Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روبرت دي يؤذي إرث "سائق التاكسي" بالمشاركة في إعلان لـ"أوبر"

بالانضمام إلى أمثال هارفي كيتل الذي كان وجهاً دعائياً لشركة "دايركت لاين" وجودي دينش التي سوقت لموقع "ماني سوبرماركت"، يهدد الفنان الحائز على جائزتي "أوسكار" إرثه من خلال الإشارة إلى شخصيته في فيلم "سائق التاكسي" في إعلان تلفزيوني لتطبيق مشاركة الرحلات

هل تركب معي؟: كيف قد يبدو روبرت دي نيرو في إعلانه القادم عن أوبر (أيستوك/غيتي)

ملخص

بالانضمام إلى أمثال هارفي كيتل الذي كان وجهاً دعائياً لشركة "دايركت لاين" وجودي دينش التي سوقت لموقع "ماني سوبرماركت"، يهدد الفنان الحائز على جائزتي "أوسكار" إرثه من خلال الإشارة إلى شخصيته في فيلم "سائق التاكسي" في إعلان تلفزيوني لتطبيق مشاركة الرحلات بسيارات الأجرة: روبرت دي نيرو يلحق العار بنفسه ويؤذي إرث "سائق التاكسي" بالمشاركة في إعلان لـ"أوبر"

أتذكر عندما كنت مراهقاً، مشاهدة فيلم "سائق التاكسي" Taxi Driver  للمرة الأولى في جلسة واحدة إلى جانب "شوارع متوسطة" Mean Streets في إحدى دور السينما في لندن. بعد الانتهاء من مشاهدة فيلم النوار المفعم بالعنف الذي أخرجه مارتن سكورسيزي عام 1976، وفيه انتقاد لاذع للإسراف الأميركي الذي أعقب حرب فيتنام، رحت أقول لنفسي: "يا رجل، أتمنى أن يرجعوا إلى هذه القصة مرة أخرى، بعد سنوات عديدة، ويفضل أن يكون ذلك من أجل بيع حق الملكية الفكرية إلى تطبيق استغلالي لمشاركة الرحلات بسيارات الأجرة!"

وها هي أمنيتي تتحقق هذا الأسبوع، مع ظهور أخبار تفيد بأن روبرت دي نيرو - الممثل الذي حول مقولة ترافيس بيكل "هل تتحدث معي؟" إلى أحد أشهر الاقتباسات السينمائية - سيوظف مقاطعه الدرامية في إعلان لشركة "أوبر" لسيارات الأجرة ومشاركة الرحلات. كتب بول شريدر، مؤلف سيناريو "سائق التاكسي" على حسابه في "فيسبوك": "لا أستطيع استيعاب لماذا قد يقوم بوب بهذا"، محفزاً نفياً متسرعاً من مسؤولي الدعاية في شركة "أوبر" الذين قالوا إن الإعلان لن يشهد عودة دي نيرو في دوره الأيقوني ولا قوله عبارته الشهيرة. لكن في الحقيقة، هذه ليست إلا مواربة متقنة. إذا وضعت روبرت دي نيرو في سيارة أجرة - أي سيارة أجرة - فالإشارة إلى الفيلم واضحة. تماماً كما سيكون الأمر إذا جعلت دانييل كريغ يحمل كأس مارتيني، أو هاريسون فورد يرتدي قبعة رعاة البقر أو ميل غيبسون يحيط خصره بإزار اسكتلندي. المعنى الضمني؟ بيكل يحتل مقعد السائق مرة أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا هو النموذج الأحدث على المرض الذي ضرب "هوليوود" في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، هل تذكرون الفترة التي قضاها هارفي كيتل في إعادة تجسيد دور وينستون وولف (من فيلم "خيال رخيص" Pulp Fiction) في سلسلة من الإعلانات التجارية لشركة التأمين البريطانية "دايركت لاين"؟ الآن، بالنسبة إلى مشاهدي التلفزيون من جيل الشباب، يعتبر وولف الذي يؤديه كيتل رمزاً تجارياً شهيراً على غرار مغني الأوبرا جيو كومباريو، الوجه الإعلاني ذا الشاربين المعقوفين الذي يظهر في إعلانات موقع "غو كومبير"  أو حيوان السرقاط  الذي يحمل اسم ألكسندر أورلوف المقترن بموقع "كومبير ذا ماركت"، وليس مجرد شخصية ثانوية في الفريق التمثيلي لفيلم فاز بالسعفة الذهبية لدورة عام 1994 من مهرجان كان السينمائي. لكن كيتل بالكاد كان الأسطورة الوحيدة التي تحولت من الشاشة وابتلعتها دوامة الإعلانات التجارية: عاد جيف بريدجز بدور "ذا دود" الذي لعبه في فيلم "ليباوسكي الكبير" The Big Lebowski من أجل حملة دعائية لجعة ستيلا أرتوا، بينما رجع بيل ماري إلى عالم "يوم فأر الأرض" Groundhog Day للترويج لسيارات جيب، وقام كل من بيرس بروسنان وجودي دينش بإحياء شخصيتيهما في أفلام "جيمس بوند" James Bond لصالح مشروب دايت كولا وموقع "ماني سوبرماركت" لمقارنة أسعار التأمين على التوالي. ولعل الأمر الأكثر إثارة للحيرة هو أن ماثيو برودريك عاد في عام 2012 إلى شخصية فيريس بيولر من فيلم "إجازة فيريس بيولر" Ferris Bueller’s Day Off من أجل إعلان لـ هوندا، وهو تعاون سيئ بشكل بارز نظراً إلى تورطه في حادثة سيارة رفيعة المستوى شبه مميتة عام 1987.

أتمنى أن تفهموا قصدي، أنا أدرك أن على الممثلين كسب لقمة عيشهم، وأنهم غالباً ما يوظفون حاشية كبيرة من المتطفلين الذين يريدون نصيبهم من الكعكة. لا أستطيع لوم كيفن بيكون، الذي أصبح مرادفاً لشركة "إي إي" لشبكات المحمول في المملكة المتحدة بسبب إدمانه على الإعلانات، نظراً إلى قوله ذات مرة إنه خسر "معظم" أمواله بسبب عملية احتيال بونزي التي كان يديرها بيرني مادوف. كما أن الإعلانات تدر عوائد سهلة، وغالباً ما تتطلب أياماً من التصوير (بدلاً من أسابيع أو أشهراً) الذي يجري عادة في أماكن معتدلة. لكن يمكن القول إن دي نيرو هو أعظم ممثل سينمائي في جيله، ورجل كان له شرف المشاركة في بعض أفضل الأفلام في القرن الماضي. في عام 2019 ردد دي نيرو بصوته المهيب "من الرماد إلى الرماد" في إعلان لمخبوزات "وربيرتونز" بعنوان "البيغل الجيد"، فيضيف شريكه الهزيل في الإعلان "من الطبقة المقرمشة إلى الطبقة المقرمشة".

"لو كان هذا فيلماً لشاهدته بكل حب"، "ربما يكون أفضل نص حصل عليه منذ سنوات"، "سيكون من الرائع رؤية مزيد من هذا النوع من الإعلانات المستندة إلى أفلامه". هذه فقط حفنة مختارة من التعليقات المنشورة عبر موقع "يوتيوب" على الإعلان المذكور أعلاه. يلتهم الناس مثل هذه الأشياء كقطعة لذيذة من اللحم فوق خبز بيغل دافئ من إنتاج "وربيرتونز".

لكن الواقع المعقد للعمل، كما يشير شريدر، هو أن الممثلين لا يمتلكون حق مواصلة القصص خارج صفحات النص الأصلي. الأفلام أشياء حساسة وتكون بداياتها ونهاياتها متعمدة. كيف سيكون شعور الراحل جون هيوز تجاه بعض المديرين التنفيذيين لشركات الإعلانات عندما ابتكروا شخصية المراهق فيريس الذي صار في منتصف العمر وهو يتجول في لوس أنجليس بسيارة رباعية الدفع؟ عرضت مقالة نشرت في مجلة "علم النفس والتسويق" (وهي مجلة ممتعة) نتائج دراسة كشفت عن أن الشركات يمكن أن تخفف من أخطار التأثير السلبي للاستعانة بالمشاهير من خلال جعلهم يظهرون بشخصياتهم الدرامية. على سبيل المثال، كانت شخصية القزم ليغولاس من سلسلة "سيد الخواتم" The Lord of the Rings سفيراً تجارياً فعالاً أكثر من أورلاندو بلوم الذي لعب الشخصية على الشاشة الكبيرة. في عالم حيث تسير نعمة معرفة المشاهير جنباً إلى جنب مع مخاوف في شأن الصورة العامة السلبية أو ارتكاب سلوكيات غير مقبولة، يبدو الرجوع إلى الأفلام آمناً أكثر.

لكن الأمر يأتي مصحوباً بمخاطره: أطلقت شركة "بيليتون" المنتجة لدراجات التمرين الثابتة إعلاناً لقي ترحيباً (لفترة وجيزة) يظهر فيه كريس نوث بشخصية مستر بيغ التي يؤديها في مسلسل "الجنس والمدينة" Sex and the City بعد وقت وجيز من مقتل شخصيته في جزء"وهكذا ببساطة" And Just Like That الذي أعاد إحياء السلسلة. وبعد أيام فقط، ظهرت ادعاءات بسوء السلوك الجنسي، وتم سحب الإعلان. في تلك اللحظة، أصبح الرابط بين الممثل والشخصية غير قابل للفصم.

وكذلك، سيظل دي نيرو مرتبطاً دائماً بأعظم شخصياته في مخيلة الجمهور سواء كان هذا الحارس المضطرب ترافيس في "سائق التاكسي"، أو رجل العصابات العنيف جيمي في "رفاق طيبون" GoodFellas، أو الملاكم المضطرب جيك لاموتا في "ثور هائج" Raging Bull، أو اللص المطلوب ماكولي في "حرارة" Heat، أو الأرمل  حسن المظهر بن في "المتدربة" The Intern - وهو المفضل لدي، فإن شخصيات دي نيرو هي جزء منه. ليست التتمات جميعها مثل الجزء الثاني من فيلم "العراب" The Godfather، كما أن محو الخط الواضح بين السرد والتجارية لا يؤدي إلا إلى إضعاف هذه المناورة الصعبة. والاحتمال المرعب لتشكل عالم تتحول فيه الأفلام الأصلية وأجزاء التتمة والأجزاء اللاحقة السابقة والامتيازات إلى مجرد خلفيات لإعلانات مدرجة، ليس وهماً بعيداً كما يبدو.

لذا، نعم، يا سيد دي نيرو، أنا أتحدث إليك. دع "سائق التاكسي" و"رفاق طيبون" وشأنهما واستمتع بثروتك وتبجيلك العالمي. أو قم بإعادة تمثيل دورك في فيلم "الجد الفاسق" Dirty Grandpa، لأنني أفترض عدم وجود أي شخص مستعد لكتابة أية مقالة للتعبير عن قلقه حيال ذلك.

© The Independent

المزيد من منوعات