Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يلم القانون شمل ضحايا فضيحة "الأطفال المسروقين" في إسبانيا؟

فيلم جديد يلقي الضوء على عمليات الخطف المروعة التي رعتها الدولة الإسبانية لأطفال حديثي الولادة وبدأت خلال عهد الجنرال فرانكو الديكتاتوري واستمرت لسنوات بعده

إيناس مادريغال "طفلة مسروقة" تدعو إلى قانون في شأن الحمض النووي لمساعدة الضحايا في العثور على أقاربهم في شكل أسهل ("وكالة الصحافة الفرنسية" / "غيتي")

ملخص

على ضوء قانون حول الحمض النووي وحديث مع بعض ضحايا فضيحة الأطفال المسروقين في إسبانيا، سرد للمعركة من أجل تحقيق العدالة لآلاف العائلات المتضررة.

إنها واحدة من أكثر الفترات المخزية في إسبانيا – لقد اختُطِف آلاف الأطفال من أمهاتهم على مدى نصف قرن.

بين نهاية الحرب الأهلية الإسبانية وأوائل تسعينيات القرن العشرين، أصبح عشرات الآلاف من الأطفال يُسمَّون "الأطفال المسروقين". كان هؤلاء الأطفال الحديثي الولادة ضحايا لرغبة الجنرال فرانسيسكو فرانكو في "تطهير" الأمة عبر أخذ أطفال اليساريين أو الجمهوريين ومنحهم إلى أزواج لم يكن لديهم أطفال وكانوا أكثر تعاطفاً مع النظام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد وفاة فرانكو، ظل أطفال يُؤخَذون بعيداً من أمهاتهم من قبل كهنة أو راهبات أو قابلات أو عاملين في المستشفيات في مقابل المال ويُباعُون عبر شبكات التبني السرية المنشأة سابقاً. وكانت الأمهات في السجن أحياناً، غير متزوجات أو محكوماً عليهن بأنهن من خلفيات أخلاقية مشكوك فيها. وفي حالات أخرى، وقعت النساء ضحية لصوص الأطفال.

يرسم فيلم جديد صورة للحيوات التي تغيرت إلى الأبد في هذه الفترة، ويتمحور "قبل كل شيء ليلاً" Sobre todo de Noche، الذي سيُعرَض في مهرجان لندن السينمائي الشهر المقبل، حول شخصية فيرا. هي تبحث عن ابنها البيولوجي، الذي جرى تبنيه، عندما تلتقي كورا. وسرعان ما يتضح أن ابن كورا بالتبني، إيغوز، هو في الواقع، ابن فيرا.

على رغم العناوين الرئيسية التي تولدها الفضيحة على مر السنين، كان مخرج "قبل كل شيء ليلاً"، فيكتور إيريارتي، يستلهم صنع الفيلم من ندرة القصص حول "الأطفال المسروقين" في المشهد الفني في البلاد.

يقول إيريارتي لصحيفة "اندبندنت": "بالكاد جرى التعامل في الفن مع أحد أحلك الفصول في ماضينا. لم يسمح الموضوع للضحايا بأن يعبروا عن أنفسهم.

القصة في الفيلم مبنية على العديد من القصص الحقيقية، من شهادات مختلفة سمعناها".

يقول إيريارتي إن قصة واحدة عالقة في ذهنه. "ثمة قصة حدثت عام 1996، إذ جرى سطو على دار أيتام قديمة. اشتبه بشخص كان في دار الأيتام وهو طفل بأنه سرق أوراقاً رسمية من هناك ليعرف ما حدث له. ولم تتمكن السلطات من إثبات قيامه بالسرقة".

وقال إيريارتي إن الأشخاص الذين يحاولون العثور على أمهات أو آباء أو إخوة أو أخوات واجهوا في كثير من الحالات عقبات كثيرة وغياب في المساعدة.

وأضاف: "لا يوجد بنك للحمض النووي أو مساعدة لهؤلاء الناس. لا يوجد قانون. هناك قصص عن قيام كثر من الناس بجهود منفردين".

إحدى "الطفلات المسروقات" – إينيس مادريغال – تعرف هذا جيداً. بعد سنوات من المعارك في المحاكم وفي مواجهة المقاومة البيروقراطية، وجدت أخيراً أشقاءها البيولوجيين الأربعة عام 2019.

لسوء الحظ، لم تعرف قط والدتها الحقيقية بيلار، التي توفيت عام 2013 عن عمر 73 سنة.

قالت مادريغال لصحيفة "اندبندنت": "ستسلط أفلام مثل هذا الضوء على مسألة 'الأطفال المسروقين'؛ يجب أن يشكل تطوراً جيداً.

لكن بعد ما حدث في المعارك القضائية كلها التي مررت بها، أعتقد بأن الطريقة الوحيدة لعثور المرء على أقاربه هي من خلال بنك وطني للحمض النووي، وهذا لم يحدث بعد".

لطالما شعرت مادريغال بالفضول في شأن خلفيتها، وعندما ظهرت مسألة "الأطفال المسروقين" في الوعي العام، قررت التحقيق في أصلها.

حملت والدتها عام 1968. وكأم عازبة في إسبانيا الكاثوليكية، قررت عرض ابنتها للتبني في عيادة خاصة في مدريد.

بعد التحقيق في مستشفى سان رامون في مدريد، حيث وُلِدت مادريغال، اعتقدت بأن كل شيء لم يكن كما بدا.

