كشفت دراسة جديدة أن زيوت الخزامى أو اللافندر الموجودة في منتجات الصابون والشامبو ومنظفات الغسيل قد تتسبب في نمو غير طبيعي للثدي لدى الفتيان والفتيات حتى بدءاً من سن الثالثة.
صحيح أن بحثاً سابقاً ربط بين نمو الثدي غير الطبيعي لدى الفتيان من جهة وبين هذا النوع من الزيوت الأساسية من جهة أخرى، إلا أن الدراسة الأخيرة هي الأولى التي تدرس تأثير زيت الخزامى في الفتيات أيضاً.
ووجدت الدراسة أن المصابات بنمو الثدي المبكر أو بروز الثدي السابق لأوانه، أي حين ينمو الثدي قبل الأوان لدى الفتيات في سن دون الثامنة من دون أن يتزامن ذلك مع ظهور علامات البلوغ الأخرى، لاحظن اختفاء الأعراض لديهنّ بعد توقفهنّ عن استخدام منتجات زيت الخزامى.
يُذكر أن زيت الخزامى، وهو الزيت الأساسي الأكثر شعبية لدى الرجال والنساء في الولايات المتحدة، معروف بخصائصه المهدئة.
وخلال الدراسة، تعرّضت الفتيات المشاركات لعطر الخزامى وصابون الاستحمام وعصي معطرة بزيت الخزامى. كذلك تتبّعت الدراسة أيضاً حالة أحد الفتيان وهو مصاب بتضخم الثدي، أي النمو غير طبيعي للثدي لدى الصبيان. كان الصبي يتعرّض يومياً لعطر زيت الخزامى ولاحظ الانتفاخ في ثدييه في سن الرابعة.
في المقابل، كشفت الدراسة الأميركية إن الأطفال لاحظوا أن أنسجة الثدي لديهم عادت إلى مستواها الطبيعي عندما توقفوا عن استعمال منتجات الخزامى.
في هذا السياق، قال جيفري رامزي كبير الباحثين في الدراسة والزميل الباحث في "المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية" (NIEHS) التابع للحكومة الأميركية إن "لدى منتجات الزيوت الأساسية، على ما يبدو، القدرة على إحداث نمو مبكر للثدي عند الفتيات والفتيان الصغار، لذلك ربما من الأفضل أن نتوقّف عن تعريضهم لها".
وإلى اليوم كانت الدراسات السابقة بحثت حصرياً في كيفية تأثير الزيوت الأساسية في نمو أنسجة الثدي لدى الفتيان عِبر التأثير في مستويات هرموناتهم.
وعلى سبيل المثل، وجدت دراسة نشرت في مجلة "نيوإنغلند" الطبية عام 2007 أن ثلاثة من الفتيان قبل سن البلوغ يكبر حجم الثدي لديهم بعد استخدام منتجات تحتوي على زيوت الخزامى أو شجرة الشاي، فيما اختفت الأعراض عندما توقفوا عن استعمال تلك المنتجات.
وفي العام الماضي 2018، أشار فريق باحثين من "المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية" في الولايات المتحدة الأميركية، من بينهم الباحث رامزي، أن الزيوت الأساسية تؤثر في مستويات هرمونَي الإستروجين والتستوستيرون في الجسم.
إضافة إلى دراسة النمو المبكر للثدي، حاول البحث الأخير معرفة ما إذا كانت مكوّنات الزيوت الأساسية تؤثر في عمل الهرمونات. وفي النتيجة، وجد أن زيتَي الخزامى وشجرة الشاي يمكن أن يقلدا عمل الإستروجين ويعوقان وظيفة التستوستيرون.
وفقاً للدراسة، تعمل الزيوت العطرية "كمضادات لهرمون الذكورة الأندروجين أكثر من محاكاتها عمل هرمون الأنوثة الإستروجين"، ما يعني أنها تعرقل النشاط الطبيعي لدى الفتيان أكثر منه لدى الفتيات، لأن مجموعة هرمونات الأندروجين تمنع نمو الثدي".
في ما يتعلّق باختفاء الأعراض، يرى الباحثون أنها ربما تلاشت بشكل طبيعي، وأن ذلك تصادف مع توقّف الأطفال عن استخدام تلك الزيوت.
يبقى أن الباحثين لا يقترحون "تجنّب تلك المنتجات"، بل يفضلون "أخذها في الاعتبار عند تقييم نمو الثدي المبكر لدى الفتيات وتضخّم الثدي لدى الفتيان والرجال".
نشرت الدراسة في المجلة العلمية "جورنال أوف كلينيكال اندوكرينولوجي آند ميتابوليزم".
© The Independent