يترك جيريمي كوربين خيار دعم رئيس وزراء انتقالي بديل مفتوحاً، من خلال تعهده ببذل "كل ما هو ضروري لوقف الخروج الكارثي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق".
وفي خطاب من المقرر أن يلقيه في منطقة ميدلاندز بوسط البلاد، لن يستبعد زعيم حزب العمال المعارض تأييد بديل مؤقت آخر، بعد ما رفض الديمقراطيون الأحرار والأعضاء المتمردون من حزب المحافظين، تسلمه رئاسة الحكومة لتفادي الخروج المتهور في 31 أكتوبر (تشرين الأول).
إلى ذلك، قال مساعدو كوربين إن تركيزه ما زال منصباً على السعي لإقناع النواب بدعمه، إذا كانت الإطاحة ببوريس جونسون ممكنة في اقتراع حجب الثقة، ووصف مباركة وصوله إلى 10 داوننغ ستريت بأنها الحل "الأبسط والأكثر ديمقراطية".
وكانت آمال الزعيم العمالي قد تبخرت خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي، عندما قال اثنان من كبار المتمردين من حزب المحافظين، وهما دومينيك غريف وأوليفر ليتوين، إن كوربين لم يكن قائداً مقبولاً لـ "حكومة طوارئ".
في هذا السياق، من المتوقع أن يقول كوربين للجمهور حين يخطب فيه بمنطقة كوربي التي يمثلها نائب محافظ في مجلس العموم فاز بالمقعد بأغلبية ضئيلة، "سنبذل قصارى جهدنا لوقف الخروج الكارثي بدون اتفاق، والذي لا تمتلك هذه الحكومة أي تفويض للقيام به".
توحي هذه الكلمات بأن حزب العمال سيرضى ببديل عن كوربين، لرئاسة الوزراء بشكل مؤقت، أو بتشريع لتقييد صلاحيات رئيس الوزراء جونسون، في حال عدم نجاح الزعيم العمالي في نيل الدعم المطلوب للوصول الى رئاسة الوزراء.
سيضيف كوربين موضحاً "أن فشل حزب المحافظين في موضوع بريكست، وميله نحو اليمين المتشدد، قد أثارا الأزمة التي يواجهها بلدنا هذا الخريف... بعد الفشل في التفاوض على صفقة للخروج من الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تحمي الوظائف ومستويات المعيشة ، فإن المحافظين بقيادة بوريس جونسون يجرون البلاد نحو حافة هاوية الخروج من دون اتفاق".
وكان زعيم حزب العمال قد تعهد الأسبوع الماضي، بالدعوة إلى انتخابات عامة فورية، للتخفيف من مخاوف نواب المعارضة، وبإجراء استفتاء "القول الفصل" على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال فوزه.
لكن زعيمة حزب الديموقراطيين الأحرار ’جو سوينسن’ وصفت الخطة بأنها "هراء"، لأن كوربين لايستطيع في رأيها توحيد النواب، رغم أنها وافقت لاحقاً على إجراء محادثات معه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما غريف، المدعي العام السابق والمتواطئ البارز في حزب المحافظين، فقد وجّه له ضربة عندما قال "أنا لست على وشك تسهيل وصول جيريمي كوربين إلى داونينغ ستريت"، وهو الموقف الذي أيده السير أوليفر.
بدوره قال فينس كابل إن الديمقراطيين الأحرار أرادوا ضمانة من كوربين بأنه إذا لم يتمكن من الفوز بدعم مجلس العموم ليكون رئيساً مؤقتاً للوزراء، فإنه سيدعم مرشحاً آخر.
وسيقول كوربين في الكلمة المزمع إلقاؤها في كوربي " يعتقد حزب العمال أن القرار بشأن كيفية حل قضية بريكست يجب أن يعود إلى الناس ... وإذا كانت هناك انتخابات عامة هذا الخريف، فسيلتزم حزب العمال بإجراء تصويت شعبي، لإعطاء الناخبين الكلمة الأخيرة، مع خيارات موثوقة للجانبين، بما في ذلك خيار البقاء".
وسيضيف زعيم المعارضة أنه على الرغم من أن خروج بريطانيا من دون اتفاق هو تهديد كبير للبلاد، فهي تواجه مشكلات أكبر، تضعها على "مفترق طرق".
من جهته، يصر رئيس الوزراء على أن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما زالت ممكنة، وذلك قبل إجراء محادثات في برلين وباريس هذا الأسبوع ، لكنه ما زال متمسكاً بالخروج تزامناً مع عيد الهالوين في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل "مهما كلف الأمر".
© The Independent