Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطع الشمال الإنجليزي من مشروع القطار السريع خطوة معيبة

إلغاء خطط توسيع مشروع الخط السريع الثاني للسكك الحديد شمالاً من برمنغهام سيعرض ملايين من المسافرين لمشقة السفر المستمرة

الربط المباشر مع لندن هدفه تعزيز القدرة الاستيعابية الأساسية لجميع خطوط القطار الرئيسة من الشمال إلى الجنوب (رويترز)

ملخص

مع إعلان الحكومة البريطانية تخليها عن بناء الجزء الشمالي من مشروع الخط السريع الثاني للسكك الحديد، فما حال خطوط السكة العاملة الآن في المملكة؟

لا شك في أن أعمال التخريب التي تتعرض لها السكك الحديدية تعد جريمة قد يسفر عنها عقوبة السجن المؤبد وغرامة غير محددة للمتسبب. ومع ذلك، القرار الوطني بتجاهل ربط الشمال بمشروع القطار السريع سيكون بمثابة حكماً بتقديم خدمات سكك حديدية غير كافية وغير ملائمة لعشرات الملايين من المسافرين في إنجلترا، وويلز، واسكتلندا.

لا يمكن لأي شخص عامل في قطاع السكك الحديدية أن يصدق توجه الحكومة المتمثل في النظر في إلغاء الهدف الرئيس للخط السريع الثاني للسكك الحديد HS2. صمم هذا الخط (وأكدت حكومة حزب العمال المستقبلية قبل أسبوعين على ضمانه) بهدف ربط مدينة مانشستر وليدز وشيفيلد ونوتنغهام بمدينة برمنغهام بسرعات عصرية.

الربط المباشر مع لندن هدفه تعزيز القدرة الاستيعابية الأساسية لجميع خطوط القطار الرئيسة من الشمال إلى الجنوب، وتحقيق فوائد إضافية مثل تقليل مدة الرحلات وتشجيع المسافرين على ركوب القطارات بدلاً من الانتقال بالمركبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الفكرة التي تقترح إبقاء حلقة وصل بين برمنغهام وقطعة في غرب لندن هي فكرة لا تصدق بحق. "الرحلات الترددية (شاتل) بين أولد أوك كومون وبرمنغهام" [أي بواسطة باص أو قطار عادي] يقلل من الفوائد الحقيقية للمشروع، وستظل شاهداً على قصور الرؤية والتخطيط.

ولعل أفضل سبيل لفهم الأضرار التي قد تنشأ عن هذه القرارات الحكومية، دعونا ننظر في تأثيرها في المسافرين. فلنأخذ مثالاً على المسافر القادم من مانشستر متجهاً نحو الجنوب. ستبقى رحلته إلى غرب منطقة ميدلاندز مكدسة وبطيئة كما الحال الآن. كان من المتوقع للجزء الغربي من الخط أن يوفر للمسافرين بين المدن الفرصة للانتقال إلى قطارات عالية السرعة متجهة إلى برمنغهام ومن ثم إلى لندن.

إذا كان المسار الذي يربط لندن ببرمنغهام هو الجزء الوحيد الذي سيبقى بعد سلسلة من التعديلات، فلن يستفيد سكان مانشستر منه. سيكون الطريق الرئيس الذي يمر عبر وادي ترنت، عابراً منطقة شمال ميدلاندز ومتجاوزاً برمنغهام، الخيار المنطقي الوحيد. خلاف ذلك، ستضطر القطارات الفائقة السرعة للتنقل ببطء عبرمنطقة غرب ميدلاندز من ولفرهامبتون حتى المحطة النهائية لخط القطار السريع.

بالنسبة إلى المسافرين من مناطق ستافورد وكرو وليفربول وشمال ويلز ولانكشير، وكمبريا، لن يلاحظوا أي تطور في الوسائل المتاحة.

