ملخص
قناعة ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة بعض الوقت لإعادة التضخم لهدف "الاحتياط الفيدرالي" البالغ اثنين في المئة
ترقبت "وول ستريت" والأسواق العالمية في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري باعتباره مفصلياً لمعرفة اتجاهات الفائدة في الربع الأخير من العام، إذ من المقرر انعقاد اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في نهاية الشهر لحسم ملف الفائدة.
وقال "الفيدرالي" خلال الشهر الماضي إنه قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى بهدف خفض التضخم إلى هدفه السنوي البالغ اثنين في المئة، وتشير التوقعات إلى وجود زيادة بربع نقطة مئوية إضافية قبل نهاية 2023، وما زال أمام مجلس الاحتياط اجتماعين، الأول في 31 أكتوبر والأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، والثاني في 12 و13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
خطابات المحافظين
وقال رئيس الاحتياط الفيدرالي جيروم بأول، أمس الإثنين، خلال اجتماع مع رجال الأعمال في ولاية بنسلفانيا، إن "الاقتصاد الأميركي لا يزال يتعامل مع تداعيات وباء (كوفيد-19)"، في إشارة إلى حجم الصعوبات التي تواجه "الفيدرالي" في التعامل مع هذه التداعيات، خصوصاً التضخم، التي تفرض على "الفيدرالي" رفع أسعار الفائدة لخفضه.
وقالت عضو مجلس بنك الاحتياط الفيدرالي ميشيل بومان إنها لا تزال على استعداد لدعم زيادة أخرى في سعر الفائدة باجتماع مستقبلي، إذا أظهرت البيانات القادمة أن التقدم في التضخم متوقف أو يسير ببطء شديد.
ديمون يفاجئ الأسواق
وفاجأ جيمي ديمون رئيس أكبر بنك في العالم، "جي بي مورغان" الأسواق بأن "الفيدرالي" قد يرفع الفائدة بنسبة 1.5 في المئة إضافية إلى سبعة في المئة، وسيكون أعلى سعر منذ عام 1990، وذهب ديمون بعيداً جداً عن كل توقعات الأسواق التي تراهن على أن هناك زيادة واحدة إضافية لهذ العام، ثم ينهي بعدها "الفيدرالي" سلسلة زيادات الفائدة التي بدأها في مارس (آذار) من العام الماضي.
قناعة ببقاء الفائدة مرتفعة
وعلى رغم المراهنة على نهاية دورة التشديد النقدي، فإن هناك قناعة يزداد انتشارها في الأسواق ومفادها بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة طويلة، إذ يقول مسؤولو "الاحتياط الفيدرالي" إن السياسة النقدية ستحتاج إلى البقاء مرتفعة "لبعض الوقت" لإعادة التضخم إلى هدف الاحتياط الفيدرالي البالغ اثنين في المئة.
وقال نائب رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي للرقابة مايكل بار إنه يعتقد أن أسعار الفائدة أصبحت الآن "عند أو قريبة جداً" من مستوى مقيد بما فيه الكفاية. وقال "من وجهة نظري، السؤال الأكثر أهمية في هذه المرحلة ليس ما إذا كانت هناك حاجة إلى زيادة إضافية في أسعار الفائدة هذا العام أم لا، بل متى سنحتاج إلى إبقاء أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع بما فيه الكفاية لتحقيق أهدافنا".
الفائدة والتضخم
ودفعت سياسات "المركزي" لخفض مؤشر أسعار المستهلك أو التضخم من نحو تسعة في المئة في العام الماضي إلى نحو 3.7 في المئة في آخر قراءة، إذ تباطأ بعد زيادات أسعار الفائدة التي أقرها "الاحتياط الفيدرالي" بمقدار 5.25 نقطة مئوية على مدى الأشهر الـ18 الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبفضل ذلك التقدم، قرر مجلس الاحتياط الشهر الماضي الإبقاء على سعر الفائدة في نطاقه الحالي بين 5.25 في المئة و5.50 في المئة. وأشار معظمهم إلى أنه من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى رفع سعر الفائدة قبل نهاية العام.
متى تنخفض الفائدة؟
ويتركز معظم اهتمام الأسواق الآن حول الفترة التي قد يبدأ فيها "الاحتياط الفيدرالي" خفض أسعار الفائدة، وفي توقعات "الفيدرالي" المنشورة الشهر الماضي تبين أن هناك بعض الاختلاف بين أعضائه على موعد خفض الفائدة، لكنهم كمجموعة لديهم قناعة ضئيلة بخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، إذ يتوقع تسعة من 19 من صناع السياسات النقدية أن يخفضوا أسعار الفائدة في عام 2024، في حين أن غالبية ضئيلة ترى أن أسعار الفائدة قد تنتهي في عام 2024 أعلى من خمسة في المئة.
ويراهن المضاربون في "وول ستريت" على فرضية قرب نهاية رفع الفوائد، لكنهم يقاومون فرضية بقاء الفائدة مرتفعة لفترات طويلة، إذ تستمر البورصات في تسجيل ارتفاعات قوية منذ بداية العام، فيما حقق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" نسبة صعود تتجاوز 12 في المئة، بينما قفز مؤشر "ناسداك" المجمع بنسبة 28 في المئة بدفع من شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكان مؤشر "داو جونز" الأقل ارتفاعاً، لكنه يظل في المنطقة الإيجابية عند واحد في المئة تقريباً.
وتبدأ أكبر 500 شركة في مؤشر "ستاندرد أند بورز" في الإعلان عن نتائج الربع الثالث في وقت لاحق من هذا الشهر، إذ يتوقع المحللون أن ترتفع الأرباح بشكل طفيف عن الربع نفسه من العام الماضي.