Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهات "القيادة" في الخرطوم تدخل يومها الـ13

الجيش يقاتل "الدعم السريع" في العاصمة السودانية و"الجبهة الشعبية – جناح الحلو" في جنوب كردفان

سودانيون يتجمعون في أحد المستشفيات في مدينة القضارف، الأربعاء 27 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

ارتفع عدد النازحين في جنوب كردفان جراء الاشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية إلى 100 ألف يعيش معظمهم ظروفاً صعبة

واصل طرفا القتال في السودان، الجيش و"الدعم السريع"، أمس الأربعاء، عملياتهما العسكرية في عدد من الجبهات القتالية، حيث دارت لليوم 12 على التوالي مواجهات عنيفة في محيط القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم وسلاح المهندسين جنوب أم درمان وتدخل اليوم الخميس المواجهات يومها الثالث عشر، وجرى تبادل إطلاق المدفعية الثقيلة من منصات كلا الطرفين، مما تسبب في تصاعد سحب الدخان من المناطق المتاخمة لهما. وتجددت المعارك بين الجيش و"الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" جناح عبدالعزيز الحلو، حول مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المواجهات بين الجيش و"الدعم السريع" استمرت بوتيرة عنيفة، الأربعاء، في عدد من المحاور، حيث أطلق الجيش من قاعدة وادي سيدنا وكرري بشمال أم درمان عديداً من المدافع الثقيلة والصواريخ باتجاه قوات "الدعم السريع" المتمركزة في أحياء بري والرياض والمعمورة والمدينة الرياضية بالخرطوم، في المقابل أطلقت الأخيرة من منصاتها المتمركزة في الجبهتين الجنوبية والشرقية بالخرطوم مدافعها صوب القيادة العامة للجيش التي باتت ساحة معارك لم تهدأ بتاتاً.

وبينت المصادر أن قوات الجيش شنت أيضاً قصفاً مدفعياً كثيفاً على تجمعات "الدعم السريع" في أحياء أم درمان القديمة، بيد أطلقت الأخيرة عديداً من القذائف على سلاح المهندسين التابع للجيش الذي رد باستخدام القصف المدفعي على مواقع تابعة لـ"الدعم السريع" في منطقة حي المربعات جنوب أم درمان، حيث تسبب هذا القصف في مقتل اثنين من المدنيين نتيجة سقوط قذيفة بمنزلهما بمنطقة الفتيحاب القريبة من سلاح المهندسين.

هجوم كادقلي

وفي كردفان أكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش تصدت لهجوم من الحركة الشعبية لتحرير السودان على مدينة كادقلي من جهتي الشرق والشمال.

وبحسب المصادر، فإن قوات الحركة الشعبية تسللت منذ الصباح أمس الأربعاء عبر جبل حجر المك رحال وأحياء الدرجة الثالثة وأطلقت عدداً كبيراً من قذائف الكاتيوشا، لكن تصدت لها قوة من الجيش وطاردت المهاجمين إلى خارج المدينة. وأفاد شهود بأن الهجوم على كادقلي تسبب بفرار عدد كبير من مواطني الأحياء الشرقية للمدينة إلى المناطق الغربية منها.
في الأثناء، أوضح مفوض العون الإنساني بولاية جنوب كردفان عبدالله خميس، أن عدد النازحين بالولاية جراء الاشتباكات الدائرة بين الجيش والحركة الشعبية ارتفع إلى 100 ألف يعيش معظمهم ظروفاً صعبة ومعقدة وعرقلات في الحصول على الحاجات الأساسية في ظل حصار تفرضه قوات "الدعم السريع" على طريق كادقلي الأبيض لمسافة 105 كيلومترات، من الأبيض حتى مدينة الدبيبات، بينما تسيطر قوات الحركة الشعبية على طريق الدلنج- كادقلي بطول 140 كيلومتراً مما حرم مدينة كادقلي من إمدادات الدواء والغذاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


