ملخص
بعض الأفلام خسرت خلال الأسبوع الأخير أكثر من نصف إيراداتها الأسبوعية المعتادة.
منذ بدء الأحداث الدامية في غزة سادت مصر حال من الحزن والألم تضامناً مع أهالي القطاع من الفلسطينيين. وتأثر بالتالي الإقبال على السينما لتنخفض الإيرادات في شباك التذاكر المصري بشكل لافت للنظر، لدرجة أن بعض الأفلام خسرت خلال الأسبوع الأخير أكثر من نصف إيراداتها الأسبوعية المعتادة، بحسب تصريحات مصدر مسؤول بغرفة صناعة السينما المصرية.
خسائر فادحة
على سبيل المثال خسر فيلم "فوي فوي فوي"، الذي كان يعرض بنجاح كبير واقترب قبل الأحداث الأخيرة من تحقيق نحو 6 ملايين جنيه (200 ألف دولار) في الأسبوع الواحد وفي الأسبوع الأخير فقط 3 ملايين جنيه (نحو 100 ألف دولار)، نصف إيراداته المعتادة، التي توقفت الآن عند 23 مليون جنيه (770 ألف دولار)، والفيلم من بطولة محمد فراج ونيللي كريم وطه الدسوقي وحنان يوسف وإخراج عمر هلال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما فيلم "العميل صفر" الذي تم عرضه منذ نحو 8 أسابيع فقد كان يحقق أسبوعياً ما يقترب من 3 ملايين جنيه (100 ألف دولار)، لكن إيرادات الأسبوع الماضي هبطت إلى مليون ونصف المليون (50 ألف دولار) فقط. وحصد الفيلم حتى الآن على إيرادات كلية بلغت 38 مليون جنيه (مليون و266 ألف دولار). وهو من بطولة أكرم حسني وأسماء أبو اليزيد وفاطمة البنوي وبيومي فؤاد، وإخراج كريم العدل.
وكانت إيرادات فيلم "وش في وش" لمحمد ممدوح وأمينة خليل وأنوشكا سجلت في الأسبوع الأخير قبل الأحداث نحو 3 ملايين (100 ألف دولار). لكنها هبطت لتصل إلى مليون ونصف المليون (50 ألف دولار) فقط في آخر أسبوع، ووصل مجموع إيرادات الفيلم الكلية إلى 30 مليون جنيه (مليون دولار).
ومني فيلم "بيت الروبي" بخسائر فادحة عقب أحداث غزة، حيث قلت إيراداته إلى النصف هذا الأسبوع، وبدلاً من تحقيق نحو 300 ألف جنيه (10000 دولار) أسبوعياً بحد أدنى، حقق فقط 190 ألفاً (6300 دولار) في الأسبوع الأخير، وتوقفت الإيرادات الكلية للفيلم منذ بداية عرضه عند 130 مليون جنيه (4 ملايين و300 ألف دولار). و"بيت الروبي" هو الأعلى تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما المصرية، والفيلم من بطولة كريم عبدالعزيز ونور وإخراج بيتر ميمي.
فيلم "أولاد حريم كريم"، الذي عرض أخيراً من بطولة مصطفى قمر وبشرى وداليا البحيري حقق قبل الأحداث الأخيرة نحو 8 ملايين جنيه (266 ألف دولار) كإيرادات إجمالية، لكنه سجل الأسبوع الماضي 160 ألف جنيه (5300 دولار) فقط، في حين كانت إيراداته الأسبوعية لا تقل عن 500 ألف جنيه (16 ألفاً و600 دولار).
الأمر نفسه بالنسبة إلى فيلم "مستر إكس" من بطولة أحمد فهمي وبيومي فؤاد، حيث هبطت إيراداته الأسبوعية لنحو 70 ألف جنيه (2350 دولاراً)، بعد أن كان يحقق على الأقل 100 ألف (3350 دولاراً)، ووصلت الإيرادات الكلية لما يقارب 40 مليون جنيه (مليون و335 ألف دولار).
وكانت الضربة قاسية لفيلم "دولارات دولارات"، الذي كان يحقق إيرادات متواضعة في الأساس وصلت لنحو 70 ألف جنيه أسبوعياً (2330 دولاراً)، لتصل بعد الأحداث إلى نحو 30 ألفاً فقط (ألف دولار)، وتوقفت إيرادات الفيلم الكلية عند 500 ألف جنيه (16 ألفاً و660 دولاراً). والفيلم من بطولة نضال الشافعي وصلاح عبدالله ومنة فضالي.
كارثة "ع الزيرو"
وتحدثت لغة الأرقام عن كارثة حقيقية لفيلم "ع الزيرو" لمحمد رمضان ونيللي كريم وجومانا مراد، فقد حقق في الأسبوع الأخير إيرادات بنحو 3000 جنيه فقط (100 دولار)، بينما كان يحقق نحو 40 ألف جنيه بحد أدنى في الأسابيع السابقة (نحو 1330 دولاراً)، ووصلت إيراداته الكلية منذ بداية عرضة لنحو 14 مليون جنيه (نحو 466 ألف دولار).
