Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثيون يعتقلون شاعر "المسيرة" بعدما هجاهم

طوقت الميليشيات منزله وقبضت عليه ثم اقتادته إلى سجونها السرية

سنوات من المديح لم تمنع الميليشيا الحوثية من اعتقال الشاعر الذي لطالما بشر بها (مواقع التواصل)

ملخص

 شاعر يمني كرس موهبته لمدح الحوثيين وحين هجاهم اعتقلوه وطوعوا لسانه

لم تشفع أعوام من التبشير بقدومهم وكيل أبيات المديح لنهجهم لحماية شاعر "المسيرة الحوثية" من السقوط في كمائن معتقلاتهم بعد أول قصيدة هجا فيها جفاهم، وشكا الاستغناء عن مدائحه عقب استخدامهم له وقت الحاجة في نهاية مأساوية من مشاهد الصراع لشاب كرس أعوام عمره وقدراته الشعرية لخدمة من قال إنهم استغنوا عن خدماته عقب السيطرة والسطوة، إذ اعتقلت ميليشيات الحوثي الشاعر والقيادي الموالي لها محمد حسين الجرموزي ضمن ما عده مراقبون صراعات بينية داخل الأجنحة الحوثية على الثروة والسلطة.

تطويق "بيت الشاعر"

كثيراً ما كال الجرموزي المدائح لقيادات الجماعة والثناء على نهجهم وممارساتهم، مما جعل نشطاء معارضين يصفونه بـ "بوق الخراب"، قبل أن تزل لسانه على وقع الغضب الشعبي المتنامي منتقداً فساد الميليشيات وقادتها، لترد على لغته المنقلبة بإرسال عدد من الدوريات المحملة بالمسلحين الملثمين رفقة مجندات يعرفن بـ "الزينبيات" لتطويق منزل شاعرها بهدف تطويع قافيته المختلة، قبل اقتحامه واعتقاله واقتياده إلى أحد سجونها السرية.

وقبل لحظات من المداهمة، نشر الجرموزي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطعاً مصوراً يوثق فيه انتشار دوريات مسلحة حول منزله الواقع جنوب صنعاء، قائلاً إن حملة اعتقاله كانت بأمر من زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.

ويظهر الفيديو القيادي والشاعر الجرموزي بمعية مسلحين على سطح منزله، فيما عشرات المسلحين التابعين للجماعة المدعومة من إيران يطوقون المنزل من الجهات كافة، في نهج دخيل لم يألفه التاريخ اليمني.

وفي المقطع ظل الشاعر يردد باستنكار واستغراب عبارة "بيت الشاعر الجرموزي مطوق"، متسائلاً "لماذا لم يتصل بي الجانب الوقائي (المخابرات) فهم يعرفون رقمي"، في إشارة إلى الجهاز القمعي التابع للجماعة.

مأرب أولى بالشجعان

وأظهر الفيديو الشاعر الشاب يخاطب عبر الهاتف قيادياً حوثياً يدعى أبو أحمد قائلاً إن الحملة "لم تعطه إشعاراً أو بلاغاً قانونياً ولا يعرف الجهة التي تريد اعتقاله"، مشيراً إلى امتلاكه "كف خطاب" ممن يسمى وزير الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها بعدم اعتقاله على خلفية انتقاده لقيادات في الميليشيات قبل أن يعود لمهاجمته ومهاجمة الأمن الخاضع للحوثيين الذي وصفه بأنه مخترق.

كما هاجم خلاله وزير الداخلية في حكومة الانقلاب الحوثية عبدالكريم الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات، قائلاً إنه "كان الأجدى به إرسال الدوريات إلى جبهات مأرب لمواجهة الشرعية وليس إلى محيط منزله"، في إشارة للهزائم الفادحة التي يتكبدها مسلحوها على تخوم محافظة مأرب النفطية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترجمة التغييرات

وخلال المقطع كشف الشاعر أن الحملة الأمنية جاءت على خلفية انتقاداته لقيادات وصفها بـ "الفاسدة"، قائلاً إن التغييرات الجذرية التي يجريها زعيم الميليشيات انقلبت ضد أتباعه، وهو بذلك يشير إلى خطاب زعيم الجماعة لمناسبة ذكرى انقلاب الحوثي في الـ 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي بإجراء تغييرات جذرية في مؤسسات الدولة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بالتزامن مع توسع دائرة الغضب الشعبي ضدها في تلك المناطق.

وسبق أن وجه الشاعر الموالي للميليشيات انتقادات لاذعة لجهاز القضاء في مناطق سيطرتها، وقال في إحدى المقاطع التي نشرها إن القضاء أصبح "مخترقاً ويدار من قبل جهاز الأمن والمخابرات" التابع للميليشيات.

صراع بيني

وبحسب نشطاء في مواقع التواصل فإن اعتقال الجرموزي الذي لم يشفع له تاريخه الطويل في "غسل جرائم الميليشيات بشعره الطائفي والعنصري"، جاء على خلفية صراعات بينية داخل أجنحة الميليشيات، دفع ثمنها كونه لا ينتسب للأسر السلالية المنحدرة من صعدة وإنما من جناح صنعاء الذي يعاني سطوة القادمين من معقل الحركة الحوثية التاريخي، ممن استفادوا من الامتيازات والمناصب الرفيعة.

وعلى وقع ما أثارته الحادثة من جدل في مواقع التواصل الاجتماعي، أرجع الإعلام الأمني بوزارة الداخلية التابع للميليشيات سبب الاعتقال إلى أن تحرك "الحملة الأمنية كان ضمن مهماتها القانونية لضبط محمد الجرموزي بناء على أوامر قضائية بذلك"، مضيفاً أن "الأوامر القضائية صدرت بعد ورقة كف الخطاب التي ذكرها الجرموزي".

وذكرت أنها "حاولت إحضار الجرموزي عبر وجاهات وأشخاص لمحاولة إقناعه بالحضور من دون إرسال حملة أمنية، لكنه رفض التجاوب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات