Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في سوريا... الكل خائف من "الشيطان اللاسلكي"

توجيهات للعسكريين بالحذر من أجهزة الاتصالات حالياً بعد إصابات لعناصر "حزب الله" في دمشق

بات "اللاسلكي" في سوريا في خانة المشبوهين وينظر إلى كل وسيلة اتصال على كونها خطراً محدقاً (أ ف ب)

ملخص

لا يستخدم الجيش النظامي السوري أو الأجهزة الأمنية أجهزة اتصالات "البيجر"، بل إنها محظورة مع عدد من الأجهزة قبل عقود من الزمن، وتعمل أجهزة اللاسلكي في البلاد على نوعيات مصادرها تايوانية وصينية.

أرخت حادثة انفجارات لاسلكي "البيجر" الخاصة بعناصر "حزب الله" في سوريا ولبنان على الشارع السوري ذهولاً وتوجساً حول أمن الاتصالات، وبات السؤال الشاغل لدى المواطنين يرتبط بالتطور التقني وقدرات الحرب الإلكترونية والسيبرانية للاستخبارات الإسرائيلية، وإلى أي حد باتت أجهزة الاتصال الخاصة مخترقة، أو حتى التي تعمل على بطاريات الليثيوم المتطورة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان - مقره لندن – أكد مقتل وإصابة عناصر من "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني بعد انفجار أجهزة الاتصال "البيجر" في دير الزور شرق سوريا، كما وقعت انفجارات عدة في موقع منظومة الاتصالات في قلعة الرحبة في مدينة الميادين.

وفي الوقت ذاته انفجر عدد من أجهزة الاتصال التي كانت بحوزة عناصر "حزب الله" في سوريا ضمن الموجة الثانية من الانفجارات، أحدها وقع داخل سيارة في مشروع "دمر" غرب العاصمة دمشق، وآخر مماثل في الحي ذاته بالقرب من إحدى الأسواق التجارية.

إزاء ذلك تسربت معلومات متداولة عن إصدار أوامر على المستوى العسكري والأمني توصي بأخذ الحيطة والحذر من استخدام أجهزة اللاسلكي، ومحاولة إطفاء الموجات وأجهزة اللاسلكي موقتاً، واستخدام خطوط آمنة بديلة.

وتأتي هذه الاحتياطات في وقت لا يستخدم الجيش النظامي أو الأجهزة الأمنية هذه النوعية من أجهزة الاتصالات "البيجر"، وهي غير متداولة في سوريا ومحظورة مع عدد من الأجهزة قبل عقود من الزمن، وتعمل أجهزة اللاسلكي في البلاد على نوعيات مصادرها تايوانية وصينية، بينما يعد جهاز "البيجر" لاسلكي يستقبل إشارات تحفز تنبيهاً صوتياً أو اهتزازياً عند تلقي الإشارة المناسبة، ويستخدم عادة في معظم حالاته بخدمة الطوارئ والرعاية الصحية.

اللاسلكي في سوريا

وبعد هدوء نسبي لعاصفة اللاسلكي التي خلفت قتلى وإصابات بليغة ينتظر السوريون كيف ستؤول إليه طريقة الرد على هذا الاختراق الأمني الواسع لأكثر الفصائل المقاومة المدعومة إيرانياً، وبات "اللاسلكي" في سوريا في خانة المشبوهين، بل ينظر إلى كل وسيلة اتصال على كونها خطراً محدقاً.

ويرى الاختصاصي في تكنولوجيا الاتصالات مهند مسكون أنه من السابق لأوانه وضع أحكام ونتائج على أجهزة اللاسلكي، أو ما يدور من معلومات "تشيطن" أجهزة الاتصالات أو غيرها من الحواسيب والسيارات الكهربائية وصولاً إلى بطاريات الطاقة الشمسية، مع تداول معلومات مخيفة تصل إلى درجة الرعب من تمكن شركات من الولوج إلى هذه الأنظمة وتفجيرها أو إحداث أعطال بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسكون في حديثه لـ"اندبندنت عربية" إن "كل الأجهزة التي وصلت بطريقة نظامية إلى البلاد، وخضعت للفحص الدقيق من الجهات الفنية والمعنية فهي بالتالي سليمة ولا خوف عليها، بينما التي جاءت عبر طرق ومسارب التهريب قد تسبب أعطالاً فنية لا أكثر".

ولفت إلى اعتماد أجهزة "الموتوريلا" اللاسلكي، مع توفر خدمة شبكة الاتصالات اللاسلكية (اس أر إن) التي توفر خدمة اتصال مباشر ضمن مجموعة واحدة أو مجموعات عدة عبر اشتراك مخصص للمنظمات الأهلية والمستثمرين ورجال الأعمال والجهات الحكومية، ضمن بقعة جغرافية محددة من خلال اتصال آمن.

تداعيات الحادثة

إلى ذلك دان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك التفجيرات غير المسبوقة من نوعها، معرباً عن قلقه مما خلفته تلك التفجيرات من رعب، وناشد جميع الدول ذات النفوذ في المنطقة وخارجها بأن تتخذ تدابير فورية لتجنب اتساع رقعة النزاع.

واعتبر استهداف آلاف الأفراد سواء مدنيين أم عناصر جماعات مسلحة من دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة، وموقعها ومحيطها "اعتداء ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".

وفي وقت دعا فولكر إلى إطلاق تحقيق مستقل وشامل حول ملابسات هذه التفجيرات ومحاسبة من أمر ونفذ هذا الهجوم، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان له "دعوة الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف المعنية إلى تجنب حرب شاملة من شأنها أن تخلف عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها وخارجها".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر جدي للتصعيد في لبنان، وقال للصحافيين "من الواضح أن منطق جعل كل هذه الأجهزة تنفجر هو ضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبيرة".

وكانت مناطق داخل سوريا شهدت الثلاثاء الـ17 من سبتمبر (أيلول) الجاري حوادث مماثلة كالتي جرت من تفجيرات أجهزة اتصالات عناصر وقادة "حزب الله" اللبناني، ووصلت حصيلة الجرحى جراء انفجارات الموجة الأولى في دمشق وريفها إلى 21 جريحاً، وأصيب ثلاثة أشخاص في منطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية.

عملية خاطفة

بدوره عزا موقع أكسيوس الأميركي تنفيذ إسرائيل التفجيرات خشية اكتشاف "حزب الله" للعملية السرية، بينما برر مسؤول إسرائيلي العملية بأنها جاءت كضربة افتتاحية في حرب شاملة لتعطيل قدرة الحزب على شن هجمات ضد إسرائي، ولعل الشكوك من اكتشاف العملية دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار سريع بتنفيذ العملية.

 

 

في المقابل لم يقتصر التخوف من جهاز اللاسلكي وموجاته في المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية السورية، بل إن الفريق المعارض أبدى توجساً من خطورة استخدامات الاتصالات، وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري (المعارض) هادي البحرة إن الانفجارات في لبنان دفعت بعض قوى المعارضة في شمال سوريا إلى إعادة التفكير في أمن أجهزة الاتصالات وسلاسل التوريد.

وينشط "حزب الله" اللبناني مع فصائل مقاومة مماثلة مدعومة من إيران على الأراضي السورية منذ عام 2013 بعد اندلاع النزاع الداخلي وخروج مناطق عدة عن السيطرة، لتندلع معارك ساخنة في الشمال والجنوب وشرق البلاد لانتزاعها من المعارضة المسلحة وسط حضور عشرات الآلاف من المقاتلين.

ودفعت الاختراقات الأمنية وحرب الاغتيالات إلى اتباع عناصر "حزب الله" وسائل تواصل واتصال خاصة بهم لضمان أمن المعلومات والاتصال من الاختراق، لا سيما بعد تصاعد القتال بعد حرب غزة المندلعة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد ما تسبب الاختراق الأمني في خسائر قادة من جنسيات عدة لبنانية وعراقية وإيرانية خصوصاً بعد استهداف مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية لدى دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الماضي ومقتل قادة في "فيلق القدس" خلال اجتماع أمني سري.

المزيد من متابعات