ترحب السعودية بانضمام هواة رياضة كرة السلة من كل الجنسيات، إلى جانب محترفيها تحت مظلتها رياضياً للمشاركة ضمن المنافسات الرسمية أو الأغراض الترفيهية محلياً ودولياً، اعترافاً بمكانة اللعبة الثانية على الصعيد العالمي، وإقراراً بشعبيتها الجغرافية على صعيد الأكاديميات والأحياء والجاليات والشركات.
يأتي ذلك في حين انقضى العام الأول على إنشاء رابطة هواة كرة السلة في السعودية، واختتم الاتحاد السعودي بطولة (الرياض كويست) إحدى بطولات رابطة الهواة التي أقيمت خلال الفترة من 28 سبتمبر (أيلول) إلى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي على ملاعب مدارس التربية الإسلامية في العاصمة الرياض، في حدث شارك فيه هواة من كل الجنسيات، خصوصاً فئات واسعة من المقيمين المواليد في السعودية، الذين ظلت الأندية الرياضية تستفطبهم، في سياق الزخم الكبير الذي تشهده الرياضة في البلاد بشكل موسع، تجاوز المنطقة العربية إلى الأقطار الأبعد حول العالم.
ووفقاً للاتحاد الدولي لكرة السلة هناك نحو 450 مليون لاعب كرة سلة مسجل في جميع أنحاء العالم، ويشمل هذا الرقم اللاعبين المحترفين والهواة، سواء كان ذلك لأغراض ترفيهية أو مسابقات منظمة، وتبرز الولايات المتحدة على رأس الدول الأكثر اهتماماً باللعبة. وهناك 351 مؤسسة تحت مظلة الرابطة الوطنية للألعاب الجماعية NCAA ترعى فرق القسم الأول لكرة السلة للسيدات مع 348 فريقاً ونحو 5000 طالبة رياضية في كرة السلة للسيدات مؤهلة للمنافسة على البطولات الوطنية.
هواية جودي
من بين الهواة تروي اللاعبة السورية المقيمة في السعودية جودي أتاسي تجربتها الخاصة في ممارسة هواية رياضة كرة السلة، واصفة إياها بالمؤثرة "بمجرد أن لمست يداي الكرة أول مرة عرفت أنها ما أريد فعلاً".
تسهم أنشطة وفعاليات الهواة الممتدة ضمن مواقع جغرافية متنوعة في بقاع البلاد باختلاف حجمها من ناحية عدد الأفرقة واللاعبين إيجاباً في مشروع رياضة كرة السلة على صعيد محلي في اللعبة التي تشارك ضمن دورة الألعاب السعودية في نسختها الثانية بجانب 53 رياضة أساسية أخرى.
التقاء المصلحة
من خلال (شقيقتها) تعرفت جودي على اللعبة التي احتلت موقعاً في قلبها "أشك أنني أستطيع التوقف عن ممارستها". ويلفت نظرها من اللاعبين على الصعيد العالمي من لاعبي كرة السلة الأميريكيان المحترفان ستيف كاري وليبرون جيمس.
تقول أتاسي إن التواصل في اللعبة هو سر الفوز فيها، فماذا تعني بذلك؟ "أعني أنها لعبة جماعية تؤسس مبدأ الروح الجماعية والفوز فيها ركيزته تفعيل نقطة التقاء المصلحة بين المجموعة نفسها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تمارس أتاسي كرة السلة منذ أربعة أعوام، وتقول "اكتشفت شغفي بكرة السلة خلف كل تجربة، وفي كل مرة أجد في انخراطي بها سعادة تعزز كونها رياضتي المفضلة، وأطمح من خلالها لصناعة تجربة تخصني ينظر إليها الآخرون باحترام مستقبلاً".
لعبة شعبية
إلى جوار ملايين الهواة عثرت هيفاء أحمد هي الأخرى على متعتها في كرة السلة من بيت الجيران، ومضت في حكايتها قائلة "جيراننا مولعون برياضة كرة السلة ويمارسونها وسط بيتهم، وكنت أشاركهم اللعب حال زرتهم حتى وجدت نفسي فيها ووجدت فيها السعادة".
تمتد تجربة هيفاء في ممارسة كرة السلة لسنوات عدة داخل الرياض "في عام 2019 حصلت على شهادة تدريب من الاتحاد الدولي (الفيفا) تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة السلة أولى دفعات المدربين داخل السعودية، ومن خلالها عملت في مجال تدريب السيدات ضمن نادٍ خاص".
في ضوء تجربتها دربت هيفاء "نحو 50 سيدة من أعمار متفاوتة وجدت من خلالهن إقبالاً لافتاً على ممارسة اللعبة والاستمرار فيها". تضيف أيضاً "أسست فريقاً نسائياً لكرة السلة بعض عناصره ارتبطن أخيراً ضمن نوادٍ رياضية عريقة". أردفت "تحظى اللعبة بقبول شعبي والسعادة فيها تنتقل تلقائياً، وأن من يجربها لا يستطيع التوقف عن ممارستها والاستمتاع بها".
وأعلن الاتحاد السعودي موعد انطلاق الدوري النسائي لكرة السلة للموسم الحالي في بداية يناير (كانون الثاني) 2024 بمشاركة ثمانية أندية وأكاديميات.