الأفلام العالمية التي تعرض في دور العرض المصرية لم تسلم أيضاً من الخسائر الفادحة، ومنها فيلم "الراهبة" في جزئه الثاني، الذي حقق في الأسبوع الأخير فقط مليوناً ونصف المليون جنيه (50000 دولار)، بينما حصل في الأسبوع السابق على نحو 3 ملايين (100000 دولار).
أما فيلم "ذا كريتور" فخسر نحو مليون جنيه من إيراداته المعتادة وحقق فقط 500 ألف جنيه (16600 دولار)، بينما حقق في الأسبوع السابق للأحداث مليوناً ونصف المليون جنيه (50000 دولار).
كذلك خسر فيلم "المعادل 3" للنجم دينزيل واشنطن نحو نصف إيراداته الأسبوعية، حيث حقق فقط هذا الأسبوع نحو 200 ألف جنيه (نحو 6660 دولار)، بعد أن كان يحقق 500 ألف جنيه (16660 دولاراً) في الأسابيع السابقة.
واكتفى فيلم "ميج 2" للنجم جيسون ساثام بعد الأحداث بإيرادات بلغت 200 ألف جنيه (نحو 6660 دولاراً)، بعد أن حقق في الأسبوع الذي سبقه نحو 400 ألف جنيه (نحو 13 ألف دولار)، لتتوقف إيراداته الكلية عند نحو 30 مليوناً (مليون دولار).
تأجيل محتوم
نزيف الإيرادات السينمائية دفع بعض المنتجين العازمين على طرح أفلام جديدة إلى التراجع وتأجيل أفلامهم لموعد غير معلوم، وبعض الأعمال تأجلت لموسم رأس السنة 2024 بشكل نهائي.
من هذه الأفلام فيلم "شماريخ" لآسر ياسين وأمينة خليل وإخراج عمرو سلامة، وسيعرض الفيلم في 25 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ليشارك ضمن منافسات موسم رأس السنة السينمائي.
ودخل الفيلم السينمائي الجديد "بلوموندو" قائمة أفلام موسم رأس السنة 2024، حيث من المقرر عرضه في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل. والفيلم من بطولة حسن الرداد وهاجر أحمد ومحمود حافظ وإنجي وجدان وسماء إبراهيم ومحمد محمود ومصطفى أبو سريع، ومن تأليف حازم ويفي ومحمد ويفي، وإخراج ياسر سامي.
وقرر صناع الفيلم السينمائي الجديد "أهل الكهف" من بطولة خالد النبوي وغادة عادل ومحمد فراج ومحمد ممدوح وهاجر أحمد وريم مصطفى وأحمد بدير وعبدالرحمن أبو زهرة وأحمد عيد، طرح العمل بدور العرض السينمائية نهاية العام الحالي.
كما قرر صناع فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" المشاركة به ضمن منافسات موسم رأس السنة الجديدة، وهو من بطولة هشام ماجد ومحمد ثروت وبيومي فؤاد والطفل جان رامز، ومن تأليف شريف نجيب وإخراج أحمد الجندي.
وأخيراً تأجل عرض فيلم "بضع ساعات في يوم" إلى 18 يناير المقبل. وهو من بطولة مي عمر ومحمد الشرنوبي وهشام ماجد وهنا الزاهد وأحمد السعدني وناهد السباعي وأسماء جلال، وتأليف محمد صادق وإخراج عثمان أبو لبن.
مصير غامض
يقول الناقد الفني شريف نادي، إن "الأزمة الحالية التي تشهدها الساحة السياسية كان من المؤكد أنها ستؤثر على كل الصعد وبخاصة ما يتعلق بنواحي الترفيه، وقد كان حتمياً تأجيل مهرجانات فنية مثل "الجونة" تضامناً مع الفلسطينيين والظروف العربية الأليمة والتوتر القائم في المنطقة، وكذلك اضطرت وزيرة الثقافة المصرية لإلغاء مهرجان الموسيقى العربية موقتاً، كما تجري دراسة تأجيل مهرجانات عربية ومصرية كبرى في حال استمرار تأزم الوضع أو تصعيده".
وأشار نادي إلى أن "الإيرادات هي أكبر مؤشر على أن الأزمة تخيم بقوة على الجمهور الذي يتابع الأحداث في غزة ويشعر بألم شديد لا يجعله قادراً على مشاهدة أفلام سينمائية، وبحسب البيانات الرسمية لدور العرض المصرية فقد خسرت نصف الإيرادات المتوقعة هذا الأسبوع، والخاسر الأكبر هم صناع الأفلام التي طرحت أخيراً، مثل "حسن المصري"، لكن هناك أفلاماً تعدت الخطر بسبب عرضها قبل وقوع الأحداث في أكتوبر (تشرين الأول) بفترة كافية، مما حقق لها إيرادات معقولة.
وشدد نادي على أن تأجيل الأفلام التي كانت هناك نية لعرضها خلال الأسابيع المقبلة حتى نهاية العام قرار حكيم جداً لحين استقرار الأوضاع.