ملخص
مناطق عدة تعاني أزمة الجفاف وتم تخصيص ما يعادل 7.8 مليون دولار لشراء الحبوب الغذائية للمتضررين
قال مفوض اللجنة الفيدرالية لإدارة درء أخطار الكوارث السفير شيفراو تكلي ماريام إن "أعمال المساعدات الإنسانية جارية للحد من الأضرار الناجمة عن الجفاف في مناطق مختلفة من إثيوبيا"، وأشار إلى أن مساعدات عينية ومادية قُدمت إلى 7.2 مليون مواطن يحتاجون إلى الدعم خلال الأسبوع الماضي".
وتأثرت مناطق عدة في إثيوبيا بظاهرة الجفاف التي ضربت منطقة القرن الأفريقي منذ أواخر عام 2016 والتي تعانيها دول عدة مثل إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان في موجة لم تشهدها منطقة شرق أفريقيا منذ 40 عاماً.
المستويات كافة
وأكد شيفراو تكلي ماريام أن "الإجراءات مستمرة للتعامل مع الجفاف، بخاصة في إقليمي أمهرا وتيغراي"، داعياً أصحاب المصلحة والهياكل الحكومية إلى "القيام بدورهم لمواجهة هذه الظاهرة على المستويات كافة".
وكان رئيس حكومة إقليم أمهرا في شمال إثيوبيا أريغا كبدي قال إن "حكومته خصصت مبلغ 430 مليون بر إثيوبي لشراء الحبوب الغذائية بغية مساعدة المتضررين من قلة الأمطار"، موضحاً أن "المواطنين في إقليم أمهرا يعانون بسبب قلة الأمطار في ثماني مناطق و39 محلية وأنه تم تشكيل لجنة تعمل على إحصاء المتضررين، بدأت باتخاذ إجراءات للحصول على دعم فوري للأشخاص المعرضين لخطر الجفاف".
وأفاد كبدي بأن "المشكلة واسعة النطاق وعلى رغم أن موارد الدعم المتوافرة في المنطقة محدودة، إلا أننا سنستغل كل الخيارات الأخرى ونحاول إخراج المواطنين من الأزمة الحالية".
السلام مؤثر
وأكد أن "غياب السلام والأمن في المنطقة يمثلان تحدياً أمام نقل المساعدات الغذائية"، موضحاً أن "شراء مواد غذائية بمبلغ 430 مليون بر إثيوبي لا تكفي المتضررين".
وأضاف أنه "من الممكن إرسال الدعم إلى المناطق التي تحتاج إلى الغذاء بحسب الأولوية وباستخدام الموارد المتاحة" وأن "الحكومة الإقليمية ستحدد حجم المشكلة وتبحث عن مزيد من المنظمات للتنسيق معها خلال المرحلة المقبلة لتوفير الحاجات الخاصة بالمواطنين".
ودعا كبدي المناطق التي لم تشهد نقصاً في الأمطار وتنتج فائضاً من المحاصيل، إلى الوصول للمحتاجين ومؤازرتهم وإثبات تضامنهم.
وقال إن "خطر قلة الأمطار مع الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة يشكل ضغطاً إضافياً، لكن الحكومة تبذل كل الجهود للوصول إلى المواطنين المحتاجين".
ورأى أن "السلام هو أساس حل كل شيء"، مناشداً "كل من يشعر بالمسؤولية في إنقاذ حياة الأشخاص الذين يواجهون مشكلات، ضرورة حماية السلام في المنطقة".
وشدد على أنه "سيعمل لضمان حصول الأشخاص المعرضين للخطر بسبب قلة الأمطار والنزوح وأسباب أخرى مختلفة، على الدعم وبشكل مستدام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توسع وتطور
ويشرح رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية يس أحمد أنه "توجد في إقليم أمهرا تسع من أصل 11 منطقة معرضه للجوع ومنطقتان من تسع متأثرة بالمجاعة بصورة كاملة، إلى جانب القرى المحيطة بتلك الأماكن وهي أيضاً متأثرة بصورة متفاوتة". وأضاف أن "ساكني تلك المناطق ذكروا في مقابلات أجراها معهم مركز البحوث الاستراتيجية أن الجفاف قد يتوسع ويتطور لحدوث مجاعة وإن 120 شخصاً إلى 135 ماتوا جوعاً، بينما نفق في شمال قوندر نحو 10500 من المواشي بسبب الجفاف الضارب في المنطقة".
وقال "أشارت جهات متخصصة إلى أن المشكلة أصبحت خارجة عن سيطرة الحكومة لتفاقمها"، موضحاً أن هذه الأحداث هي أيضاً من تبعات الحرب في إثيوبيا التي تضررت منها بصورة خاصة منطقة إقليم تيغراي وإقليم الأمهرا وإقليم العفر، ومناشداً "المجتمع الدولي المعني بايصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في ظل توافر الأمن والحماية للموظفين الإنسانيين".
وأردف يس أحمد أن "الظروف الطبيعية مثل الجفاف الذي تعانيه إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي عموماً، تعتبر أمراً خارجاً عن سيطرة الإنسان على رغم تأثير الإنسان السلبي في البيئة، لكن في استطاعة الدول التخفيف من الآثار الناجمة عن نقص الأمطار والجفاف بما تقدمه من مساعدات".
وقال "تعمل الحكومة الإثيوبية والجهات المعنية بلا كلل للتخفيف من ظروف الجفاف على المستوى الإقليمي، كما أن عامل السلام يعتبر من الأولويات التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في شمال البلاد وعلى مستوى الدولة من خلال الحوار الذي تبنته أديس أبابا".
الماء والطعام
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشار في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أن 22 مليون شخص باتوا مهددين بالجوع في إثيوبيا وكينيا والصومال نتيجة الجفاف بسبب الظروف المناخية وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وتلفت مصادر إلى أن أعداد المتأثرين بالجفاف بمنطقة القرن الأفريقي في ازدياد متواصل، حيث يعاني 5.6 مليون شخص من حالات "الانعدام الغذائي الحاد" في الصومال، إلى جانب 12 مليوناً في إثيوبيا و4.3 مليون في كينيا، وهي مناطق ظل سكانها معتمدين بصورة أساسية على تربية المواشي والزراعة.
وأجبر انقطاع الأمطار والجفاف 1.7 مليون شخص منهم في أماكن متعددة على مغادرة منازلهم بحثاً عن الماء والطعام، بحسب تقرير حديث لبرنامج الغذاء العالمي.
الدور البشري
ويشار إلى أنه منذ عام 2016، لم تشهد بعض مناطق القرن على مدى سبعة مواسم مطرية، أمطاراً بمعدلات كافية، وفق ما ذكره مركز دراسات الأخطار المناخية.
وكانت دراسة علمية نشرتها شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" أفادت بأن "الجفاف الشديد الذي يضرب القرن الأفريقي نجم عن نقص غير مسبوق في تساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وما كان ليحدث لولا انبعاثات الغازات الدفيئة".
وقالت "وورلد ويذر أتريبيوشن" (دبلو دبليو أي) التي تجري تقييماً للعلاقة بين العوامل الجوية القصوى وتغيّر المناخ إن "تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية جعل إمكان حدوث الجفاف الزراعي في القرن الأفريقي أكبر بمئة مرة".