Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا أصبح "تيليغرام" وسيلة التواصل المفضلة لدى المتحاربين؟

يستخدمه كل من الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" لنشر مقاطع فيديو يتضمن بعضها مشاهد مروعة

أسس "تيليغرام" الأخوان الروسيان بافيل ونيكولاي دوروف المعارضان للرئيس فلاديمير بوتين (أ ف ب)

ملخص

يستخدم كل من الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" منصة "تيليغرام" لنشر مقاطع فيديو يتضمن بعضها مشاهد مروعة... فلماذا هذا التطبيق بالذات؟

تشكل خدمة "تيليغرام" وسيلة تواصل مفضلة لدى الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، إذ يستخدمها كل من الجانبين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لنشر مقاطع فيديو يتضمن بعضها مشاهد مروعة من دون أي إشراف على المحتوى.

وكما حصل في النزاع في سوريا وأوكرانيا، لا تخضع هذه الأداة التي تمزج بين سمات خدمات المراسلة والشبكات الاجتماعية، لأي إشراف على المحتوى من جانب الدول، مما جعلها قناة الاتصال المفضلة لكلا المعسكرين المتحاربين.

وبعدما عرفت في البداية على أنها خدمة المراسلة المفضلة لمؤيدي تنظيم "داعش"، باتت "تيليغرام" معتمدة من جانب مؤسسات وسياسيين من جميع المشارب، حتى من قصر الإليزيه. كما يستخدم التطبيق من منشقين راغبين في الابتعاد عن رقابة السلطات، وحتى من مجرمين لتسهيل أنشطتهم.

ميزات المنصة

في غضون 10 سنوات نجحت الخدمة التي أنشأها الأخوان الروسيان بافيل ونيكولاي دوروف المعارضان للرئيس فلاديمير بوتين اللذان فرا من روسيا، في اجتذاب المستخدمين الحريصين على حماية خصوصيتهم من أي تدخلات خارجية.

والميزة الأساسية لهذه الخدمة هي اعتمادها أسلوب تشفير آمن وإخفاء هوية المستخدمين بالكامل، مع التزام المديرين بعدم الكشف أبداً عن معلومات حول المستخدمين.

ويستخدم "تيليغرام" أكثر من 700 مليون شخص نشط، كما أن الرسائل التي تبث على مجموعاتها التي يمكن أن تضم ما يصل إلى 200 ألف مشترك، يمكن الاطلاع عليها من الجميع مجاناً.

وبقيت "تيليغرام" التي تتخذ دبي مقراً لها، بمنأى عن قواعد الإشراف الحكومية، في وقت يمارس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضغوطاً على منصات كبيرة لإزالة المحتوى غير القانوني.

محتوى المنصة

كما أن الأخوين دوروف وموظفو الخدمة الذين يقدر عددهم بعشرات (عرف العدد بناء على تعليقات نادرة أدلوا بها لبعض وسائل الإعلام)، لا يظهرون أبداً على الملأ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتواجه السلطات التي تطلب منهم إزالة بعض المحتويات صعوبات كبيرة لتحقيق مرادها. لدرجة أنه في نهاية عام 2022 دعت النائبة الفرنسية السابقة ليتيسيا أفيا (من قوى الأغلبية الرئاسية) والمحامية راشيل فلور باردو علناً إلى "وضع حد لإفلات تيليغرام من العقاب".

وتكثر على هذا التطبيق محتويات تحض على الكراهية وأخرى مخصصة للنازيين الجدد وللمعتدين جنسياً على الأطفال وأصحاب نظريات المؤامرة ومضامين مصنفة بأنها تمجد بالإرهاب.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) صيف 2022 أن نصف المحتوى المتعلق بمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (هولوكوست) على "تيليغرام" مبني على إنكارها.

الجانب السري

وتنتشر عبر التطبيق أسوأ مقاطع الفيديو للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بما في ذلك صور عمليات القتل أو احتجاز الرهائن المنشورة من "حماس"، وهي حركة محظورة من المنصات الرئيسة مثل "إكس".

وفهم الإسرائيليون والفلسطينيون على الفور دور "تيليغرام" كمصدر رئيس للمعلومات الأولية. وكتب بافيل دوروف في مدونته في الثامن من أكتوبر، "ينشئ مئات آلاف الأشخاص حسابات على تيليغرام من إسرائيل والأراضي الفلسطينية".

ويؤكد الخبير الفرنسي في شبكات التواصل الاجتماعي تريستان مينديز فرانس أن "كثيراً من مقاطع الفيديو الأكثر إثارة للصدمة تنتشر أولاً عبر تيليغرام، ثم تشق طريقها إلى المنصات الرئيسة. وتستخدمها المنظمات الإرهابية على نطاق واسع. ونرى كثيراً من لقطات المسيرات".

ويضيف "يقع الاختيار على ’تيليغرام‘ بفعل جانبه السري، لا يمكن البحث عليه من خلال كلمات رئيسة"، فهي "أداة مجتمعية للمستخدمين المطلعين".

ويوضح جوليان ميتاييه، الخبير في عمليات البحث عن المعلومات مفتوحة المصدر، أن "تيليغرام" يستقطب حتى المجرمين الذين يهجرون شبكة الإنترنت المظلم (دارك ويب) لينشطوا على التطبيق. ويضيف "تحولت منتديات الويب المظلم السابقة إلى تيليغرام ويمكن الوصول إليها عن طريق دعوات، وأصبحت مواقع إنترنت مصغرة يتم فيها تبادل كثير من الملفات. كما تنظم عليها مزادات على بيانات مسروقة، ويمكن حتى طلب الاستعانة بقاتل مأجور" عبر صفحات التطبيق.

حسابات "حماس"

حتى الآن بدا تطبيق "تيليغرام" منيعاً تجاه محاولات الإشراف على المحتويات العنيفة، مكتفياً بحذف رسائل يعتبرها غير ملائمة وفقاً لمعاييره الخاصة. وحظرت المنصة حسابات جهات مناهضة للقاحات دعت إلى الاعتداء على الأطباء، لكنها تفاخر بعدم مراعاة "القيود المحلية على حرية التعبير"، وفق ما توضح مدونتها.

وفي الـ13 من أكتوبر دافع بافيل دوروف خصوصاً عن الحفاظ على حسابات "حماس"، وكتب عبر حسابه "في وقت سابق من هذا الأسبوع، استخدمت ’حماس‘ تطبيق تيليغرام لتحذير المدنيين في عسقلان (في إسرائيل) لمغادرة المنطقة قبل ضرباتها الصاروخية. هل سيساعد إغلاق قناتها في إنقاذ الأرواح؟ أم سيعرض مزيداً من الأرواح للخطر؟".

مع ذلك، مساء الإثنين حجبت "تيليغرام"، في أوروبا فقط، حساباً لحركة "حماس" كان بث مقطع فيديو لرهينة فرنسية إسرائيلية، وقالت الشبكة "لا يمكن عرض هذه القناة لأنها انتهكت القانون المحلي".

واعتبرت "Tech Against Terrorism" (التكنولوجيا ضد الإرهاب)، وهي مجموعة تضم جهات من القطاعين العام والخاص أنشأتها الأمم المتحدة، أمس الأربعاء أن هذه الخطوة التي اتخذها التطبيق "منقوصة جداً ومتأخرة جداً"، ودعت "تيليغرام" إلى حذف المحتويات التي تصنفها بأنها "إرهابية"، خصوصاً ما له علاقة بـ"حماس".

وأوضحت المفوضية الأوروبية أنها لم تتدخل، خصوصاً أنها لا تصنف "تيليغرام" ضمن قائمتها "للمنصات الكبيرة" الخاضعة لالتزامات إزالة المحتوى غير القانوني بموجب قانون الخدمات الرقمية الأوروبي (DSA).

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير