Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل هناك طريقة صحيحة لإنهاء علاقاتنا العاطفية؟

عندما يتعلق الأمر بإنهاء علاقة ناشئة، هل يكون من السهل على القلب تلقي أبلغ كلمات المديح التي تدل على مدى روعة الشخص المعني قبل هجره، أو أنه يكون من الأفضل الاختفاء من حياته؟

ريس ويذرسبون بدور إيل وودز عقب تعرضها للرفض من صديقها في فيلم "Legally Blonde" (ام جي ام)

ملخص

إن الفكرة بأن تعرضكم للرفض سيتسبب لكم بأذى كبير متجذرة بالغرور، أقله في جزء منها

كانت الصفة الثانية هي التي استوقفتني في تلك الجملة. "أنت ربما أكثر شخص جذاب ومثير للاهتمام كان لي الشرف أن ألتقيه"، كما كتب لي. شكل ذلك جزءاً من نص أرسله لي ليخبرني أنه عوضاً عن الخروج في موعد آخر برفقتي، كان في الواقع سيعود لحبيبته السابقة. حسناً، لعل الجزء المتعلق بقوله "ربما" أزعجني أيضاً.

خرجت مع الرجل المذكور في موعدين. كانت الأمور تسير على ما يرام وكنت أتطلع قدماً للخروج معه في موعد ثالث. ومن ثم تلقيت تلك الرسالة. أشعرني بالدوار، خصوصاً أنه أتى قبل يومين من تاريخ لقائنا المقبل وأعقب رسالتين بعد أن أرسلت له فيديو لي وأنا أغني أغنية لفرقة "آبا" ABBA في سهرة كاريوكي.

ولكن بقية الرسالة أزعجتني أيضاً. فعلى رغم أن لب الموضوع يكمن في أنه لم يكن يرغب في مواعدتي بعد اليوم، كانت الرسالة مليئة بلغة جياشة ووردية صممت حتماً لترضي غروري وتجعلني أشعر بالرضا عن نفسي. وكأنه أريد لتلك الكلمات أن تخفي واقع الرفض الذي من شأنه أن يكون مدمراً للروح ولهذا لا يمكن صياغته إلا من خلال إغداق الآخر بفرط من المجاملات.

بعد أن شاركت نص الرسالة مع صديقاتي وتبادلنا لقطات من شاشات الهاتف عن رسائل رفض أخرى تلقيناها، أدركت أنها تجربة مشتركة خصوصاً في أوساط صديقاتي العازبات اللاتي يواعدن رجالاً. فقد تلقى عديد منهن رسائل كهذه "تبلغهن بخبر الرفض" بعبارات لطيفة ومنمقة بشكل مفرط وكأنهم يظنون أنهم على وشك تدمير حياتنا فعلياً. بدت رسائل أخرى أكثر رسمية من حيث النبرة. فجاء في إحداها: "أخشى أن الأخبار لن تكون جيدة عندما سنلتقي مساء اليوم". وكتب في أخرى: "أنت أسطورة. استمري في التألق. ولكنني لا أعتقد أننا ملائمان في الوقت الحالي. أنت شخص رائع وأتمنى أن تلتقي سبلنا مجدداً يوماً ما". وهكذا دواليك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال لي أحد الأصدقاء إن "الغرور الذي تنطوي عليه تلك الرسائل هو الذي يزعجني. وكأنهم يعرفون فعلاً بأنها ستكون أسوأ خبر نتلقاه وبأننا سنكون بغاية الضعف والهشاشة بعد ذلك ولهذا لا يمكننا سماعه إلا إذا ترافق ذلك مع عبارات تدل على مدى روعتنا. أعرف كم أنا رائعة، شكراً جزيلاً".

إن الفكرة بأن تعرضكم للرفض سيتسبب لكم بأذى كبير متجذرة بالغرور، أقله في جزء منها. وفي هذا السياق، يقول الاختصاصي في علم النفس السريري في عيادة "ذا ساميت" The Summit Clinic مارك هيكستر: "بوسع التعبير غير المبرر عن الأسف أن يكون أيضاً مؤشراً على الشعور بالذنب حيال وصول الأمور إلى نهايتها، خصوصاً إذا تم ذلك بطريقة قاسية على غرار إنهاء العلاقة بعد ممارسة الحب فوراً أو بعد نشوب خلاف".

يثير كل ذلك سؤالاً جوهرياً: في عالم الجنس العرضي والمواعدة المحفوف بالمخاطر الذي يزداد تعقيداً، هل من طريقة صحيحة لرفض شخص ما؟ بعد التحدث مع عازبين آخرين، أعتقد أن هناك عديداً من الأمثلة القوية للطرق التي لا يجب من خلالها القيام بذلك.

