ملخص
أشادت الإسرائيلية يوخافيد ليفشيتز بمعاملة حركة "حماس" لها خلال احتجازها في أحد الأنفاق أسفل قطاع غزة
في ظل حملتها ضد حركة "حماس" منذ هجوم الأخيرة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، سارعت السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة عقب الإفراج عنهم.
وتسعى إسرائيل من وراء تلك الإجراءات إلى قطع الطريق على أية روايات قد تخرج في المستقبل مخالفة لحملتها الدعائية ضد حركة "حماس"، من خلال محاولة لمنع الأسرى الإسرائيليين من إطلاق تصريحات إيجابية في حق الحركة كما فعلت المسنة الإسرائيلية يوخافيد ليفشيتز إثر الإفراج عنها الإثنين الماضي.
وفي مؤتمر صحافي بأحد المشتشفيات الإسرائيلية بتل أبيب، أشادت ليفشيتز بمعاملة حركة "حماس" معها خلال احتجازها في أحد الأنفاق أسفل قطاع غزة، وهو ما أثار استياء المسؤوليين الإسرائيليين.
وبموجب الإجراءات الجديدة "فلن يتمكن من الوصول إلى الأسرى الإسرائيلين عقب تحريرهم سوى أقاربهم والطاقم الطبي ومسؤولي الأمن" وفق تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية التي قالت إن المفرج عنهم "سيعالجون في جناح منفصل"، مشددة على ذلك باعتبارها "السلطة المسؤولة عن الصحة العقلية والجسدية للأسرى".
وتحتجز حركة "حماس" نحو 223 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة بينهم جنود وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مدنيين، وذلك إثر هجومها على قواعد عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة في السابع من الشهر الجاري.
لكن حركة "حماس" أعلنت الخميس ارتفاع عدد قتلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها إلى نحو 50 قتيلاً "إثر القصف المتواصل علي قطاع غزة".
وأطلقت الحركة سراح أربع أسيرات إسرائيليات الأسبوع الماضي، بينهما اثنتان تحملان الجنسية الأميركية، فيما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين للإفراج عن الأسرى المدنيين.
وقال مسؤولون في حركة "حماس" إنها ستفرج عن الأسرى المدنيين في "حال توفر الظروف المناسبة".
ومع أن السلطات الإسرائيلية حاولت منع ليفشيتز من تنظيم مؤتمر صحافي للحديث عن ظروف احتجازها، إلا أنها أصرت على القيام بذلك.
وشدد نجل ليفشيتز على أن والدته عبرت عن "آرائها حول ظروف أسرها من دون توجيه من أحد"، مشيراً إلى أنها لا تخدم أجندة الحكومة الإسرائيلية أو جهة أخرى.
وأوضح أن من يظن أن والدته أصبحت ملكاً للدولة بعد تحريرها فهو واهم"، مضيفاً "هذه ليست قوانين الغابة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعمل الحكومة الإسرائيلية على منع "تداول رواية (حماس) حول المعاملة الطبية للأسرى" وفق مسؤوليين إسرائيليين، أشاروا إلى أن الحركة تحاول "خداع العالم وتقديم نفسها على أنها حركة إنسانية".
وتعد الأسيرة يوشيفيد ليفشيتز (85 سنة) التي أسرتها "حماس" مع زوجها من مستوطنة قرب قطاع غزة من الناشطات في مجال السلام.
"لقد كانوا طيبين للغاية ويتأكدون من أننا نأكل جيداً، كنا نأكل الطعام نفسه مثلهم"، وفق ما قالت ليفشيتز، مشيرة إلى أن محتجزيها اهتموا للغاية بالجانب الصحي، قائلة "كان لدينا طبيب يأتي كل يومين أو ثلاثة أيام ليرى ما يحدث معنا، تحملوا المسؤولية وحرصوا على إحضار الأدوية".
وعقب تلك التصريحات "تلقت ليفشيتز موجة من الشتائم والتهديدات عبر الشبكات الاجتماعية والمكالمات الهاتفية" وفق مقربين من عائلتها.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"القضاء على (حماس) من خلال تدمير قدراتها العسكرية والسلطوية، والقيام بكل شيء ممكن لإعادة الرهائن لديارهم".
ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة أن المجتمع الإسرائيلي في مرحلة الحرب "لا يسمح بظهور أصوات تشوش على رواية الحكومة التي تنسجها وتروجها داخلياً وخارجياً".
وأوضح هلسة أن حديث الأسيرة الإسرائيلية عن معاملة حركة "حماس" الحسنة لها خلال أسرها "يعمل على ضرب تلك الرواية، ثم يفكك الالتفاف الداخلي والخارجي حول الحكومة الإسرائيلية".
وأشار الباحث إلى أن إسرائيل بدأت حربها على قطاع غزة رداً على هجوم "حماس" بمعركة إعلامية على المستوى الدولي، مضيفاً أن تل أبيب "تؤمن بأن السيطرة على العقول تبدأ عبر التحكم في الإعلام وسرديته لما يجري.
"في هذا العصر تزاحم شبكات التواصل الاعلام التقليدي، وبالتالي لا يمكن التحكم بالرواية" وفق هلسة، مشيراً إلى أن تل أبيب تحاول أن تصور حربها على قطاع بأنها معركة العالم الغربي المتحضر في مواجهة العالم البربري.