Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواقع التواصل هي الشرير الحقيقي في فيلم الرعب "متهم"

فيلم الإثارة والتشويق الحاصل على أعلى تقييم على موقع "روتن توماتوز" يسلط الضوء على الأخطار الحقيقية لحملات التشويه والتهديد على "تويتر"

الأذى عبر الإنترنت: اعتبر شانيل كولار بطريق الخطأ على أنه إرهابي في الفيلم البريطاني (نتفليكس)

ملخص

يتمحور فيلم "متهَم" حول الأذى المحتمل عبر الإنترنت عندما يجري اتهام أحدهم عن طريق الخطأ والتشهير به

عندما رأيت وسم (هاشتاغ) "#ألغوا نتفليكس" (#CancelNetflix) يتداول بقوة خلال الأسبوع الماضي، تساءلت إذا كان الناس غاضبين من فيلم "متهَم" Accused.

ويجوز وضع الفيلم المصنف شكلياً في خانة أفلام التشويق والإثارة ضمن خانة أفلام الرعب بكل أريحية وهو أكثر رعباً من 90 في المئة من الأفلام التي تطرحها منصة "نتفليكس" في العادة.

حاز الفيلم على تقدير خرافي بلغ 100 في المئة على موقع "روتن توماتوز" Rotten Tomatoes المتخصص في تقييم الأفلام، ويدور حول شاب يجد نفسه ضحية لحملة تهديد وتشويه شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي عندما يُتهم وتكشف هويته على مواقع التواصل الاجتماعي على نحوٍ خاطئ بأنه هو مرتكب تفجير لقطار أنفاق. ثم تعرض للكشف عن هويته بشكلٍ علني أي أن معلوماته الخاصة أو التي تعرف عنه أصبحت منشورة على الإنترنت كمحاولة للانتقام منه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما فيلم "متهَم" ليس بهذا الكم من السلاسة في الطريقة التي يبني فيها عقدته وأهدافه، غير أن هذا لا ينتقص من أهميته في خضم مناخ سياسي شديد الاستقطاب نعيشه اليوم في الحياة الواقعية.

ويتمحور الفيلم في فحواه حول عنصرية محققي الإنترنت المهووسين الذين يتهمون هاري بطل الفيلم بالإرهاب بطريقةٍ مغلوطة. ولكن، على غرار ما شاهدنا في الولايات المتحدة، بوسع الأمور أن تسير بالاتجاه الآخر أيضاً كما اكتشف كايل كوين ودفع ثمنه. فقد جرى الكشف والتشهير بشكلٍ خاطئ عن بروفيسور الهندسة في جامعة أركانساس بأنه مشارك عنصري في أعمال الشغب المرعبة التي تدعم تفوق العرق الأبيض عام 2017 في شارلوتسفيل وفرجينيا والتي قُتلت خلالها هيثر هاير أثناء قيام جيمس أليكس فيلدز بصدم مجموعة من المتظاهرين من المعسكر الآخر بسيارته.

وكان الأكاديمي غير المحظوظ والذي حاول مراراً وتكراراً الدفاع عن نفسه على "تويتر"، على بعد أكثر من 1000 ميل (1600 كلم) في ذلك الوقت. ولكن لا يبدو أن هذا الأمر كان بغاية الأهمية بالنسبة لمعذبيه.

وليس كوين وحده في تلك الدوامة. ففي سلسلة "خطأ في الأنظمة" Systems error التي بثتها شبكة "سي أن أن" الأميركية في مطلع العام الحالي، أشارت إلى أن النساء يواجهن بشكلٍ خطر هذه الظاهرة فيما سلطت لجنة الصحافيين لحرية الصحافة في الولايات المتحدة الضوء على التهديدات التي تعرض لها المراسلون والصحافيون.

وانتقلت بعض تلك التهديدات إلى الأذى الفعلي الذي شمل التحرش أو المضايقة على غرار "خدعة الطلبيات" حيث استلمت آنا ميرلان وهي مراسلة لموقع "جيزيبيل" Jezebel طرداً يحتوي على شيء "لن يطلبه أي شخص لديه حاسة تذوق فعالة". وتضمن "شطيرتين كبيرتين واحدة مع ثلاثة قطع جبنة وثلاثة قطع سجق سلامي وباربكيو وصلصة حارة ونصف كمية بصل ونصف أناناس، والأخرى من دون جبنة وسجق، إضافة إلى زجاجة كوكا كبيرة".

ويمكن لتلك الخدع أن تتحول إلى حوادث أكثر سوءاً وخطراً. فقد أشارت المنظمة إلى وجود "اتصالات خاطئة" حيث يقوم المهاجمون بالاتصال بالطوارئ بصورة خاطئة أو تهديد عنوان أحدهم مما يتطلب إرسال فريق تدخل سريع إلى العنوان المذكور مدججين بالأسلحة والدروع الواقية من الرصاص وما ينطوي عليه ذلك من خطر حقيقي في إصابة شخص ما عن طريق الصدفة.

وفي هذا السياق، كان الصحافي المتخصص في أمن المعلومات براين كريبس في الطرف الخاطئ هو أيضاً وأصبح هدفاً لهجمة حرمان من الخدمات Distributed Denial of Service (DDoS) على موقعه الإلكتروني، كل ذلك في غضون 24 ساعة، بسبب مقالٍ كتبه قبل 6 أشهر.

وفي هذا الإطار، تملك شركات مواقع التواصل الاجتماعي شروط استخدام من المفترض أنها تحمي من تلك الحوادث. ولكن من الصعب الوثوق بها في مراقبة ما يجري على منصاتهم أو حتى التعرف إلى الفارق بين ما هو رد فعل متحمس وربما مزعج وبين ما يمثل تهديداً حقيقياً.

بيد أن الرقابة القانونية على منصات على غرار "إكس" [تويتر سابقاً] يمكن أن تكون مثيرة للجدل. إذ يعتبر النقاد بأن الشرطة في المملكة المتحدة أمضت الكثير من الوقت في التدخل في المشادات والمشاحنات عبر الإنترنت. ووعدت وزارة الداخلية الشعبوية بقيادة الوزيرة سويلا برافرمان في وقتٍ سابق من العام الحالي بأن هذا الأمر سيتغير وبأن الشرطة ستقضي المزيد من الوقت على الطرقات من الآن فصاعداً، مع أن الله وحده يعلم أين من المفترض أن يذهب الأشرار فيما السجون كلها ممتلئة.

وفي هذا الصدد، رفضت الحكومة طلباً بجعل الكشف العلني عن معلومات المستخدم ممارسة غير قانونية في المملكة المتحدة معللةً رفضها على أساس أنها شعرت أن ما يطلبه المتقدمون بالطلب لم يكن واضحاً ولأنها شعرت أن "هناك عدداً من الجرائم التي يمكن بالفعل اتهام الأشخاص المشاركين في الكشف عن المعلومات بالتورط فيها، بما في ذلك جرائم الاتصالات وغيرها من الجرائم التي تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل جريمة أخرى".

لم يسبق لنا أن رأينا أمراً مشابهاً للتجارب المرعبة التي عاشها هاري في الفيلم. ولكن كم من الوقت سيمر إلى أن يحدث ذلك؟ الأمر المرعب بشأن هذا الفيلم هو أنه من السهل أن يتحول إلى حقيقة دامية. إنه الفن الذي يحاكي الحياة ويدفع بالأمور إلى أبعد من ذلك ونحتاج للتحدث عن ذلك، ولكن بروية وهدوء. أما زال ذلك ممكناً؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون