ملخص
أعلام فلسطينية في شارع، وإسرائيلية في آخر.
على رغم بعدها آلاف الكيلومترات من الشرق الأوسط، تملأ رموز تدل على النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة "حماس" شوارع إيرلندا الشمالية.
ترفرف أعلام فلسطينية في الأحياء المؤيدة لإيرلندا في المقاطعة البريطانية، وأخرى إسرائيلية في تلك الداعمة للمملكة المتحدة، مما يعيد إلى الأذهان تاريخ إيرلندا الشمالية نفسها التي شهدت نزاعات وانقسامات ما زالت تؤثر في الحياة اليومية على رغم اتفاق السلام الموقع عام 1998 الذي أنهى العنف إلى حد كبير.
إيرلندا تتذكر حالها
وإلى جانب الأعداد المتزايدة من الأعلام، تعبر رسوم جدارية عن الدعم إما للفلسطينيين أو لإسرائيل، بحسب مكانها ضمن التقسيم الطائفي في إيرلندا الشمالية.
في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري عبر مسلحون من "حماس" الحدود من غزة إلى إسرائيل حيث قتلوا أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون، بحسب مسؤولين إسرائيليين، واحتجزوا 240 رهينة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وترد إسرائيل بقصف عنيف على قطاع غزة وعمليات برية توسعت خلال الأيام الأخيرة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" صباح اليوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 8525، معظمهم مدنيون بينهم 3542 طفلاً.
وعلى طريق فولز رود، الرئيس الذي مر في معظم أحياء بلفاست الغربية المؤيدة بمعظمها لإيرلندا، يشعر السكان بـ"التعاطف" مع الفلسطينيين، بحسب بات شيهان، النائب عن حزب "شين فين"، الجناح السياسي السابق للجيش الجمهوري الإيرلندي.
وقال شيهان لوكالة الصحافة الفرنسية من أمام رسم جداري جديد مؤيد للفلسطينيين، "الإيرلنديون هم الأكثر قدرة على فهم الصعوبات التي يعيشها الفلسطينيون حالياً".
وتابع أن "إيرلندا عانت الاستعمار والاحتلال 800 عام. وكان هناك كثير من الانتفاضات المسلحة ضد الحكم البريطاني، ورأينا الفلسطينيين يعانون في ظل احتلال استعماري مشابه".
وكشف شيهان خلال مراسم أقيمت قبل أسبوعين عن الرسم الجداري الذي يشمل عبارة "الحرية لفلسطين" مع قبضة بالألوان الفلسطينية والإيرلندية.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، خطب النائب البالغ 65 سنة الذي أمضى 55 يوماً مضرباً عن الطعام داخل سجن عام 1981، في تجمع مؤيد للفلسطينيين في وسط بلفاست شارك فيه آلاف المتعاطفين.
تشابه غير منطقي
وكثيراً ما رفعت الأعلام الفلسطينية في المناطق المؤيدة للجمهوريين، لكن أعدادها ازدادت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي مكان قريب، وعبر ما يعرف بخط السلام، وهو أحد الحواجز الخرسانية والمعدنية التي ما زالت تفصل أحياء بلفاست بعد 25 عاماً على توقيع اتفاقية "الجمعة العظيمة"، رد السكان بتعليق الإعلام الإسرائيلية في منطقة طريق شانكيل رود المؤيدة للمملكة المتحدة.
وأفاد النائب عن "الحزب الوحدوي الديمقراطي" الذي يعد أكبر حزب مؤيد للمملكة المتحدة براين كينغستون بأن "لدى المجتمع الوحدوي في إيرلندا الشمالية لديه علاقة وارتباطاً تاريخيين مع قضية إسرائيل".
وأضاف "نرى أن إسرائيل عانت بشكل فظيع الإرهاب على مدى الأعوام، تماماً كما كانت الحال بالنسبة إلينا".
وفي وقت سابق من اليوم، حضر كينغستون (57 سنة) مناسبة لإحياء ذكرى مرور 30 عاماً على تفجير الجيش الجمهوري الإيرلندي مطعماً على شانكيل رود عام 1993 في عملية أسفرت عن سقوط تسعة قتلى.
وأكد أن "الجيش الجمهوري الإيرلندي ومنظمة التحرير الفلسطينية تعاونا في الإرهاب الدولي وتشاركا الخبرات. وقفنا ضد ذلك".
وأفادت رونيت برغر هوبسون، وهي أستاذة في دراسة النزاعات لدى جامعة "كوينز" في بلفاست مولودة في إسرائيل، بأنها بدأت القيام بأبحاث في شأن إيرلندا الشمالية وعملية السلام فيها لمعرفة إن كانت هناك طريقة يمكن من خلالها تطبيق ذلك في نهاية المطاف على النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وقالت من منزلها في بلفاست "ثم أتيت إلى هنا ورأيت كل هذه الأعلام فلسطينية في شارع، وإسرائيلية في آخر".
تشير هوبسون إلى أن التعبير عن التضامن في إيرلندا الشمالية ينبع من تصورات الطرفين التي تعد في غير مكانها إلى حد كبير عن أوجه شبه بين النزاعين.
وقالت "لكن اختيار طرف أو آخر بهذه الصورة ومحاولة إضفاء الصبغة السائدة هنا على النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني غير منطقية نوعاً ما".
وأكدت أن "النزاعات أكثر تعقيداً بكثير، وكما أن النزاع هنا يعود لقرون، فإن الوضع كذلك أيضاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن بطرق مختلفة للغاية".