Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عودة المومياء"... طيف مارغريت ثاتشر في السياسة البريطانية

استحضر ريشي سوناك ذكرى ثاتشر للدفاع عن سياسته للتصدي لتغير المناخ: بالطبع فعل ذلك، فلقبضتها الحديدية المعهودة تأثيرها على شرائح معينة من المحافظين

 "ما الذي كانت مارغريت لتفعله؟" يواصل هذا السؤال هيمنته على أجزاء كبيرة من حزب المحافظين (غيتي)

ملخص

استحضر ريشي سوناك ذكرى ثاتشر للدفاع عن سياسته للتصدي لتغير المناخ: بالطبع فعل ذلك، فلقبضتها الحديدية المعهودة تأثيرها على شرائح معينة من المحافظين.

كان ادعاء ريشي سوناك بأنه "ثاتشري" أحد أول الأشياء التي عرفناها عنه عندما ظهر في الواجهة للمرة الأولى، بعد أن اختاره بوريس جونسون للوقوف نيابة عنه في منبر رئيس الوزراء خلال المناظرات التلفزيونية في انتخابات 2019، وكانت تلك إحدى حقائق السيرة الذاتية عنه التي عادة ما تظهر في أي ملف لشخص سمي فجأة زعيماً مستقبلياً للمحافظين.

كان معجباً بمارغريت ثاتشر منذ كان يدرس آخر سنتين في الثانوية في كلية وينشستر، وفي ذلك الوقت كانت ثاتشر النجمة الذي تدور السياسة في فلكها، كما يعود جزء كبير من سر نجاح توني بلير خلال انتخابات عام 1997 في أنه ادعى أنه يمثل الروح الثاتشرية بصورة أفضل من جون ميجور، وقد اعتقد روبرت مردوخ وكثير من محرريه وكتاب عموده ذلك بالتأكيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن سوناك الشاب لم يعتقد ذلك، ففي سن الـ 17 كتب مقالة لصحيفة المدرسة يحذر من أن بلير سيحاول أخذ بريطانيا إلى "الدولة الأوروبية العظمى"، ولذلك كان سوناك من ذلك النوع من الثاتشريين الذين نزعوا نحو التشكيك المتطرف في أوروبا، وذلك هو الاتجاه الذي كانت ثاتشر تتحرك نحوه خلال أعوامها الأخيرة، ولن ينسى بعض المحافظين أبداً مؤتمر ويليام هيغ الثاني للمحافظين عندما أعلنت من دون جدوى: "خلال حياتي جاءت جميع مشكلاتنا من أوروبا القارية".

ومع ذلك فقد توفيت قبل استفتاء الاتحاد الأوروبي عام 2016 ولم تفدنا بشيء أيضاً، وبالتالي خلقت ما يشبه صنعة بحد ذاتها تقوم على التكهنات بما كانت ستصوّت له لو أنها على قيد الحياة. وكما أشار البروفيسور فيليب كاولي، يعتقد أنصار البقاء أنها كانت ستصوت للبقاء، ويعتقد أنصار الخروج أنها كانت ستصوت للخروج.

"ما الذي كانت مارغريت لتفعله؟" يواصل السؤال هيمنته على أجزاء كبيرة من حزب المحافظين حتى الآن بعد 33 عاماً من إطاحتها، فأطر السباق على القيادة في العام الماضي بين ليز تراس وسوناك على أنه سباق بين نسختين متنافستين من الثاتشرية، وكانت تراس مخطئة تماماً لأن ثاتشر كانت ستشعر بالهلع من فكرة الخفوض الضريبية غير الممولة، أما سوناك فكان دقيقاً تاريخياً وأصر على أن موازنة الموازنة تأتي أولاً، ومع ذلك فازت تراس في منافسة الشبه بعد أن ذهبت إلى حد ارتدائها ما يشبه أحد أزياء ثاتشر.

وبعد الطريقة التي انتهت بها قصة تراس ربما فكرتم في أن الوقت قد حان لإحالة الاستشهاد بثاتشر إلى التقاعد، لكن لا. "عودة المومياء"، كان هذا عنوان فيلم عام 2001 التقطه كتاب العناوين الرئيسة عندما خرجت ثاتشر في ظهور علني نادر خلال تجمع المحافظين في انتخابات ذلك العام التي خسرها هيغ خسارة مدوية.

والأسبوع الماضي عادت تراس زاعمة بحبور أنها كانت على حق طوال الوقت، على رغم خذلانها من قبل المؤسسة يسارية النزعة التي حكمت البلاد خلال 13 عاماً من حكم ما يطلق عليهم لقب "التينو" (المحافظون بالاسم فقط)، وبالمناسبة من قبل الشعب البريطاني، الذين ترى تراس أنهم أكثر يسارية مما ينبغي، لذلك كان من الطبيعي أن يسأل نك روبنسون من هيئة الإذاعة البريطانية الذي أجرى مقابلة مع سوناك من داخل غرفة ثاتشر في "10 داونينغ ستريت" (في غرفة المكتب في الطابق الأول حيث كانت تحب العمل)، عما كانت ستفعله في شأن تباطؤ سياسات الصافي الصفري، بالنظر إلى أنها كانت رائدة في مجال تغير المناخ.

نفى سوناك أنه كان يبطئ التحرك نحو الصفر الصرف قائلاً إنه كان يجعل الأمر أكثر واقعية، وقال "أعتقد أن مارغريت ثاتشر كانت ستوافق على أنه ليس من الصواب مجرد تأكيد عنوان رئيس واللهاث وراء شعبية قصيرة الأجل قد تحصدها، من دون خطة واضحة وقابلة للتنفيذ لكيفية تحقيق ذلك".

هذه نسخة من التاريخ البديل أكثر هزالة من التكهن بكيفية تصويت ثاتشر عام 2016، أو كيف كانت ستتعامل مع العواقب المالية لفيروس كورونا. (على رغم أننا يمكن أن نكون على درجة معقولة من اليقين في أنها لم تكن لتسمح أبداً لوزير خزانتها بجلب مخطط إجازة إجبارية مدفوعة أو غير مدفوعة 'furlough' يشبه مخطط سوناك بأي شكل من الأشكال).

صحيح أن ثاتشر كانت أول الزعماء العالميين الذين أدركوا تهديد الاحترار العالمي، فأنا أذكر الصدمة التي أحدثها خطابها أمام نشطاء حزب المحافظين في مارس (آذار) 1990 بعد خمسة أشهر من خطابها التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان الأمر مفاجئاً لسببين، الأول هو أنها كررت تحذيرها من تغير المناخ للجمهور المحلي، والثاني أنها أخطأت قراءة شاشة الخطبة فتحدثت عن البحار الصافية التي نطقتها "البجار الصافية".

لقد تغير الجدل في تغير المناخ بسبب كل الاعتراف منذ ذلك الحين، ومن غير المجدي التكهن بما سيكون عليه موقفها الآن وهي في سن الـ 97 افتراضاً، لكنه ممتع أيضاً ويمكن لأي شخص الانضمام إليه، وشخصياً أعتقد أنها لم تكن لتفعل شيئاً من قبيل ما ابتكره حزب العمال الجديد من إدراج أهداف في التشريع كما لو كان مجرد إعلان هدف في قانون برلماني سيجعله يتحقق.

لذلك أعتقد أن سوناك محق في اقتراح أنها كانت ستكون أكثر صرامة فيما إذا كان الهدف هو الهدف الصحيح وكيف سيتم تحقيقه، ولا أعتقد أنها كانت ستتفق مع تيريزا ماي على جعل صافي الكربون الصفري بحلول عام 2050 السياسة الرسمية لحكومة المملكة المتحدة، وهو أمر لا يستطيع سوناك قوله.

ومن المثير للاهتمام أن الأمر يتطلب من رئيس وزراء سابق آخر التلميح إليه، "انظروا إلى تعليق توني بلير الأخير بأن خفض انبعاثات الاحتباس الحراري في المملكة المتحدة لم يكن الجزء الأكثر أهمية في الجهود المبذولة لكبح تغير المناخ".

لكننا الآن نجنح صوب مجال مختلف من التاريخ البديل وهو "ما الذي كان توني سيفعله؟".

ربما يكون من الأفضل ببساطة الحكم على سياسات سوناك على أساس مزاياها وليس في ما يتعلق بأسلافه، وبدلاً من ذلك، على وجه الخصوص، استحضار رئيسة وزراء مثيرة للجدل توفيت قبل عقد من الزمن.

© The Independent

المزيد من تحلیل