ملخص
شهد شمال مالي استئنافاً للأعمال العدائية من جانب حركات الأزواد وتكثيفاً للهجمات الإرهابية ضد الجيش المالي منذ نهاية أغسطس
قال متمردو الطوارق في شمال مالي اليوم الأحد، إنهم استولوا على قاعدة عسكرية أخرى من الجيش بعد قتال في شمال البلاد.
والقاعدة العسكرية هي الرابعة التي يتم الاستيلاء عليها في سلسلة هجمات شنها تحالف متمرد معروف باسم "تنسيقية حركات أزواد" منذ أغسطس (آب) بعد رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي ساعدت على مدى سنوات في الحفاظ على الهدوء الهش.
وقال متحدث باسم "تنسيقية حركات أزواد" يدعى محمد المولود رمضان لـ"رويترز" اليوم الأحد، إنهم استولوا على قاعدة "بامبا" العسكرية في منطقة جاو. ولم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وذكر جيش مالي في تدوينة بمنصة "إكس" أن "قتالاً ضارياً ضد الإرهابيين يدور في منطقة بامبا"، مضيفاً أن مزيداً من التفاصيل سترد تباعاً.
وجاء هجوم "تنسيقية حركات أزواد" على قاعدة بامبا في أعقاب هجمات استهدفت قواعد عسكرية في ليري وديورا وبوريم خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى تصاعد الاشتباكات مع سعي الجانبين للسيطرة على أرض في الصحراء بوسط وشمال البلاد بعد انسحاب قوات حفظ السلام الدولية.
كما تعرض جيش مالي لهجمات من متمردين على صلة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش".
كان التمرد الانفصالي الذي يهيمن عليه الطوارق أعلن عن أنه تسبب في مقتل العشرات بصفوف الجيش المالي خلال هجوم الخميس الماضي على معسكر ديورا في منطقة موبتي (وسط مالي).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ففي بادئ الأمر أصدر المتمردون بياناً قالوا فيه إنهم أحصوا 98 جثة لجنود، ثم تحدثوا لاحقاً عن مقتل 81 جندياً في بيان ثانٍ نشر أيضاً باسم الإطار الاستراتيجي الدائم، وهو هيكلية تهيمن عليها تنسيقية حركات الأزواد.
وقال المتمردون أيضاً إنهم أصابوا عشرات الجنود وأسروا خمسة، بينما فقدوا سبعة من مقاتليهم.
ويصعب التحقق من ادعاءات المتمردين وجميع أطراف القتال في هذه المناطق النائية. ويعد الوصول إلى مصادر مستقلة أمراً معقداً في ظل الأعمال العدائية والحكم العسكري.
واكتفى الجيش المالي حتى الآن بالإبلاغ عن الهجوم على معسكره، الخميس، دون مزيد من التفاصيل، على رغم انتشار عناصر وصور حول أحداث ديورا على شبكات التواصل الاجتماعي.
ومنذ نهاية أغسطس (آب) شهد شمال مالي استئنافاً للأعمال العدائية من جانب تنسيقية حركات الأزواد وتكثيفاً للهجمات الإرهابية ضد الجيش المالي. واستهدفت عمليات منذ ذلك الحين مواقع عدة للجيش.
ويتزامن ذلك مع الانسحاب المستمر لبعثة الأمم المتحدة بضغط من المجلس العسكري الحاكم منذ عام 2020.
ويشكو الطوارق منذ وقت طويل من إهمال الحكومة، ويسعون من أجل الحكم الذاتي للمنطقة الصحراوية التي يطلقون عليها أزواد.
واختطفت جماعات متطرفة انتفاضة للطوارق في 2012، لكن تدخلاً عسكرياً بقيادة فرنسا طرد تلك الجماعات من البلدات الرئيسة في 2013.
ووقعت "تنسيقية حركات أزواد" اتفاق سلام مع حكومة سابقة وجماعات موالية للحكومة في 2015، لكن التوترات طفت من جديد منذ استئثار الجيش بالسلطة عبر انقلابين عامي 2020 و2021، وتحالفه مع مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية وطرده القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.