من الجهة الشرقية لمرتفعات "البينينز"، الوضع يبدو أكثر تعقيداً. القسم الذي يصل بين ليدز وشيفيلد وبرمنغهام ضمن مشروع القطار السريع كان معداً خصيصاً لتحقيق أقصى الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. الرحلات التي تربط ليدز ببرمنغهام وشيفيلد ونوتنغهام ودربي بلندن، في أية دولة تسعى إلى التقدم، كان من المفترض أن تكون عبر خطوط سريعة مكهربة. هذا كان الهدف الأساسي من وراء تصور مشروع الخط السريع الثاني للسكك الحديد.

خطة غرانت شابس للسكك الحديدية المتكاملة Integrated Rail Plan، التي أعلنت قبل نحو عامين، أثرت سلباً جداً في الجانب الشرقي من المشروع، مخلفة مساراً محدوداً يمتد من برمنغهام إلى مطار إيست ميدلاندز. وعلى رغم ذلك، كان من المتوقع أن تحقق الخطة بعض التحسينات، مثل زيادة القدرة على استيعاب مزيد من الركاب، وتخفيف الازدحام، وتقليل أوقات الرحلات، خصوصاً للمسافرين من كيترينغ وبيدفورد ولوتون باتجاه لندن.

لأن القطارات السريعة التي تتجاوز سرعتها 125 ميلاً في الساعة (200 كلم في الساعة) تأخذ حصة كبيرة من الشبكة التي تأسست في العهد الفيكتوري (1840-1900) وورثناها عنهم، فحالياً جميع الخدمات المحلية والإقليمية وخدمات الشحن أصبحت محدودة ومقيدة لكي يتمكن الركاب من الانتقال بين شيفيلد ولندن خلال ساعتين. وعند تحويل القطارات السريعة إلى مسارات أخرى، ستتحسن خدمة التنقل.

وهناك أيضاً خط الساحل الشرقي، الذي يعتبر خطاً رئيساً يربط بين محطة كينغز كروس في لندن ومناطق يوركشير وشمال شرقي إنجلترا وإدنبرة.

في النهاية الجنوبية للخط، يواجه المشغلون تحدياً يومي لتنظيم حركة قطارات الركاب من كامبريدج إلى العاصمة البريطانية، مع تداخلها مع مجموعة كبيرة من قطارات النقل بين المدن التي تأتي من العاصمة الاسكتلندية والمناطق الشرقية والغربية من يوركشير. وهذا يحدث عبر شركات عدة، منها "سكة حديد شمال شرقي لندن" (لنير) LNER الحكومية وأخرى مثل "لومو" Lumo و"غراند سنترال" Grand Central و"قطارات هول" Hull Trains التي تدفع مبالغ مالية للحصول على حق تشغيل قطاراتها على السكة الحديد.

كان من المفترض أن يسهل القطار السريع معظم رحلات النقل السريع من مناطق مثل يوركشير وكونتي دورهام وتاين ووير ونورثمبرلاند عبر الخطوط فائقة السرعة، مما يقلل من التكدس في المناطق الجنوبية. وأثرت قرارات السيد شابس، وزير النقل آنذاك، بشكل سلبي في مصالح الناخبين في دائرته عندما قلص الجزء الشرقي من مشروع القطار السريع، إذ لن يتمتع سكان ويلوين وهاتفيلد بمواصلات الربط الملائمة، بسبب الأولوية المستمرة المخصصة للقطارات السريعة.

حتى الآن، كان المسافرون من اسكتلندا يدركون أنهم سينتفعون بشكل طفيف من مشروع القطار السريع خلال رحلاتهم إلى ميدلاندز ولندن. وشعروا بالإحباط عندما ألغيت "وصلة غولبورن".

وكان هذا الخط يهدف إلى ربط القطار السريع بين مانشستر وليفربول ووصله بخط الساحل الغربي شمال ويغان. ولكن ألغاه شابس، ويعتقد أن السبب هو لتلبية طلبات ناخبي السير غراهام برادي، رئيس لجنة 1922 [لجنة تضم نواب المقاعد الخلفية لحزب "المحافظين" وتشرف على العمل البرلماني للحزب].

