي استمرت نصف ساعة بين ممثلي الدول الخمس عكست اختلافاً في وجهات النظر، خصوصاً بين فرنسا وأميركا، وهو اختلاف ليس بجديد، فبدا أن الموقف الأميركي يدفع باتجاه الحسم السريع ووضع المسؤولين في لبنان أمام مسؤولياتهم مع تسجيل ملاحظات على الأداء الفرنسي.

وفي هذا السياق طالبت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أن يوضع إطار زمني لمهمة لودريان وعدم ترك المهلة مفتوحة، ونأى السفير السعودي بنفسه عن النقاشات مختصراً مشاركته في الاجتماع بـ 10 دقائق، لكنه جدد التأكيد أن بلاده مستعدة لمساعدة لبنان عندما ينتخب رئيساً للجمهورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشفت مصادر دبلوماسية في نيويورك لـ "اندبندنت عربية" أن مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان حاولت إقناع ممثلي دول أعضاء اللجنة الخماسية بتحقيق خرق من خلال طرح فكرة الحوار، واقترحت أن يكون الحوار برعاية دولية طالما أن الحوار اللبناني - اللبناني غير قابل للحياة، وأصر ممثلو أميركا ومصر وقطر والسعودية في المقابل على الأجندة التي حددتها المجموعة الخماسية في قطر كأساس لأي حوار، والتي تنطلق من "اتفاق الطائف" وتنفيذ القرارات الدولية والابتعاد من كل الصراعات الخارجية، مشددين على الإصلاحات ومتسائلين عن ضمانات تنفيذها بعد أن أجهضت الحكومة الحالية بقرار من "حزب الله" الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

هل تأخذ قطر دور فرنسا

وبانتظار أن تؤكد دوائر "الإليزيه" عودة الدبلوماسي جان إيف لودريان لبيروت من عدمها، يكثر الكلام في لبنان عن زيارة لموفد قطري سعياً إلى إيجاد مساحة مشتركة بين القوى السياسية حول اسم ثالث لرئاسة الجمهورية، خصوصاً أن قطر قادرة على التواصل حالياً مع طهران و"حزب الله"، وقد تنجح حيث فشل الفرنسي، وأن الزيارة أرجئت إلى الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وفي المقابل يشكك آخرون في إمكان نجاح المسعى القطري، خصوصاً أنه يجب على الجانب القطري إقناع إيران التي تربطه علاقات جيدة معها بالتدخل مع حليفها في لبنان كي تضغط عليه للتراجع عن مرشحه الرئاسي، ولا تبدو طهران في هذا الوارد حالياً، إذ تكشف مصادر دبلوماسية أوروبية أن طهران رفعت مستوى النقاش في لبنان من موضوع رئاسة الجمهورية إلى تعديل النظام، وهي أرسلت أكثر من إشارة تؤكد عدم تقديم تسهيلات في موضوع الرئاسة مما دفع بالمجموعة الخماسية إلى التمسك مجدداً بـ "الطائف" وباقي البنود الواردة في بيان اجتماع الدوحة.

الملف اللبناني

وفي مؤشر إلى دخول الدوحة على خط الملف اللبناني، ولا سيما في الشق الرئاسي، كان لافتاً تخصيص أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قسماً كبيراً من كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للحديث عن لبنان، ففي موقف عالي النبرة حذّر من الخطر الذي يهدد مؤسسات الدولة في لبنان، ودعا إلى حلول سريعة تنقذ البلاد من الأزمة، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تلبية آمال الشعب اللبناني، وضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان وآليات لعدم تكراره، والنهوض بالبلد من أزماته الاقتصادية والتنموية.

المزيد من العالم العربي