ملخص
مهرجان الإسكندرية يعرض أفلاماً تثير الحماسة والجدل من لبنان ومصر وإيطاليا.
تنافس أفلام مهمة كثيرة في دورة مهرجان الإسكندرية السينمائي الـ39، وبعضها حقق رد فعل كبيراً وجدلاً واسعاً على المستويين الجماهيري والنقدي، ومنها الفيلم المصري "اختيار مريم" و"أما عن حالة الطقس" و"الصف الأخير"، وبعض الأفلام الأجنبية المهمة من دول مختلفة مثل إيطاليا وسلوفانيا، منها فيلم "طعام فضائي" و"بيني" واللبناني "ع مفرق طريق".
"اختيار مريم"
كان فيلم "اختيار مريم" المشارك في مسابقة الفيلم المصري من أكثر الأفلام التي حظيت بردود فعل قوية وحضور جماهيري كبير، وأثار جدلاً كبيراً بسبب جرأة موضوعه والمشكلات التي يطرحها بصورة مباشرة من دون تردد أو خوف من الرقابة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتناول العمل عدداً من القضايا الاجتماعية المهمة التي تخص جميع فئات المجتمع، سواء الأب الذي يقوم بدوره الفنان محمد رضوان، أو الأم التي تعاني مشكلات نفسية، إضافة إلى مشكلة الضعف الجنسي عند الشباب التي تجسدت في حال الابن.
يقول مخرج الفيلم محمود يحيى لـ"اندبندنت عربية" إنه قضى ثلاثة أعوام في كتابة هذا الفيلم وتحضيره وتصويره، بدأت في 2019 وحتى 2021.
ويوضح أنه كان يعلم أن الفيلم يحمل قضايا جريئة قد تكون غير مطروحة في أعمال أخرى بهذا الوضوح، وكان يعلم أنه سيواجه عراقيل في طرح هذه المشكلات التي تعتبر من المسكوت عنها نظراً إلى حساسيتها ولأن الأسر المصرية لا تفصح عن المسائل الخاصة وتعتبر ذلك عيباً مثل مشكلات الضعف الجنسي.
وأوضح يحيى أن فيلمه واجه صعوبات إنتاجية، على رغم أنه يعد من الأعمال المستقلة منخفضة الكلفة.
أما الفنان محمد رضوان بطل الفيلم، فقال إنه انبهر بفكرة العمل وجرأة الطرح وحساسية المواضيع التي رأى أن المجتمع المصري يدير ظهره عنها خوفاً من القيل والقال، مشيراً إلى أنه تحمس للعمل لأن فريقه من الشباب وكان يثق بالنتيجة ويؤمن بضرورة أن يكون الطرح بهذه الطريقة.
وشدد على أن هذه التجربة هي من أمتع التجارب التي شارك فيها، وقام بتصوير الفيلم قبل تجربته في مسلسل "موضوع عائلي" الذي ظهر فيه بشخصية "رمضان حريقة" وحقق من خلاله انتشاراً جماهيرياً.
واختتم رضوان بأنه سعيد جداً لأن الفيلم أحدث صدمة إيجابية وجدلاً ورد فعل كبيراً جداً، لكنه أشار إلى أن هناك مجهوداً كبيراً بذله الجميع ليخرج الفيلم إلى النور بتلك المواضيع الشائكة.
ويدور فيلم "اختيار مريم" في إطار من الكوميديا السوداء خلال يوم واحد من الأحداث في حياة أسرة مصرية بعدما تتعرض ربة الأسرة "مريم" لإغراء مالي كبير قد يحل أزمة العائلة، لكن بحدوث بعض المفارقات تكتشف مريم أن مشكلتهم أكبر بكثير من مجرد الأزمة المالية.
"أما عن حالة الطقس"
وعرض فيلم "أما عن حالة الطقس" ضمن مسابقة الفيلم المصري للمخرج والممثل أحمد حداد، وتميز بمعالجة قضايا المرأة والقصص العاطفية والعلاقات المتشابكة، إضافة إلى شخصية البطل الشاب المهزوم المريض بحالة "بانيك أتاك".
وقال مخرج ومؤلف الفيلم أحمد حداد إن "شخصية الشاب الانهزامية استهوتني كثيراً لتقديمها، وقمت بالبحث الدقيق عن هذا المرض حتى أتمكن من تقديمه بحرفية شديدة".
وأضاف "صورت الفيلم خلال عام كامل وأنجزت عملية المونتاج في فترة كورونا وخرج الفيلم إلى النور عام 2022، وكنت حريصاً عند اختيار الأبطال أن يكونوا ملائمين لشخصيات العمل، خصوصاً أنني أقدم عدداً من القضايا الخاصة بالمرأة".
استعان حداد ببعض الأغاني القديمة لمطربين كبار ضمن أحداث الفيلم، ويقول إن السر وراء ذلك هو خلفيته الشاعرية وحبه لإلقاء الشعر والأغاني، إضافة إلى أن الأمر جاء معبراً عن الأحداث وحال الشخصيات.
وأوضح أن رؤيته للعمل المطعم بالأغنيات ترجع إلى خلفيته الأسرية وانتمائه إلى عائلة فنية، فهو حفيد الشاعر الكبير فؤاد حداد، مؤكداً أن من معوقات العمل العبء المادي والموازنة التي أرهقته كثيراً، وهو يعتبر أن هذه التجربة ليست سينما تجارية بل تنتمي إلى "السينما المستقلة".