بقي الأمل لدى المسافرين من إدنبرة وغلاسكو بأن يحصلوا على رحلات أسرع في جنوب مانشستر، إضافة إلى الأمل بتوفر مزيد من القطارات. لكن هذا الأمل تبدد إذ ستواصل خطوط الساحل الشرقي والغربي الرئيسة تحمل الضغط، من المحتمل، حتى منتصف القرن.

من يظن أن حزب العمال له فرصة قوية للفوز في الانتخابات العامة المقبلة، أصبح مطمئناً منذ أسبوعين بأن الإخفاقات في إدارة المشاريع والتقليصات التي تهددها الحكومة الحالية ستعالج وتعدل بسرعة ويجري إصلاحها.

في الـ18 من سبتمبر (أيلول)، أعلن نيك توماس-سيموندز، عضو في حكومة الظل، على إذاعة "بي بي سي 4"، "نعتزم إكمال مشروع القطار السريع وكذلك محطة سكك حديد الشمالية Northern Powerhouse. هذه هي التزاماتنا الثابتة".

استقبل كل العاملين في قطاع السكك الحديدية الخبر بارتياح، مؤكدين أن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للمشروع ستظهر فقط عند استكماله.

وتساءل المذيع إيفان ديفيس: "للتأكيد، هل تقصد بـ’إكمال المشروع‘ الوصول إلى مانشستر فقط أم أيضاً إلى ليدز، لا سيما وأن هذا هو الهدف الأساسي للمشروع؟".

رد توماس - سيموندز قائلاً: "أقصد الوصول إلى مانشستر وليدز، وكذلك مشروع سكك حديد محطة سكك حديد الشمالية الذي يربط بين ليفربول وليدز، وأقصد الخط الجديد الذي يمر ببرادفورد".

ومع ذلك، بعد أيام قليلة، غير حزب العمال من تصريحاته. أوضح دارين جونز، الوزير الأول للخزانة من حكومة الظل: "نود أن نرى مشروع القطار السريع مكتملًا، بما في ذلك الفرع المؤدي إلى ليدز. هذا ما أكدناه من بشكل متكرر".

لكنه أردف بأنه لا يمكن تقديم أي تعهدات ملموسة حتى الحصول على بيانات "دقيقة" من الحكومة.

من المؤكد أنه ستكون هناك مجموعة واحدة من الفائزين من هذا المثال العالمي المميز لكيفية عدم إدارة مشروع ضخم للبنية التحتية: المسافرون بين برمنغهام ولندن؟ ولكن، هؤلاء المسافرون هم بالفعل الذين يحظون بأفضل الخدمات وأكبر منافسة في سوق النقل بين المدن.

تتنافس شركتي "أفانتي ويست كوست" Avanti West Coast و"قطارات ويست ميدلاندز" West Midlands Trains على خدمة القطارات بين برمنغهام ولندن عبر خط الساحل الغربي. وفي السياق نفسه، استطاعت شركة "خطوط تشيلتيرن للسكة" Chiltern Railways، بفضل رؤيتها المستدامة واستثماراتها، أن تحول الطريق المؤدي بين لندن ميريل بون وبرمنغهام مور إلى ممر حيوي للنقل بين المدن.

المنافسة بين المدينتين محتدمة لدرجة أن هناك سبع رحلات قطار في الساعة من كل مدينة إلى الأخرى. ومن المفارقة أن الأشخاص الذين يسافرون بين برمنغهام ولندن هم أقل من يحتاجون إلى خط سريع يربط بين المدينتين.

إن آخر ما تحتاج إليه بريطانيا هو خط مباشر يربط بين هاتين المدينتين. وهذا هو العار الوطني الذي نواجهه، وبسببه يستحق السياسيون من جيلنا الحالي النقد الدائم والاستنكار.

© The Independent

المزيد من متابعات