قالت إحدى النساء التي فضلت عدم الكشف عن هويتها: "كنت أراسل رجلاً قبل أسابيع من لقائنا. وبعد اللقاء قال إنه سيتصل بي. ومن ثم تلقيت الرسالة التالية: ’لا أعتقد بأن بيننا أموراً مشتركة ويجب أن تتوقف تلك الرسائل بيننا’. شعرت كما لو أنني قد تلقيت إنذاراً قانونياً".

تلقت امرأة أخرى رسالة رفض مهذبة من رجل كانت تواعده منذ بضعة أشهر أبلغها فيها بأنه التقى امرأة اخرى. تقول: "تمنيت له التوفيق، ولكن بعد بضعة أسابيع راسلني ليقول إن الأمور لم تجر على ما يرام مع المرأة الأخرى وبأنه أصبح متاحاً من جديد لمواعدتي. فكان جوابي الرفض".

بقدر ما نكره تقبل هذا الأمر، إلا أن الرفض هو جزء طبيعي من عملية المواعدة. وهي حال سنتعرض لها حتماً في فترة ما من حياتنا. بيد أن المشكلات تحدث عندما تواعدون شخصاً بطريقة عرضية، كأن يكون ذلك ضمن سياق "علاقة غير محددة أو غير مفهومة" situationship عوضاً عن الانخراط في علاقة عاطفية حقيقية، وعندها تصبح حدود ما هو ملائم وما هو غير ملائم ضبابية ومشوشة.

 

لهذا السبب يكون من السهل التعرض للأذى لأن الرفض قد يأتي من حيث لا نتوقعه. وفي هذا الإطار يشرح هيكستر أنه "ما من طريقة صحيحة بشكل محدد لرفض شخص ما لأن كل فرد يختلف عن الآخر وبالتالي يختار الأشخاص القيام بذلك بطرق مختلفة تماماً".

عندما تتلقون رسالة مصحوبة بإحدى عبارات الرفض الواردة أعلاه، قد يجعلكم ذلك تتساءلون إن كان من الأسهل لو أن الشخص الآخر اختفى تدريجاً من حياتكم. أقر بأن هذه الفكرة راودتني أكثر من مرة بعد تلقي رسالة رفض، ففي بعض الأحيان، يكون من الأسهل عدم معرفة ما حصل. ولكن الشخص الواقعي سيخبر قصة مختلفة، أقله من الناحية النفسية.

في هذا الصدد، يقول هيكستر إن "الاختفاء من حياة الآخرين قد يكون أمراً مزعجاً بالنسبة إلى كثيرين لأنه يترك الطرف الذي تعرض للرفض من دون معرفة المشكلة التي حدثت في ذلك الوضع كما سيستبعد هذا التصرف فكرة الوصول إلى الخواتيم الملموسة كما يرغب عديد من الأشخاص. على رغم من أن الرفض لا يترافق مطلقاً بشعور جيد لأي شخص، فهو أفضل من البقاء في المجهول". في الأساس، إن فكرة التعرض للرفض من خلال الاختفاء تتعارض مع الطبيعة البشرية. وفي هذا السياق، يضيف هيكستر: "إن الأشخاص الذين يفضلون أن يختفي الشخص الآخر بدلاً من مصارحتهم بالرفض قد يشعرون بهذا لأنه يقدم لهم فرصة لتجنب الإقرار بالخطأ الذي حصل في العلاقة وبالتالي تجنب حقيقة العلاقات العرضية. وفيما يحصل الحيز الأكبر من التواصل بين الاشخاص من خلال الدردشة والتراسل والصور، قد يكون من الأجدى والمستحب التحدث مع الشخص الآخر عند إنهاء العلاقة لأن من شأن ذلك أن يتركهم مع نهاية أو خاتمة مترافقة مع تفسير. ويعتبر هذا الأمر مهماً لبعض الأشخاص الذين يميلون إلى التعلق عاطفياً بالعلاقات العرضية أو غير المفهومة، وبالتالي فإن رفضهم بطريقة ألطف قد يكون السبيل الأنجح".

 لا شك أن الأمر سيكون مؤلماً. فنادراً ما يكون الرفض شعوراً نستمتع به، خصوصاً ضمن الإطار المشحون والمتوتر للعلاقات الرومانسية الحديثة وبشكل خاص إن كانت العلاقة عرضية بطبيعتها. وهنا يقول هيكستر إن "الرفض قد يشعرنا بأن العالم انتهى بالنسبة إلينا مع ما يرافق ذلك من تفكير وشعور كارثيين يحثان المرء أحياناً على الاعتقاد بأنه لن يجد الحب من جديد". ويضيف: "يبدو أن هناك قبولاً ضمنياً أنه عندما يكون المرء في علاقة غير محددة المعالم أو غير مفهومة، يكون هناك أشخاص آخرون عدة يواعدهم بشكل متزامن. وبالتالي، عندما تنتهي علاقة ما، قد يترك الشخص مع شعور أن الآخر تخلى عنه قبل أن يتعرف إليه بطريقة شخصية أكثر ويمكن أن يشعرهم ذلك بأن الشخص أنهى الأمور من دون منحهم الفرصة أو التقدير الملائمين".

 

ولكن أياً تكن طريقة نهاية الأمور، إذا كنتم الشخص الذي تلقى الرفض فستختبرون حتماً مجموعة من العواطف المعقدة التي تشبه الكرب أو الحزن الشديد. وبوسعها أن تكون كثيفة وحادة أكثر بعد علاقة عرضية "غير محددة المعالم" على خلاف العلاقة الطبيعية بسبب ما شكلته تلك العلاقة بالنسبة إليكم. ففي بعض الأحيان عندما تكون العلاقة الرومانسية خالية من الوضوح، سرعان ما نميل إلى ملء الفراغ بتخيلاتنا الواهمة.

وفي سياق متصل، تقول شانتال غوتييه، الاختصاصية في علم الجنس والمحاضرة في جامعة وستمنستر: "تكمن المقاربة الأصح في فهم أن الرفض الرومانسي لا يحدد من نحن فعلاً. ويتضمن التعامل مع الرفض إعادة تأطير الأمور من خلال التقبل أنه في بعض الأحيان لا نكون "الشخص المناسب للآخر" ولا بأس بهذا أبداً حتى وإن كنا لا نشعر بذلك حتماً".

لعل الجزء الأكثر صعوبة يكمن في كيفية القيام بخطوة الرفض. ففي نهاية المطاف، لا يشكل التواصل الواضح والموجز من خصائص عالم المواعدة الحديث. وينصح هيكستر بأن "التحدث مع الشريك المرفوض شخصياً هو الطريقة المثلى لاتخاذ هذا النوع من القرارات لأنه عندما نفعل ذلك عبر المراسلة، يزداد خطر أن تبدو الكلمات غير صادقة أو فوضوية". وقد يبدو الأمر مبالغاً به إن كنتم في علاقة غير مفهومة أو عرضية مع ذلك الشخص. ولكنها حتماً ستكون الطريقة الأكثر لطفاً للقيام بذلك.

ويقر هيكستر بأن "التواصل المباشر يتطلب شجاعة وقوة وقد لا يتلاءم ذلك مع سياق العلاقة العرضية". ولكن بالنسبة إلى بعضهم، قد تكون الرسالة القصيرة ألطف طريقة لأنها تجنب الشخص الآخر الحرج بسبب الرفض. في النهاية، سيعتمد ذلك على سياق العلاقة وطبيعة مشاعر الشخص الآخر تجاهكم. "أما الأمور التي ينبغي تجنبها فهي إنهاء العلاقة بعد ممارسة الحب مباشرة، وهذه فكرة سيئة لأن مشاعر الضعف قد تؤدي إلى الشعور بالإحراج والحزن وبأن الشخص تعرض للاستغلال" يتابع هيكستر.

كما عليكم أن تحققوا التوازن الصحيح بين الطيبة والشفافية. وفي هذا الإطار تقول هايلي كوين وهي خبيرة المواعدة في موقع ماتش Match: "قد تودون البدء بالإقرار أنكم تحترمون الشخص الآخر ولهذا تريدون توخي الصراحة حتى إن لم يكن إجراء ذلك الحديث سهلاً. كما أنه يجب أن تكونوا واضحين بأنكم ترغبون في الحصول على فترة استراحة. تذكروا عدم منح الطرف الآخر آمالاً واهية بأنكم قد تعودون مجدداً ’ متى أصبحت الأمور واضحة بالنسبة إليكم’. فيما قد يبدو هذا الأمر أسهل قولاً في تلك اللحظة وقد يساعد في التخفيف من وطأة الخبر، غير أنه على المدى الطويل يترك الشخص الآخر معلقاً بآمال كاذبة".

ما من طريقة سهلة أو ممتعة لفعل ذلك. ولكنها تشكل جزءاً من العلاقات. إضافة إلى ذلك، فلنأمل أنه بقدر ما كانت رسائل الرفض التي تتلقونها سيئة، بقدر ما يتراجع احتمال إرسالها بنفسك. أعلم أن المرة المقبلة التي ستكون الكرة فيها بملعبي، سأهتم كثيراً باختيار كلماتي. فأنا لست في معرض جعل الأشخاص يشعرون بالسوء حيال أنفسهم – أو حتى أن أكون موضوع صورة مأخوذة عن هاتف وتتم مشاركتها على عديد من مجموعات "واتساب".

© The Independent

المزيد من منوعات