كيف انعكست "أحداث غزة" على الرياضة العالمية؟

انعكست أحداث غزة على مرآة الرياضة العالمية مع تواصل الغارات والقصف الإسرائيلي المركز على مواقع مختلفة في القطاع لليوم السابع على التوالي بعد هجوم حركة "حماس"، لتتواصل معه ردود أفعال الكيانات الدولية والقارية والمحلية والأندية ونجوم الرياضات التي يتابعها الملايين حول العالم، في محاولة لتشكيل رأي عام وآخر مضاد.

الكرة الإنجليزية تلتزم الحياد

وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الخميس، أن الأعلام والقمصان التي تظهر الدعم لضحايا الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني لن يسمح بها في مباراتي إنجلترا أمام أستراليا وإيطاليا على ملعب "ويمبلي"، حيث تستضيف إنجلترا منتخب أستراليا ودياً غداً الجمعة قبل أن تواجه إيطاليا في تصفيات بطولة أوروبا يوم الثلاثاء المقبل.

وقال الاتحاد الإنجليزي في بيان "مساء الجمعة سنتذكر الضحايا الأبرياء للأحداث المروعة في إسرائيل وفلسطين".

"سنسمح فقط بالأعلام وقمصان اللعب وغيرها التي تعكس هوية مشجعي المنتخبات المتنافسة داخل استاد ويمبلي في المباراتين المقبلتين أمام أستراليا وإيطاليا".

وأضاف الاتحاد الإنجليزي أن لاعبي إنجلترا وأستراليا سيرتدون شارات سوداء وستكون هناك فترة صمت قبل إنطلاق المباراة.

وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز الوقوف دقيقة صمت قبل انطلاق مباريات الجولة المقبلة من المسابقة وارتداء شارات سوداء حداداً على ضحايا "الأزمة المتصاعدة في إسرائيل وغزة".

وأبدت الرابطة في بيان "إدانتها الشديدة لأعمال العنف المروعة والوحشية ضد المدنيين الأبرياء" وتعاطفها "مع الضحايا وأسرهم والمجتمعات المتضررة".

وقالت إن اللاعبين والمدربين والحكام المشاركين في الجولة المقبلة من المسابقة التي تقام بين 21 و23 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري سيرتدون شارات سوداء ويقفون دقيقة صمت "كبادرة احترام لكل المتضررين" من الأزمة.

وانتقدت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية لوسي فريز، قرار اتحاد كرة القدم بسبب قرار عدم إضاءة قوس استاد "ويمبلي" بألوان العلم الإسرائيلي قبل المباراة الودية بين إنجلترا وأستراليا اليوم الجمعة.

وقالت فريزر إنها شعرت "بخيبة أمل شديدة" بسبب القرار نظراً لأن قوس الملعب الوطني لكرة القدم الإنجليزية قد حمل سابقاً اللونين الأصفر والأزرق تعبيراً عن التضامن مع أوكرانيا بعد الحرب الروسية.

وسُئل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت عن رأيه في موقف الاتحاد الإنجليزي فقال في المؤتمر الصحافي قبل مباراة أستراليا "إنه واحد من أكثر المواقف تعقيداً في العالم... من الواضح أن أي قرار كانوا سيتخذونه كان سيتم انتقاده بطريقة أو بأخرى، لذلك أدرك أيضاً مدى صعوبة الأمر بالنسبة لهم".

وأصدر مجلس إنجلترا وويلز للكريكيت بياناً أمس الخميس جاء فيه "إننا نأسف للخسارة المروعة في أرواح الأبرياء في أعقاب الأحداث الأخيرة في إسرائيل وفلسطين، أفكارنا وصلواتنا مع عائلات وأصدقاء جميع الضحايا الأبرياء، وأولئك الذين ما زالوا في عداد المفقودين، وكذلك المجتمعات المتضررة".

"على رغم أن الرياضة تبدو تافهة مقارنة بالمشاهد المروعة التي شاهدناها جميعاً، فهي أيضاً فرصة للناس للالتقاء معاً وتذكير أنفسنا بأن هناك ما يجمعنا معاً أكثر بكثير مما يفرقنا، وعلينا الآن أن نتحد جميعاً في أملنا من أجل السلام".

وحذف لاعب الكريكيت الإنجليزي معين علي منشوراً عبر حسابه على منصة "إنستغرام" كان يضم العلم الفلسطيني واقتباساً من مالكولم إكس، ثم أعاد نشر الاقتباس الذي يقول "إذا لم تكن حذراً، فإن الصحف ستجعلك تكره الأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد وتحب الأشخاص الذين يمارسون القمع"، لكن من دون صورة العلم.

"يويفا" يواسي إسرائيل

بعث رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ألكسندر تشيفرين برسالة إلى رئيس الاتحاد الإسرائيلي للتعبير عن تعازيه بعد ما وصفها بـ "أعمال العنف غير المبررة"، عقب مقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل جراء هجوم حركة "حماس" المباغت يوم السبت الماضي.

ولم يصدر (يويفا) أي تصريحات علنية بشأن الوضع بين إسرائيل وفلسطين باستثناء تأجيل جميع المباريات التي كانت مقررة في إسرائيل، إضافة إلى تأجيل مباريات المنتخب الإسرائيلي في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2024.

لكن السلوفيني تشيفرين كتب رسالة شخصية إلى رئيس الاتحاد الإسرائيلي للعبة موشيه زواريس قال فيها "نيابة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأسرة كرة القدم الأوروبية، أكتب إليك لأعبر عن حزننا العميق بعد علمنا بأحداث العنف المأساوية الذي وقعت مطلع الأسبوع في إسرائيل ما أسفر عن خسارة أرواح بريئة".

وعقب ما حدث قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل مباراتي إسرائيل أمام سويسرا وكوسوفو في المجموعة الأولى بتصفيات بطولة أوروبا 2024، وقال الاتحاد اليوم الخميس إن السلطات الإسرائيلية لا تسمح لمنتخبها الوطني بالسفر للخارج بسبب الصراع مع "حماس".

دعم النجوم

ومنذ اليوم الأول لهجوم حركة "حماس" على بلدات إسرائيلية السبت الماضي أعلن عدد من نجوم الرياضة دعمهم لإسرائيل مثل حارس المرمى البلجيكي الدولي تيبو كورتوا لاعب ريال مدريد الإسباني، والظهير الأوكراني أولكساندر زينشينكو لاعب أرسنال الإنجليزي، وعلى الجانب الآخر انبرى عدد من نجوم الرياضة العرب لدعم الموقف الفلسطيني وعلى رأسهم نجم المنتخب الجزائري ونادي الأهلي السعودي رياض محرز، ونجم المنتخب السعودي ونادي الهلال سالم الدوسري، ونجم المنتخب الأردني ونادي مونبلييه الفرنسي موسى التعمري، وعدد من نجوم المنتخب المصري على رأسهم محمد النني لاعب وسط أرسنال الإنجليزي، ومهاجم نانت الفرنسي مصطفى محمد، ومحمود عبدالرازق "شيكابالا" وأحمد مصطفى "زيزو" لاعبا الزمالك، ومحمود عبدالمنعم "كهربا" وحسين الشحات لاعبا الأهلي، وسام مرسي لاعب إيبسويتش تاون الإنجليزي، وآخرين.

وارتدى لاعبو المنتخب الجزائري لكرة القدم، أمس الخميس، الأوشحة الفلسطينية وحملوا العلم الفلسطيني قبل المباراة الودية أمام منتخب كاب فيردي، والتي انتهت بفوز "محاربو الصحراء" بنتيجة (5-1) استعداداً لبدء التصفيات الأفريقية.

صلاح أمام انتقادات معتادة

وبينما أثنت الجماهير العربية على مواقف اللاعبين الداعمين لفلسطين تسبب قائد المنتخب المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي في انقسام أصبح معتاداً بسبب الانتقادات الجماهيرية التي تزايدت عليه بسبب صمته وعدم إظهار أي دعم للقضية الفلسطينية، بينما اتخذت جماهير أخرى موقع الدفاع عن هداف الدوري الإنجليزي في عدة مناسبات مطالبة من ينتقدونه بالتعامل معه كلاعب كرة قدم فقط وعدم مطالبته بما هو أكثر من ذلك.

ويعد صلاح (31 سنة) الرياضي العربي الأشهر حول العالم حيث يتابعه قرابة 63 مليوناً على منصة "إنستغرام"، وأكثر من 18 مليوناً عبر منصبة "إكس"، وما يزيد على 16 مليوناً في "فيسبوك".

تهديد عربي

وذكرت صحيفة "ميرور" الإنجليزية أن عدداً من نجوم كرة القدم العرب والمسلمين أبلغوا أنديتهم في الدوري الإنجليزي الممتاز برفض أي مظهر للتحيز تجاه إسرائيل أو عدم احترام شهداء فلسطين خلال المباريات وأنهم سوف يتركون الملعب فوراً في حالة الإخلال بهذه البنود، كما كشفت الصحيفة أن أحد أندية الدوري الإنجليزي فصل بين اثنين من لاعبيه بعد أن اشتبكا بسبب اختلاف الآراء في ما يتعلق بأحداث غزة.

سيلتيك والرجاء

وكتبت مجموعة "غرين بريغاد" الداعمة لنادي سيلتيك غلاسكو الاسكلتندي مشهد بداية التأييد الجماهيري لفلسطين في المدرجات حيث رفعت أعلام البلد العربي مع عبارات تؤيد المقاومة والحرية وذلك خلال مباراة كليمارنوك.

المجموعة الجماهيرية التي تشكلت عام 2006 وتصف نفسها بأنها "جبهة واسعة مناهضة للفاشية والعنصرية والطائفية" لم تكتف بتأييد فلسطين في المباراة لكنها ردت على بيان إدارة ناديها الذي تبرأ فيه من تصرفات الجماهير ونفى انخراط المؤسسة الرياضية في السياسة، حيث أعلنت إطلاق صندوق تبرعات لدعم فلسطين، وكررت دعواتها لرفع الأعلام في مباراة أتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا.

وفي المغرب رفعت جماهير نادي الرجاء المغربي أعلام فلسطين خلال مواجهة المغرب التطواني يوم الأحد الماضي.