Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

"اندبندنت عربية" تنشر وثيقة سودانية للأمم المتحدة لإنهاء الحرب

قدمها الحارث إدريس للأمين العام أنطونيو غوتيريش وتتضمن خارطة طريق لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد

أعرب سفير السودان بالأمم المتحدة عن أمله بأن تحظى هذه الوثيقة بالاهتمام وأن تجد الدعم اللازم (اندبندنت عربية)

ملخص

تحوي الوثيقة المعنونة باسم "خارطة الطريق الحكومية"، بإيجاز رؤية حكومة السودان في شأن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد في ظل التطورات الراهنة.

في وقت تعهد قائدا الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) مواصلة القتال الدائر بينهما منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 من دون هوادة حتى تحقيق النصر، نافيين في خطاب لكل منهما عقب إعلان الجيش الخرطوم حرة وخالية من قوات "الدعم السريع" بعد سيطرته الكاملة على مطار الخرطوم الدولي، التوصل إلى أي اتفاق بينهما لوقف هذا النزاع، بعدما راجت إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى ذلك، حصلت "اندبندنت عربية" على وثيقة قدمها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، لأمينها العام أنطونيو غوتيريش في الـ10 من مارس (آذار) الماضي، تتضمن خارطة طريق لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وتحوي الوثيقة المعنونة باسم "خارطة الطريق الحكومية"، مذيلة بسري للغاية وشخصي، بإيجاز رؤية حكومة السودان في شأن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد في ظل التطورات الراهنة، وبحسب الوثيقة "تعكس هذه الخارطة التزام الحكومة السودانية التعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار، وتتضمن خطوات عملية تهدف إلى وقف النزاع وإعادة النازحين واستئناف الحياة العامة وترتيبات المرحلة الانتقالية لما بعد الحرب".

وأعرب سفير السودان بالأمم المتحدة عن أمله بأن تحظى هذه الوثيقة بالاهتمام وأن تجد الدعم اللازم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع الأمم المتحدة لدعم تنفيذ هذه الخطة وتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

ضمانات وتعهدات

وورد في الوثيقة "في ظل التطورات السريعة التي تشهدها الأحداث في السودان، تود الحكومة السودانية أن تقدم شكرها وتقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم السلام والاستقرار في بلادها، إننا في السودان نرحب بجهود الأمم المتحدة في دعم عملية السلام وتعزيز الاستقرار والأمن بالبلاد، كما نثمن دورها في توفير المساعدات الإنسانية للسودانيين المتأثرين بالحرب التي فرضتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية على الشعب السوداني، ونؤكد أهمية التعاون بيننا لتحقيق السلام والاستقرار، ونؤيد الجهود التي تهدف إلى تعزيز هذا التعاون، كما نأمل أن تستمر الأمم المتحدة في دعمها مسيرة السلام والاستقرار والتحول المدني الديمقراطي، وأن نعمل معاً لتحقيق هذا الهدف النبيل".

 

 

وبحسب الوثيقة، فإن حكومة السودان تتبنى هذه الخارطة بحيث يمكن أن يكون هناك وقفٌ لإطلاق النار، لكن يجب أن يتخلله الانسحاب الكامل من ولاية الخرطوم وكردفان ومحيط الفاشر والتجمع في ولايات دارفور التي يمكن أن تقبل بوجود الميليشيا في مدة أقصاها 10 أيام.

اقرأ المزيد

وشددت الوثيقة على أن تكون بداية عودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، فضلاً عن ضرورة استعادة الحياة ودولاب العمل في مؤسسات الدولة المختلفة مع صيانة البنى التحتية الضرورية مثل المياه والكهرباء والطرق والصحة والتعليم، على ألّا تزيد مدة تنفيذ هذا الأمر على ستة أشهر.

 

 

وطالبت الوثيقة بتوفير الضمانات اللازمة والتعهدات بإنفاذ الخطوات السابقة بضمان ورقابة جهة يُتفق عليها مع الأمم المتحدة، مؤكدة أنه بعد إكمال الأشهر التسعة يمكن الدخول في نقاش وتفاوض مع الجهة الراعية حول مستقبل الميليشيا المتمردة، وتشكيل حكومة من المستقلين تشرف على فترة انتقالية تُدار فيها الدولة بعد الحرب، وإدارة حوار سوداني - سوداني شامل داخل السودان ترعاه الأمم المتحدة ولا يستثني أحداً، يقرر خلاله السودانيون مستقبل بلادهم.

تصعيد خطابي

وكانت الساحة السودانية شهدت عقب إعلان تحرير الخرطوم ارتفاع لغة التصعيد العسكري في خطابين أدلى بهما طرفا الحرب في السودان، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إذ أكد كل منهما مواصلة الحرب حتى النهاية، وسعي كل طرف إلى القضاء على الآخر. ويأتي خطابا البرهان وحميدتي بعد متغيرات ميدانية كبيرة، إذ أعلن الجيش أخيراً السيطرة الكاملة على الخرطوم بعد هزيمة "الدعم السريع" في كل أجزائها.

وبينما تعهد البرهان في خطاب لمناسبة عيد الفطر أن تقاتل قواته حتى النصر، مستبعداً التوصل إلى سلام مع "الدعم السريع" ما لم تسلم أسلحتها، تعهد حميدتي من جانبه بأن قواته التي انسحبت من الخرطوم ستعود إليها أشد قوة ومنعة وانتصاراً.

 

 

وأثارت أنباء عن انسحاب قوات "الدعم السريع" من الخرطوم من دون قتال كبير، جدلاً واسعاً حول وجود اتفاق بين الطرفين، لكن البرهان و"حميدتي" أكدا أنه لا صحة إطلاقاً لهذا الحديث. وتتمركز قوات "الدعم السريع" عقب انسحابها من الخرطوم في منطقة جبل أولياء وضواحي جنوب وغرب أم درمان في الخرطوم الكبرى.

ويحقق الجيش السوداني تقدماً في محاور عدة، إذ تمكن من استرداد أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وكامل ولاية الجزيرة وفك حصار مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، فضلاً عن استرداد كامل ولاية سنار والنيل الأبيض، مكبداً قوات "الدعم السريع"خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. 

ومنذ بداية الحرب يُتهم طرفا النزاع بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين واستهداف أحياء سكنية بشكل عشوائي، وتواجه قوات "الدعم السريع" تحديداً اتهامات بالنهب والعنف الجنسي الممنهج والاستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب انتهاكات ترتكبها قواتهما في الحرب، مُتهمة دقلو تحديداً بارتكاب مذابح في دارفور.

ومنذ اندلاع الحرب قتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من 12 مليوناً، مما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، كذلك تسببت الحرب في انقسام البلاد بين مناطق يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق، بينما تسيطر "الدعم السريع" على معظم إقليم دارفور في غرب السودان ومناطق في الجنوب.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المزيد من وثائق