صفقات الاستحواذ النفطية تتسع بصفقة لـ"شيفرون" و"هيس" بـ53 مليار دولار

وافقت شركة "شيفرون" على شراء شركة "هيس" في صفقة بقيمة 53 مليار دولار أميركي تشمل جميع الأسهم، في وقت تضاعف فيه شركة النفط الأميركية الكبرى جهودها في مجال الوقود الأحفوري. وتعد عملية الاستحواذ ثاني عملية ضخمة في قطاع النفط والغاز هذا الشهر، بعد استحواذ "إكسون موبيل" على شركة "بايونير" المتخصصة في التكسير الهيدروليكي مقابل 60 مليار دولار.

وقالت شركة "شيفرون" ومقرها كاليفورنيا، إن الصفقة ستعزز آفاقها على المدى الطويل من خلال إضافة "أصول عالمية المستوى"، أبرزها منطقة ستابروك الاستثنائية قبالة ساحل جويانا، في أكبر اكتشاف نفطي في العقد الماضي، وتمتلك "هيس" حصة تبلغ 30 في المئة في الحقول التي تديرها شركة "إكسون"، والتي يقدر أنها تحوي ما يعادل أكثر من 11 مليار برميل من النفط، وتمتلك أيضاً أصولاً كبيرة في مجال التكسير الهيدروليكي في منطقة باكن الصخرية الأميركية في داكوتا الشمالية، فضلاً عن مصالح في خليج المكسيك وجنوب شرقي آسيا.

من جانبه أصر الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون"، مايك ويرث، على أن الشركة تعتقد أن "مستقبل الطاقة منخفض الكربون" وأنها "ملتزمة المساعدة في بناء نظام طاقة منخفض الكربون". ومع ذلك، قال ويرث لشبكة "سي أن بي سي"، "نحن في حاجة إلى العمل في العالم الذي نعيش فيه، وهو عالم لا يزال يحتاج إلى النفط والغاز الذي يتم تسليمه من قبل منتجين مسؤولين".

في حين اتهم مؤسس حركة "فالو ذيس"، مارك فان بال، وهي حركة المساهمين الناشطين في مجال البيئة، شركة "شيفرون" "بالرهان على فشل اتفاق باريس للمناخ"، الذي يتطلب خفض استخدام الوقود الأحفوري بسرعة في هذا العقد.

اندماجات النفط والغاز تصل 254 مليار دولار

وتحتل شركة "شيفرون"، التي تقدر قيمتها بأكثر من 300 مليار دولار أميركي، مكانة خلف شركة "إكسون" كثاني أكبر شركة نفط دولية غير مملوكة للحكومة، وقد سجلت دخلاً صافياً قدره 35.5 مليار دولار أميركي في عام 2022. وتأسست شركة "هيس"، التي تبلغ قيمتها نحو 50 مليار دولار وحققت ملياري دولار أميركي، في عام 1933 على يد ليون هيس، وبدأ في تسليم زيت الوقود من شاحنة عندما كان يبلغ من العمر 19 عاماً، وقاد هيس الشركة منذ عام 1995 ولا تزال العائلة أكبر مساهم فيها بنحو عُشر الأسهم، ومن المقرر أن ينضم هيس (69 سنة) إلى مجلس إدارة "شيفرون".

هذه الصفقة هي ثاني أكبر عملية يعلن عنها هذا العام في كل القطاعات على مستوى العالم، وفقاً لمحللي بورصة لندن، وترفع قيمة اندماجات النفط والغاز إلى 254 مليار دولار أميركي، وهو أعلى إجمالي منذ عام 2014.

وقال المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، بيراج بوركاتاريا، لصحيفة "التايمز"، إن هناك "إدراكاً متزايداً" بأن أسعار النفط والغاز قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، نظراً إلى نقص الاستثمار.

عقد مزيد من الصفقات

وفي حين أن عملية الاستحواذ على شركة "شيفرون- هيس" هي صفقة تشمل جميع الأسهم، فقد أشار المحللون بما في ذلك أكبر المؤسسات المالية "آر بي سي" سابقاً إلى إمكانية عقد مزيد من الصفقات مع احتفاظ الشركات بأرصدة نقدية جيدة بفضل الأسعار المرتفعة في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، أشار بوركاتاريا إلى أن مجموعات النفط الأوروبية قد تكون أقل قدرة على تنفيذ مثل هذه الصفقات. وقال، إن التقييمات الأضعف للشركات الأوروبية جعلت "تنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ التراكمية باستخدام الأسهم أكثر صعوبة بكثير"، أيضاً كان هناك سؤال حول "ترخيصها الاجتماعي لتنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ على نطاق واسع"، نظراً إلى أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات.

وجرى الحديث عن شركة "بريتيش بتروليوم"، التي تبلغ قيمتها 90 مليار جنيه استرليني (110.4 مليار دولار أميركي)، كهدف استحواذ محتمل لأكبر منافسيها الأميركيين، مما دفع لتراجع أسهمها بنسبة 2.4 في المئة، أو ما يعادل 13 نقطة أساس، إلى 532 نقطة أساس، أمس الإثنين، مع أن هذا الاحتمال هو أقل ترجيحاً الآن بسبب انشغال "إكسون" و"شيفرون" بمثل هذه الصفقات الكبيرة.