ملخص
أرين طباطبائي ودينا إسفندياري وعلي واعظ جزء من شبكة نفوذ في الإدارة الأميركية تديرها إيران... فما القصة؟
في أعقاب ردود الفعل على التقارير المتعلقة باللوبي الإيراني في الإدارة الأميركية، نشرت أول من أمس الثلاثاء أخبار تفيد بأن علي واعظ، أحد أعضاء هذه الشبكة زار البيت الأبيض خمس مرات في الأقل خلال العامين الماضيين.
وقالت صحيفة "واشنطن فري بيكون" في تقريرها إن "أعضاء شبكة نفوذ النظام الإيراني في الإدارة الأميركية ومن بينهم علي واعظ"، الزميل السابق لروبرت مالي، تمكنوا من الوصول إلى كبار المسؤولين في إدارة بايدن وأنه كان يذهب إلى البيت الأبيض للقائهم.
واستناداً إلى تقرير منصة "سيمافور"، فإن المحلل الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ متهم بالمساعدة في "تحقيق أهداف طهران في واشنطن"، باعتباره عضواً في شبكة نفوذ واسعة تخضع لسيطرة النظام الإيراني.
وتحدث التقرير عن أن علي واعظ كان على اتصال مباشر بكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية وعمل على أنه جزء من عملية النفوذ تحت إدارة وزارة الخارجية الإيرانية.
وأثارت المعلومات الجديدة التي نشرتها "واشنطن فري بيكون" حول زيارات علي واعظ للبيت الأبيض، السؤال التالي عما إذا كانت إدارة بايدن على علم بتورطه في عمليات النفوذ الإيرانية أم لا؟، ومن المحتمل أيضاً أن يكون المسؤولون في إدارة الرئيس الديمقراطي قدموا لواعظ معلومات حول المفاوضات مع طهران.
وازداد الجدل حول شبكة النفوذ الإيرانية في إدارة بايدن بعد نشر التقرير المشترك لقناة "إيران إنترناشيونال" و"سيمافور" الذي ذكر بالتحديد اسم أرين طباطبائي ودينا إسفندياري وعلي واعظ على أنهم جزء من عملية نفوذ كانت تدار من قبل طهران، في وقت كانت أرين طبطبائي تشغل منصباً حكومياً وعملت سابقاً في وزارة الخارجة الأميركية، بينما علي واعظ كان مقرباً من المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي الذي أقيل من منصبه في مارس (آذار) الماضي بعدما وُجّه إليه اتهام بتسريب معلومات سرية.
وعقد واعظ خمسة اجتماعات في الأقل مع المسؤولين في البيت الأبيض بين عامي 2022 و2023، وخلال الفترة نفسها دخلت إدارة بايدن في قضايا سياسية ودبلوماسية مع النظام الإيراني أسفرت عن إطلاق سراح رهائن والإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة.
ويبدو أن علي واعظ عقد اجتماعات مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سولفيان ومنسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك، واضطلع معهما بدور مهم في الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون الإيرانية علي رضا إن "إدارة بايدن يجب أن تكون صادقة مع الشعب الأميركي في ما يتعلق بشبكة النفوذ الإيرانية، والإجابة عما إذا كان سوليفان وماكغورك يعلمان بأن علي واعظ يدافع بشكل فاعل عن النظام الإيراني أم لا؟ وإذا كانوا يعرفون فلماذا سمحوا لطهران بإيجاد مثل هذه الشبكة الواسعة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يستجِب علي واعظ ولا البيت الأبيض لطلب "واشنطن فري بيكون" الحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الاجتماعات، إلا أن المتحدث باسم مجموعة الأزمات الدولية التي يشغل فيها علي واعظ منصب مدير قسم إيران قال "عادة ما يجتمع واعظ مع مسؤولين حكوميين بصفته محللاً".
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن علي واعظ التقى خلال الأعوام الماضية بمسؤولين من ثلاث إدارات متتالية حول سياسات النظام الإيراني وأن هذه اللقاءات تشبه التي أجراها مع المسؤولين الأوروبيين والشرق أوسطيين، مشيراً إلى أن مواضيعها كانت في المجمل عن "التهديدات النووية غير المحدودة لطهران".
ويبدو أن اجتماعات علي واعظ مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض تحتاج إلى مزيد من التحقيق، إذ علق مسؤول كبير في البيت الأبيض على هذه القضية قائلاً إن "مدى ولاء واعظ لطهران وما إذا كان المسؤولون على علم بارتباطاته مع مسؤولين إيرانيين أو لا يمكن أن يكون موضوع تحقيقات مستقبلية"، وأضاف أن "كل من قرأ كتاباته ورأى دعمه لإيران كان عليه أن يعرف أن لديه علاقة وثيقة مع المسؤولين هناك وأنه يدعم مواقف طهران في المفاوضات".
وتكشف الرسائل الإلكترونية المسربة للنظام الإيراني التي اطلعت عليها "سيمافور" عن أن علي واعظ كان على اتصال مباشر مع مصطفى زهراني الذي كان يدير الشبكة من طهران وهو مقرب من النظام، وكان يرسل نسخاً من كتاباته ومقالاته إليه لمراجعتها قبل أن تنشر.
ووفقاً لما ورد في تقرير "سيمافور"، فإنه في حال واحدة في الأقل، تم إرسال مقالات علي واعظ إلى وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف لمراجعتها.
أما أرين طباطبائي وهي مسؤولة كبيرة في البنتاغون، فمتهمة أيضاً بأنها عضو في شبكة النفوذ الإيرانية داخل إدارة بايدن، إذ تحدثت التقارير عن أنها كانت على اتصال مباشر مع جواد ظريف قبل مشاركتها في أي نشاط سياسي.
وبعد الكشف عن وجود لوبي إيراني في الإدارة الأميركية، طالب أكثر من 30 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ من إدارة بايدن إلغاء التصريح الأمني لأرين طباطبائي وأمهلوا البنتاغون حتى السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري للرد على الأسئلة المتعلقة بتصريحه.
وقال المستشار السابق لشؤون إيران في وزارة الخارجية الأميركية غابرييل نورونها في معرض حديثه عن زيارات علي واعظ للبيت الأبيض، إن ذلك يظهر جلياً أن شبكة النفوذ الإيرانية تسعى إلى تحقيق أهدافها على أعلى المستويات الحكومية في الولايات المتحدة.
وشكك المدير التنفيذي لمركز بولاريس للأمن القومي للأبحاث في نفي وزارة الخارجية عملية نفوذ النظام الإيراني داخل الإدارة الأميركية، وقال إن هذا الادعاء "كاذب"، واصفاً رفض إدارة بايدن الاعتراف بنفوذ الشبكة الإيرانية بأنه "سذاجة شديدة أو تستر آخر".