Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطرق الجديدة "رئة بغداد" للتنفس من الاختناق المروري

برلماني يطالب بالاستفادة من تجربة القاهرة ونقل المؤسسات والجامعات لخارج العاصمة

ساحة النسور غربي بغداد تشهد أعمالا إنشائية وتعاني يوميا من زحام مروري كبير (اندبندنت عربية)

ملخص

العراق يطلق حزمة مشروعات جديدة لإنقاذ العاصمة بغداد من الاختناقات المرورية.

باتت مشكلة الزحام أحد الهموم الكبيرة التي تواجه سكان بغداد، فالوصول إلى مكان العمل والرجوع إلى المنزل معاناة يومية، وعلى رغم إطلاق الحكومة العراقية 16 مشروعاً في العاصمة لفك الاختناقات المرورية فإنها زادت من الطين بلة بسبب التقاطعات الجديدة التي أحدثتها الأعمال الإنشائية.

في ساحة النسور جنوب غربي بغداد يجرى تشييد أحد المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الإسكان العراقية ضمن المشاريع الـ16، حيث تنتظر مئات المركبات في طابور طويل في انتظار دورها للمرور في إحدى الطرق البديلة التي تتولاها شركة صينية وتشمل ثلاثة أنفاق وجسرين لتقليل الزخم المروري في تلك المنطقة الحيوية.

وتأمل الحكومة العراقية في التقليل من حجم مشكلة أزمة السير ببغداد التي تفاقمت منذ ارتفاع عدد السيارات بالعاصمة إلى 4 ملايين في وقت كانت لا تتجاوز 350 ألف سيارة قبل عام 2003، خصوصاً مع توسعها بشكل كبير وزيادة عدد سكانها ليصل إلى ثمانية ملايين نسمة.

الحزمة الأولى

يرى المتحدث باسم وزارة الإسكان العراقية نبيل الصفار، أن الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد ستقلل الزحام بها، مشيراً إلى أن الطرق لم تقطع 100 في المئة وجرى توفير طرق بديلة.

وقال الصفار، في تصريحات متلفزة سابقة، إن المشاريع التي أطلقت تباعاً تستند إلى دراسات لأن مدينة مثل بغداد لا يمكنها تحمل هذا العدد الهائل من المشاريع من دون تخطيط مسبق، في ظل زيادة عدد المركبات حالياً بما يمثل 10 أضعاف ما تتحمله الشوارع فعلياً.

وأضاف "قبل البدء في تنفيذ أي مشروع تقام تحويلات وتزال موانع لتسهيل السير في الطرق"، موضحاً أن الحكومة العراقية بصدد دراسة مشاريع الحزمة الثانية، حيث تحددت الأماكن التي تشهد زحامات مرورية وفيها تقاطعات لحلها، ثم هناك حزمة ثالثة وهناك جهود لتوسيع الشوارع وتقليل الاختناق المروري بالعاصمة".

 

 

ووفق المخطط الزمني، فإن هذه المشاريع الكثيرة ستنجز خلال عام، بحسب المتحدث باسم وزارة الإسكان العراقية، مبيناً أنه خلال الأيام المقبلة سيكون هناك تصاعد في وتيرة العمل مراعاة لظروف الدراسة.

بغداد وما حولها

وقال نبيل الصفار، إن هناك إجراءات أخرى يجرى اتخاذها للتقليل من الزحام في بغداد منها الطريق الحولي الرابع، الذي يدور حول العاصمة العراقية، وهو طريق يبلغ طوله 94 كيلومتراً وبعرض 100 متر، حيث يمر على جميع مداخل بغداد، مضيفاً "وضعنا مساراً وسطياً في هذا الطريق من أجل استخدامه للنقل العام، فضلاً عن مترو بغداد الذي سيعمل على تقليل الزحام".

وخلال العامين الأخيرين استؤنف العمل في عدد من مشاريع الطرق، أهمها الطريق الحولي الجديد في بغداد "دورة يوسفية"، الذي يمتد لـ12 كيلومتراً والذي افتتح في مطلع العام الحالي، وخفف الزخم المروري على مناطق جنوب العاصمة، فضلاً عن توسعة مداخلها الأربعة وإنشاء سلسلة من الجسور وطريق جديد يمتد على منطقة سدة مدينة الصدر، يربط معظم المناطق شرق بغداد مع ديالى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي محما خليل، فأشار إلى أن المشاريع التي أطلقت جزءاً من 62 مشروعاً سيجرى إزاحة الستار عنها تباعاً، موضحاً أن مشاريع فك الاختناقات وحدها لا تكفي.

وأضاف "المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الإسكان عددها 19 مشروعاً من أصل 62"، مشيراً إلى أن الزحام في بغداد كبير جداً فليس من المعقول أن يستغرق المواطن في مسيره إلى عمله ما بين ساعتين وثلاث ساعات.

ولفت الانتباه إلى أن شوارع العاصمة سيئة وتحتاج إلى تعبيد وتوسعة في ظل زيادة عدد سكانها، مؤكداً أن لجنة الخدمات بالبرلمان سبق وطالبت أن يكون هناك تشريع قانوني العاصمة والعشوائيات.

ودعا إلى "ضرورة إجراء حلول جذرية وليس ترقيعية وإذا لم تعالج استراتيجياً فسنواجه مشكلات واختناقات أخرى، لأننا لم نعالج المشكلة الحقيقية وعلينا الاستفادة من التجارب العالمية سواء في العاصمة المصرية القاهرة أو الدول الأخرى التي كانت فيها عشوائيات".

 

 

وحث على إخراج مؤسسات الدولة والجامعات خارج حدود العاصمة ووضع خطط طويلة الأمد من خلال الاستفادة من الدول التي لها خبرة في فك الاختناقات، مشيراً إلى أن مشاريع فك الاختناقات لا تكفي إذا لم تكن معها مشاريع أخرى مثل مترو بغداد والطريق الحولي ومنع مرور سيارات الحمل (النقل الثقيل) في العاصمة.

طرق بديلة

المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي اعتبر بدوره أن إطلاق حزمة مشروعات لتنفيذها معاً أمر غير صائب وكان من الأفضل التريث في تنفيذها وإطلاق مشاريع غيرها "فمثلاً الجسور يمكن إطلاقها بالتتابع وليس دفعة واحدة أو المباشرة بها بعد تهيئة طرق بديلة".

وتابع "لا بد أن يكون لدينا قطار لنقل البضائع في داخل العاصمة بدل الاعتماد على سيارات الحمل الكبيرة وتحديد أوقات الدوام في الدوائر بشكل يسهم في التقليل من مستوى الاختناقات فأوقات الذروة من الواحدة ظهراً إلى الرابعة عصراً يستمر الزحام بسبب الموظفين والطلاب".

ودعا إلى تفعيل النقل الجماعي وأن يتم إفساح المجال للقطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل سواء القطارات أو مترو بغداد أو عبارات نهرية أو طرق بديلة استثمارية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات