المعارك تحتدم شرق أوكرانيا وجهود روسية لتطويق مركز صناعي

أفادت كييف عن معارك "محتدمة" حول أفدييفكا شرق البلاد اليوم السبت، موضحة أن القوات الروسية "لم تتوقف عن مهاجمة" المدينة التي تعد المركز الصناعي الرمزي منذ أيام عدة في محاولتها لتطويقها.

وقالت أوكرانيا الأسبوع الماضي إن روسيا كثفت هجماتها على المدينة الواقعة على خط المواجهة وعلى بعد 15 كيلومتراً فقط من دونيتسك التي تسيطر عليها موسكو.

وتحولت أفدييفكا إلى رمز للمقاومة الأوكرانية منذ عام 2014، بعدما سقطت لفترة وجيزة في أيدي الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وتسيطر القوات الروسية حالياً على الأراضي الواقعة في شرق أفدييفكا وشمالها وجنوبها.

وقال فيتالي باراباش الذي يدير شؤون المدينة للتلفزيون الأوكراني "لليوم الخامس، لم يتوقف العدو عن مهاجمة أو قصف المواقع حول المدينة"، مشيراً إلى أن المعارك "محتدمة للغاية".

وأضاف "إنهم يحاولون محاصرة المدينة"، لافتاً إلى أن موسكو تنشر "مزيداً من القوات الجديدة" في المنطقة.

وبينما تحدث عن قتال عنيف، أوضح "بالتأكيد لا يوجد صمت هناك على الإطلاق. تبادل إطلاق النار مستمر سواء من شمال المدينة أو من جنوبها".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف تحافظ على مواقعها في أفدييفكا، بينما أفادت موسكو بأنها حسنت مواقعها هناك.

ولا يزال هناك حوالى 1600 مدني في المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالى 31 ألف نسمة.

كذلك، أعلنت أوكرانيا اليوم أن هجوماً روسياً أدى إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 11 سنة في قرية باغاتير الشرقية، الواقعة أيضاً في منطقة دونيتسك، على بعد حوالى 80 كيلومتراً غرب أفدييفكا.

وقالت الشرطة الأوكرانية في بيان "بلغ الفتى عمر 11 سنة قبل يومين فقط".

وأضافت أن والدته، البالغة من العمر 31 سنة، وشقيقه الأصغر جرحا ونقلا إلى المستشفى بعد الهجوم الذي ألحق أضراراً بنحو 20 منزلاً وكنيسة ومدرسة.

الجبهة الشرقية 

 على الصعيد ذاته، أعلن قائد القوات البرية الأوكرانية، اليوم السبت، أن القتال بطول الجزء الشمالي من الجبهة الشرقية "تفاقم بشدة" خلال الأيام القليلة الماضية.

وذكر أولكسندر سيرسكي، الذي كان يزور القوات الأوكرانية في المنطقة، أن القوات الروسية أعادت تنظيم صفوفها بعد أن تكبدت خسائر وتهاجم في أنحاء قرية ماكييفكا وفي اتجاه مدينة كوبيانسك.

وتابع في تعليقات منشورة على منصة عسكرية رسمية "الهدف الرئيس للعدو دحر تجمع لقواتنا وتطويق كوبيانسك والوصول إلى نهر أوسكيل".

وأضاف سيرسكي أن القوات الروسية تشن "عشرات" الهجمات يومياً، لكن القوات الأوكرانية مستعدة وثابتة في مواقعها.

يأتي التطور بينما شنت القوات الروسية هجمات عنيفة على مدينة أفدييفكا الاستراتيجية والواقعة في جزء مختلف من الجبهة الشرقية فيما قال عنه مسؤولون روس وغربيون إنه بمثابة هجوم جديد.

وحقق الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ أربعة أشهر بعض النجاح في الشرق، بالقرب من باخموت، وفي الجنوب حيث تأمل كييف بلوغ بحر آزوف، لكن المكاسب في تزايد.

موسكو تسقط مسيرتين

في السياق، أعلنت روسيا، السبت، أنها أسقطت طائرتين مسيرتين هجوميتين فوق البحر الأسود في منتجع سوتشي جنوب البلاد.

منذ أشهر تستهدف أوكرانيا روسيا بطائرات مسيرة، لكن سوتشي المنتجع الجبلي والبحري، بقي حتى الآن وإلى حد كبير بمنأى من الهجمات.

وقال حاكم منطقة كراسنودار (جنوب) أليكسي كوبايغورودسكي على منصات التواصل الاجتماعي "اليوم قرابة الساعة 7.10 في سوتشي (04,10 ت غ) أسقطت مسيرتان فوق البحر".

وأضاف أنه "لم تقع إصابات أو أضرار في المدينة" مؤكداً أن المطار يعمل بشكل "طبيعي" وأن "الوضع تحت السيطرة".

وقال الجيش الروسي إنه أحبط "هجوماً إرهابياً شنه نظام كييف" وأشار إلى أن الدفاعات الجوية "دمرت مسيرتين" فوق البحر الأسود "قرب ساحل منطقة كراسنودار".

لكن فيما قال الحاكم، إن المطار يعمل بشكل طبيعي تحدثت وسائل إعلام روسية عن إرباك في الحركة وقت الهجوم.

وأفادت وكالة "إنترفاكس"، نقلاً عن الجهاز الإعلامي بالمطار عن تطبيق قيود موقتة في المطار لأسباب أمنية.

الشهر الماضي قالت روسيا، إن حريقاً كبيراً اندلع في مستودع وقود قرب المطار في سوتشي، وذكرت وسائل إعلام نافذة أن الحريق نجم عن مسيرة أوكرانية.

وسوتشي مقصد سياحي لكثير من الروس، وتشتهر بالحديقة الأولمبية التي شيدت للألعاب الشتوية في 2014.