في نهاية المطاف، عام 2018، حُوكِم الدكتور إدواردو فيلا، وهو طبيب توليد سابق في المستشفى بات يبلغ من العمر 85 سنة، في أول حالة من نوعها في إسبانيا. اتُّهِم بتزوير الوثائق، وتسهيل التبني غير القانوني، والاحتجاز غير القانوني، وتزوير تسجيل المواليد. وواجه عقوبة تصل إلى 11 سنة في السجن إذا أُدِين.

زعمت مادريغال أن فيلا زور شهادة ميلادها كي تظهر والدتها بالتبني إينيس بيريز، التي توفيت الآن، كوالدتها البيولوجية. اعترف فيلا في البداية بتوقيع شهادة ميلادها التي تنص على أن والديها بالتبني هما الوالدان البيولوجيان، لكنه قال في وقت لاحق إن التوقيع لم يكن توقيعه. واعترفت محكمة إسبانية بأن فيلا أدى دوراً في عملية الاختطاف، لكنه لم يواجه إدانة لأن مادريغال انتظرت وقتاً أطول مما يجب لتقديم شكوى.

في النهاية، وجدت عائلتها الحقيقية من خلال اختبارات الحمض النووي التي أجرتها شركة التحليل الجيني الأميركية "توينتي ثري أند مي". وتعتقد مادريغال، وهي نائبة رئيس مؤسسة "إنفوجينز"، التي تسعى إلى مساعدة الناس في العثور على عائلاتهم من خلال اختبارات الحمض النووي، بأن إسبانيا يجب أن تعالج هذه المسألة بقانون.

كانت الحكومة الائتلافية اليسارية في إسبانيا قد وعدت بوضع تشريع لتقديم مساعدة الدولة إلى العائلات التي كافحت لسنوات، بل لعقود، للعثور على أحبائها. لكن الوقت المتاح للحكومة قبل الانتخابات في يوليو (تموز) نفد ولم يصبح مشروع القانون قانوناً قط.

وبعدما أنتجت الانتخابات برلماناً مشلولاً، تحاول إسبانيا تشكيل حكومة. لكن الاستقطاب السياسي في البلاد يعني أن هذا الوضع قد يستغرق بقية العام أو قد تُجرَى انتخابات جديدة العام المقبل. وثمة أمل ضئيل في أن يصبح قانون "الأطفال المسروقين" حقيقة واقعة قريباً.

وجد المحققون الإسبان 51 ألفاً و266 حالة لأطفال أُخِذوا من عائلاتهم الحقيقية بين عامي 1937 و1954 بموجب قوانين صدرت خلال عهد الديكتاتورية، في حين حقق مدعون عامون في ألفين و138 زعماً في شأن أطفال مسروقين بين عامي 2011 و2021 – شملت مزاعم تتعلق بحالات تعود إلى الثمانينيات والتسعينيات – وفق تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية. وفي هذه الحالات، حُوكِم 526 شخصاً، لكن التهم كلها أُسقِطت.

ويُعَد "قبل كل شيء ليلاً" الأحدث في سلسلة من الأفلام الإسبانية التي تتعامل مع المراحل المزعجة في الماضي القريب للبلاد. عام 2021، أطلق المخرج الحائز جائزة الأوسكار بيدرو ألمودوفار "أمهات موازيات"، الذي تعامل مع عائلات لا تزال تبحث عن أقارب لها قُتِلوا أثناء الحرب الأهلية أو بعدها وأُلقُوا في مقابر جماعية.

لم يكن نظام فرانكو الديكتاتورية الوحيدة التي استخدمت سرقة الأطفال كأداة سياسية ضد المعارضين. في الأرجنتين، "اختفى" ما يصل إلى 30 ألف شخص على أيدي المجلس العسكري الذي حكم البلاد من عام 1976 إلى عام 1983. وأعطى أطفالاً يتامى إلى أسر يمينية، ما يثير احتجاجات تحض الحكومة على التحقيق في المسألة. وفي نهاية المطاف، أُنشِئت لجنة لتقصي الحقائق.

وفي إسبانيا، لم يبدأ أي تحقيق من هذا القبيل، ويرجع ذلك جزئياً إلى قانون العفو الصادر عام 1977 والذي منع الملاحقات القضائية بأثر رجعي في مسائل تعود إلى عهد الديكتاتورية.

بالنسبة إلى البعض، مثل روث بويرتاس، يستمر البحث عن أقارب مفقودين. عندما أنجبت ابنها عام 1993 في عيادة خاصة ببلباو في الشمال الغربي لإسبانيا، أخبرها الطاقم الطبي أنه مات. ورفضت تصديق الأطباء والممرضات، وحصلت على أمر من القاضي لاستخراج الجثة – فقط لتجد التابوت خالياً من أي جثة.

تقول بويرتاس، وهي أم لابنتين تبلغ 49 سنة: "رأيت ابني بعدما ولدته، لذلك أعرف أنه كان على قيد الحياة. الألم لا يتوقف أبداً. لقد مضى أكثر من 30 سنة. لا أتجاوز ذلك أبداً. أردت أن أسميه إريتز لكنهم لم يسمحوا لي بذلك. أعتقد بأن الناس الذين اهتموا به أطلقوا عليه اسماً آخر، أما بالنسبة إلي فهو إريتز".

سيُعرَض "قبل كل شيء ليلاً" في مهرجان لندن السينمائي يومي 5 و7 أكتوبر (تشرين الأول). كذلك عُرِض في مهرجان فينيسيا السينمائي

 

 

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات