ملخص
أكبر مؤثرة على "تيك توك" في الجزائر تستقطب ملايين المتابعين
لم يعد "تيك توك" يستهوي فئة دون أخرى من المجتمع بعد أن أصبح كبار السن يصنعون الحدث على هذا الموقع الاجتماعي، وهو حال "خالتي هدى" التي جلبت اهتمام نساء الجزائر، لا سيما ربات البيوت، وبعض الرجال والشباب أيضاً، وهي في الـ77 من عمرها.
تحتل السيدة الجزائرية "عيشة" مراتب متقدمة ضمن قائمة المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك"، ليس كراقصة أو رياضية أو مؤثرة، ولكن بسبب أطباقها وطريقة تحضيرها، وبعض جوانب حياتها اليومية، حيث لاقى حديثها "الممزوج" بكلمات الماضي والحاضر بين الشيخوخة والشباب، وهي تنتقل وسط مطبخها التقليدي تارة وساحة بيتها القروي تارة أخرى، اهتماماً كبيراً، وهي البالغة من العمر 77 سنة، كل ذلك من دون الكشف عن هويتها أو وجهها.
واختصر ظهور "خالتي هدى" بحسب التسمية التي أطلقها رواد "تيك توك" على يديها فقط، لكن جلبت متابعين بالملايين الذين يمكن تصنيفهم في خانة "المتطفلين" أكثر من اعتبارهم مهتمين، حيث انطلقت مسيرتها بغرض المداعبة والتمثيل والتقليد، لتجد بعض التجاوب الذي شجعها على الاستمرار لا سيما أمام الدفعة التي قدمها لها أفراد من عائلتها ومحيطها، رغم الرافضين، لتنطلق في فيديوهات من اقتراحها وأخرى تحت طلب المهتمين، لتجد نفسها من مشاهير "تيك توك".
أداء العمر
تقول "خالتي هدى"، إن أمنيتها كانت زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجل العمرة، لكن ظروفها المعيشية الصعبة جعلتها غير قادرة على تحقيق آمالها، مضيفة أنه بعد ارتفاع عدد المتابعين أخبرها المقربون بأنه بمقدورها الحصول على أموال مقابل ما تقدمه على "تيك توك" في ظل تصاعد نسب المتابعة، حتى قدم لها صاحب إحدى وكالات السفر هدية مفاجئة تتمثل في رحلة عمرة كاملة التكاليف.
وفي السياق، يعتبر متخصص علم الاجتماع أحمد ضياف، أن اللجوء إلى وساط التواصل الاجتماعي من طرف بعض الفئات يرجع إلى الظروف الاجتماعية والنفسية التي باتت تسيطر على حياة أشخاص يرون أنهم غير مهمين أو لا يلقون الاهتمام، موضحاً أن ظهور كبار السن على "تيك توك" يراه البعض "مقززاً" بسبب محتواه، لكن بعضهم يقدم محتوى جيداً يستدعي المتابعة، لكن ما يقلق هو اعتماد فئات منهم على محتوى غير أخلاقي سواء صورة أو حديثاً.
وتابع ضياف، أن غالبية كبار السن يرتبطون بالطبخ والعلم والفكاهة والتدريب، مشيراً إلى أن البحث عن المال يبقى نقطة التقاء أهداف رواد "تيك توك" من شباب وشيوخ وأطفال، مؤكداً أنه قد نجد وراء محتوى ما شيوخاً أو مجانين أو من ذوي الحاجات الخاصة، داعياً إلى ضرورة المراقبة الجيدة من أجل تطهير وسائط التواصل الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقليد أم وليد
وليست "خالتي هدى" الأولى التي لجأت إلى "تيك توك" من الكبار، فقد سبقتها الطباخة الشهيرة التي يطلق عليها "الطباخة الغامضة" بسبب أنه لا يظهر في مشاهد الطبخ التي تنشرها سوى صوتها مع معصمي يديها، وهي معروفة أيضاً بـ"أم وليد" التي يتابعها على "يوتيوب" أكثر من 11 مليوناً من داخل الجزائر وخارجها، مما جعلها مصدر إلهام للراغبين في التفوق والنجاح، الأمر الذي دفع إلى اعتبار خطوة السيدة "عيشة" تقليداً لـ"أم وليد".
وازداد الحديث عن "أم وليد" بمجرد أن كشف موقع "ناث وورث سبوت" المتخصص في الإحصائيات، أن ثروة الطباخة "الغامضة" فاقت أربعة ملايين دولار من عائداتها على "يوتيوب"، مضيفاً أن "الغامضة" تكسب ما يقدر بنحو 838 ألف دولار في العام، وأن قناتها تستقطب أكثر من 465 ألف مشاهدة يومياً.