النفط يرتفع مع تركيز الأسواق على شح الإمدادات

ارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات الباكرة، اليوم الأربعاء، إذ ركزت الأسواق على شح الإمدادات قبل فصل الشتاء والهبوط السلس للاقتصاد الأميركي، وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 33 سنتاً، بما يعادل 0.4 في المئة، إلى 94.29 دولار للبرميل، في حين صعدت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط الأميركي" 31 سنتاً، أو 0.3 في المئة، إلى 90.70 دولار.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات الصناعة الصادرة أمس أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي 1.6 مليون برميل في مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 300 ألف برميل تقريباً، ومع ذلك استمر قلق الأسواق في شأن انخفاض مخزونات الخام الأميركية في مركز التخزين الرئيس في كاشينغ بولاية أوكلاهوما إلى ما دون الحد الأدنى من مستويات التشغيل.

ضغوط

ويمكن أن يؤدي مزيد من الخفوضات في كاشينغ، نقطة تسليم العقود الآجلة للخام الأميركي، إلى فرض ضغوط صعودية جديدة على أسواق النفط لأنها ستزيد شح المعروض الناجم عن خفض الإمدادات الذي أقدمت عليه منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+).
وتعليقاً على ذلك قال رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) في مينيا بوليس نيل كاشكاري أمس، إن "الهبوط السلس لأكبر اقتصاد في العالم هو الاحتمال الأرجح"، مستدركاً "لكن هناك احتمالاً نسبته 40 في المئة للحاجة إلى رفع أسعار الفائدة على نحو هادف للتغلب على التضخم"، ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة كلف الاقتراض مما يفضي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.

"أرامكو" تشتري حصة في "شينغهونغ" الصينية

وفي سياق قريب الصلة، قالت شركة "جيانغسو إيسترن شينغهونغ" الصينية الخاصة إنها أبرمت اتفاقاً مبدئياً مع شركة "أرامكو" لتصبح الشركة السعودية العملاقة بموجبه مالكة لحصة أقلية في وحدتها للتكرير والبتروكيماويات.

وبموجب الاتفاق الإطاري ستكون "أرامكو" مستثمراً استراتيجياً في "شينغهونغ" التي تشغل مصفاة ومجمعاً للبتروكيماويات في إقليم جيانغسو شرق البلاد.

من جهتها قالت "أرامكو" في بيان منفصل إنها "تتطلع إلى استثمار يمثل نحو 10 في المئة في شينغهونغ للبتروكيماويات"، مضيفة أن "الشركتين تعتزمان أيضاً التعاون في مشروع توسعة كبير من دون أن تقدم تفاصيل".
ووفقاً لإفصاح للبورصة تتطلع الشركتان إلى التعاون في مجالات مثل إمدادات النفط الخام في الأمد الطويل وتسويق الوقود المكرر والمنتجات الكيماوية، فضلاً عن ترخيص تكنولوجيا التصنيع ذات القيمة المضافة العالية.
وتشغّل "شينغهونغ للبتروكيماويات"، إحدى مصافي التكرير الحديثة في الصين، وحدة بطاقة 320 ألف برميل يومياً في مدينة ليانيونقانغ الساحلية.

بريطانيا تطور حقل "روزبانك" للنفط والغاز

في الأثناء، أعطت بريطانيا الضوء الأخضر لشركة "إكوينور" لتطوير حقل روزبانك للنفط والغاز ببحر الشمال، في خطوة من المرجح أن تثير انتقادات جديدة من الناشطين في مجال البيئة، وستستثمر "إكوينور" التي تمتلك حصة غالبية في "روزبانك"، أحد أكبر حقول النفط والغاز غير المطورة على الجرف القاري لبريطانيا، نحو 3.8 مليار دولار جنباً إلى جنب مع شريك لها لتطوير الحقل.
ومن المرجح أن يشعل هذا الإعلان الجدل من جديد حول استراتيجية بريطانيا في شأن تغير المناخ بعد أن قام رئيس الوزراء ريشي سوناك الأسبوع الماضي بتخفيف خطط البلاد لتحقيق هدف الوصول بالانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050، ويطالب نشطاء البيئة حكومة حزب "المحافظين" بوقف تطوير مشروع "روزبانك" قائلين إنه يتعارض مع خطة الوصول بالاقتصاد إلى صافي انبعاثات صفري، إلا أن سوناك أكد دعمه أعمال التطوير في بحر الشمال في يوليو (تموز) الماضي، وقال إن "بريطانيا في حاجة إلى وقود أحفوري محلي جديد لتعزيز أمن الطاقة".
ومن المتوقع أن ينتج الحقل 300 مليون برميل من النفط خلال عمره الافتراضي، وقالت الهيئة الانتقالية لبحر الشمال "وافقنا اليوم على خطة تطوير حقل روزبانك بما يسمح للمالكين بالمضي قدماً في مشروعهم".