شاركت في بطولة الفيلم نخبة من النجوم، منهم ريهام عبدالغفور وحنان يوسف وثراء جبيل والمخرج الكبير خيري بشارة، وأشار حداد إلى أنه أقنع هؤلاء النجوم بأهمية التجربة فوافقوا على المشاركة بصرف النظر عن العائد المادي لإيمانهم بأهمية الفيلم وما يحمله من قضايا قد لا تنفذها السينما التجارية.
"الصف الأخير"
وعرض ضمن فعاليات الدورة الـ39 لمهرجان الإسكندرية السينمائي كذلك، الفيلم المصري "الصف الأخير" من بطولة بيومي فؤاد وتيام مصطفى قمر.
ويدور العمل حول شاب يخوض رحلة تتغير من خلالها نظرته إلى الحياة، إذ كان يرى كل شيء من جانب واحد ومن خلال ظروفه ووجهة نظره، لكنه يكتشف بعد مروره بكثير من الأحداث أن الحياة يمكن رؤيتها من نواحٍ عدة كلها تحتمل الصواب والخطأ.
وتم تصوير الفيلم في أماكن عدة من جمهورية مصر العربية مثل القاهرة ورأس البر ودمياط والبدرشين وكفر الشيخ.
"ع مفرق طريق"
على رغم عرضه في مهرجانات دولية عدة مثل مهرجان "مالمو" ومهرجان البحر الأحمر، حقق الفيلم اللبناني "ع مفرق طريق" المشارك في مسابقة الأفلام الطويلة ضمن مهرجان الإسكندرية ردود فعل إيجابية جداً، نظراً إلى طرحه قضايا عدة متعلقة بالوضع اللبناني.
تدور أحداث الفيلم حول "هادي" وهو ممثل شاب مشهور يمر بحال إحباط من المستوى المتدني للفن، وأثناء محاولته إعادة النظر في اختياراته الفنية تصله فرصة العمر ويقع في الحب، والفيلم من بطولة جوليا قصار وشادي حداد.
تحدثت مخرجة الفيلم لارا سابا عن الصعوبات والمعوقات والتحضيرات الخاصة بالفيلم، قائلة إنه "مر بمصاعب عدة، إذ تم تصويره خلال فترة كورونا عام 2019، وكنا في لبنان وقتها نتعرض لأزمات اقتصادية صعبة، إضافة إلى مواكبته فترة الثورة اللبنانية وانفجار مرفأ بيروت".
وأشارت إلى أن كل فريق العمل تعرض لخسائر كبيرة بسبب ذلك الانفجار، سواء بخسارة أملاكه أو منزله أو فقدان أحد من ذويه أو إصابته.
وعن الصعوبات المادية، قالت سابا "للأسف عانيت كثيراً على المستوى المادي حتى أنفذ الفيلم، فهو لم يحصل على دعم من أية جهة، خصوصاً أن كلفته كانت 200 ألف دولار"، واختتمت "حاولت من خلال هذا الفيلم التأكيد على أن اللبنانيين وعلى رغم المصاعب والمعوقات لا يمكن منعهم من الاستمتاع بالحياة والشعور بالأمل".
مشاركة سلوفانيا
من سلوفانيا شارك فيلم "بيني" الذي أثار الإعجاب لتناوله قضية الطفولة ومشكلاتها من خلال مشكلة طفل في دار رعاية خاصة يحاول أن يبحث عن والديه حتى يقضي معهما ليلة "كريسماس"، وهو أمر يعجز عن تحقيقه على رغم أنه أمنيته الوحيدة.
مخرج الفيلم سلوبودان ماکسیموفيتش قال إنه كان متحمساً جداً لطرح فيلم يتعلق بالأطفال، بخاصة أن السينما لم تعد تهتم كثيراً بهذه الفئة، مما دفعه إلى تقديم عمل يعبر عنهم وعن مشكلاتهم وأوجاعهم مع الأسرة.
وأشار إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الأطفال والآباء، تحديداً في عصر "تيك توك" والتكنولوجيا التي تغذيهم بأفكار وآراء غير مفيدة.
وعن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار بعض الأمراض النفسية، عرض بنجاح كبير الفيلم الإيطالي "طعام فضائي" المشارك في المسابقة الرسمية وهو إنتاج عام 2023 وبطولة وإخراج جورجيو كوغنو، وشاركت في البطولة فيكتوريا منوني وناتالي فرانكون، وتدور أحداثه حول رجل أربعيني يدعى ألبرتو يعاني مرضاً نفسياً يجعله ينفصل عن العالم ويرى أشياء خيالية من الفضاء.
وتحدث بطل الفيلم ومخرجه الإيطالي جورجيو كوغنو عن تجربته، قائلاً "هذا هو عملي الثاني عن الأمراض النفسية التي تتسبب فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وبطبيعتي أحب تقديم أفلام يكون بطلها مصاباً بمرض نفسي غير معروف، وهو ما حدث في فيلمي الأول، وسأكمل الثلاثية خلال الفيلم التالي بالحديث عن مرض نفسي آخر".
وكشف كوغنو عنه أنه استعان بطبيب نفسي ليساعده على فهم أمراض الـ"سوشيال ميديا" النفسية، إلى جانب زيارته مركزاً يعالج فيه المرضى الذين يعانون هذا المرض، فخطرت في باله فكرة الفيلم عام 2007.