محاولة يائسة

سياسياً، أكد المستشار السياسي لقائد قوات "الدعم السريع"، يوسف إبراهيم عزت أن "الحديث عن حكومة قائمة الآن وأسماء وزراء مكلفين يمارسون مهامهم باسم الدولة السودانية استناداً إلى شرعية انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وفي ظل الانهيار الدستوري الذي حدث بعد إشعال فلول النظام البائد داخل المؤسسة العسكرية وخارجها لحرب 15 أبريل (نيسان)، هو بحث عن سلطة على جماجم شعبنا ومحاولة بائسة لقطع الطريق أمام تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على العدالة والسلام والحكم المدني الديمقراطي والنظام الفيدرالي الحقيقي". وأضاف عزت عبر منصة "إكس"، أن "‏شبق الفلول للسلطة وممارساتها الشكلية، سيدفع ببلادنا إلى هاوية أكثر عمقاً وسيفرض ضرورة قيام سلطة بديلة تلغي كل هذا الفساد والممارسات التي تتم باسم السودان تتشكل هذه السلطة في ظل حرب ولها شرعية توحيد البلاد، وتوحيد أن خيارات الشعب السوداني من أجل مستقبل خال من الحروب تسوده قيم العدالة والسلام".

حماية المدنيين

حقوقياً، رصد تقرير حديث أعده "محامو الطوارئ" في السودان حول القصف المدفعي والجوي في حرب الخرطوم، 160 حالة قصف راح ضحيتها 954 مدنياً، و2434 إصابة في الفترة بين 16 أبريل وحتى 19 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وبحسب التقرير، فإن من بين القتلى 130 طفلاً و94 امرأة في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان ونيالا والأبيض.

وحض محامو الطوارئ طرفي النزاع على التوقف عن عمليات القصف العشوائي واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق، والتمييز بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأهداف المدنية والعسكرية ووقف أي استهداف للمدنيين، مع ضرورة احترام مبدأ التناسب في استخدام القوة والتوقف عن شن أي هجوم يمكن أن يؤدي إلى قتلى أو جرحى في صفوف المدنيين أو إلى إضرار في الممتلكات لتحقيق مكسب عسكري مباشر أو ملموس لا يتناسب مع هذه الأضرار، فضلاً عن عدم استهداف الأعيان المدنية والمستشفيات ودور العبادة ومراكز الإيواء ومحطات الكهرباء والمياه والاتصالات، واستعداد الطرفين على كل المستويات للتعاون مع التحقيقات الدولية في انتهاكات القانون الإنساني الدولي بما في ذلك لجنة التحقيق المقترحة لاحقاً.

ودعا التقرير أصدقاء السودان من الدول "العمل على إحلال الأمن والسلام، وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين وحث طرفي الصراع على الامتثال للقانون الدولي الإنساني والقانون العرفي الإنساني، إضافة إلى الضغط على الطرفين من أجل إيقاف عمليات التهجير القسري الناجمة عن القصف العشوائي، التي تسببت في تفاقم حدة الأزمة الإنسانية في البلاد، إلى جانب دعم عمليات توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد التي تكشف ممارسات الطرفين الفظيعة وتفضح استمراريتها وانتهاكها مبادئ القانون الدولي.

كما طالب التقرير بدعم قضايا حقوق الإنسان في السودان عبر عضوية الدول في المجالس والمنظمات الدولية، وإيجاد طرق وآليات للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الطرفان بسبب القصف المدفعي والجوي، فضلاً عن اتخاذ مجلس الأمن إجراءات واضحة للجانبين بالكف فوراً عن أي هجمات موجهة ضد المدنيين والمرافق الطبية والمباني السيادية والمساجد، إلى جانب العمل من داخل مجلس الأمن لتوسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليشمل جميع مناطق السودان إضافة إلى دارفور والتحقيق في سقوط الضحايا المدنيين بسبب القصف المدفعي والجوي.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات