Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات "الدعم السريع" تسيطر على زالنجي والبرهان يتوعد بالحسم العسكري

عرمان: منبر جدة بحاجة إلى رؤية جديدة تراعي العوامل الداخلية والخارجية

قوات من الدعم السريع بعد إعلان السيطرة على زالنجي (صفحة الدعم السريع على منصة إكس)

ملخص

أفاد البرهان بأن الجيش ذهب إلى منبر جدة "لاستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً بخروج المتمردين من منازل المواطنين والمرافق الحكومية والخدمية والشوارع في مدن العاصمة الثلاث"

واصلت "قوات الدعم السريع" توسيع رقعة معاركها مع الجيش السوداني خارج العاصمة الخرطوم، بإعلان سيطرتها على قيادة الفرقة 21 مشاة في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، بعد حصار استمر لأكثر من شهر، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور سقط على إثرها جرحى من المدنيين، فضلاً عن موجة نزوح للسكان باتجاه المناطق الآمنة.

ووصل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بصورة مفاجئة مساء أمس الثلاثاء إلى قاعدة وادي سيدنا العسكرية في شمال أم درمان قادماً من بورتسودان، وقال خلال مخاطبته مجموعة من العسكريين، "نحن كقوات مسلحة والشعب السوداني في خندق واحد هدفنا هو تنظيف هذه البلاد من هذه الميليشيات، وإنها لن تخيفنا بسيطرتها واستيلائها على بعض المدن سواء في كردفان أو دارفور". وأضاف البرهان "أن القوات المسلحة ذهبت إلى منبر جدة لاستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً بخروج المتمردين من منازل المواطنين والمرافق الحكومية والخدمية والشوارع في مدن العاصمة الثلاث، وتجميعهم في مناطق محددة، وهذا ما نسعى إليه".

وتابع "نحن لسنا مع الحرب ولا أحد يريدها، لكن ما يحدث في دارفور هذه الأيام يؤكد أن هؤلاء المتمردين يرفضون السلام والمضي نحو الحلول السلمية، بالتالي فإن كان هذا توجههم، فلا حل سوى الحسم العسكري من أجل دحرهم".

وأشار قائد الجيش السوداني إلى أن "هناك بعض السياسيين والأحزاب الذين ارتضوا العمالة وارتهنوا للخارج متحالفين مع التمرد لتنفيذ أجندة دول تملك مصلحة في تفكيك البلاد وتشريد الشعب"، لافتاً إلى أن "القوات المسلحة لن تسمح بتفكيك السودان وانهياره ولن ترضخ لأي ضغوط خارجية ولن تفرط في سيادة البلاد".

آخر الحروب

وكان قائد "الدعم السريع" بقطاع وسط دارفور، اللواء علي يعقوب، قال في فيديو مصور "لقد تمكنا من السيطرة على قيادة الفرقة 21 مشاة في مدينة زالنجي، وأسر في المعركة قائد الفرقة ونحو 50 من كبار الضباط وعدد من الجنود، والاستيلاء على كل الآليات والمركبات القتالية".

كما أكدت قوات "الدعم السريع"، في بيان، أنها استولت على كميات هائلة من المدافع والدبابات والمركبات العسكرية في قاعدة الجيش بزالنجي، وتعهدت "بعدم العودة من منتصف الطريق"، وان تعمل على أن يكون "القتال الحالي آخر الحروب".
وزاد البيان "إننا ماضون بعزيمة وإرادة مع أبناء الشعب لتأسيس دولة جديدة تليق بتضحياتهم وتطلعاتهم في الحرية والسلام والعدالة وبناء جيش قومي مهني واحد ومؤسسات مدنية".

ويأتي استيلاء قوات "الدعم السريع" على الفرقة 21، بعد أقل من أسبوع من بسط سيطرتها المطلقة على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور كآخر قاعدة عسكرية متبقية للجيش في ثاني أكبر ولاية سودانية بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية، فضلاً عن استيلائها أيضاً على مطار بليلة بولاية غرب كردفان (55 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الفولة عاصمة الولاية).

نقص الغذاء

وفي الخرطوم، أشار شهود عيان إلى متابعة طرفي النزاع قصفهما المدفعي من منصاتهما المختلفة بمدن العاصمة الثلاث، إذ شهدت منطقة وسط الخرطوم التي تشمل القيادة العامة للجيش، والقصر الرئاسي، وضاحية بري، وأجزاء من شرق النيل، قصفاً مستمراً طوال أمس. كما قصفت مسيرات الجيش أهدافاً لـ"الدعم السريع" قرب كبري المنشية بشرق الخرطوم، مما أحدث انفجارات قوية تصاعد على أثرها دخان كثيف في سماء المنطقة.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن قوات "الدعم السريع "استهدفت بالمدفعية بعض الحارات بمنطقة الثورة شمال أم درمان، مما عرض المواطنين للخطر وتسبب بإصابتهم بحالة من الهلع نظراً إلى أن معظم القصف كان عشوائياً باتجاه منازل المدنيين.

وأشارت تنسيقية "لجان مقاومة الفتيحاب" بجنوب أم درمان إلى "تعرض أكثر من 100 ألف أسرة من سكان مدينة الفتيحاب إلى أبشع جريمة إنسانية تمثلت في محاصرة قوات الدعم السريع المدينة ومنعت دخول المواد الغذائية والأدوية إليها في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء، فضلاً عن منع خروج المدنيين منها".

وطالبت التنسيقية في بيان القوات المسلحة بفتح ممر آمن عبر سلاح المهندسين يسمح بدخول المواد الغذائية والأدوية إلى أهالي المنطقة. كما حثت الجمعيات والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية بتقديم المعونات الغذائية والأدوية لسكان هذه المنطقة عبر ممر آمن.

وأكد البيان بأنه في حال لم تتحقق هذه المطالب، فإن التنسيقية "ستعمل برفقة أهالي المنطقة على اتخاذ خطوات تصعيد لحماية المواطنين من الخطر الذي يمثله هذا الحصار".

وقال القيادي البارز في "ائتلاف الحرية والتغيير" ياسر عرمان، أمس الثلاثاء، إن "منبر جدة بحاجة إلى رؤية جديدة تراعي العوامل الداخلية والخارجية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مراكز التفاوض

وتعليقاً على تمدد المعارك خارج العاصمة، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، شهاب إبراهيم الطيب لـ "اندبندنت عربية"، إن "ما يجري على الأرض هذه الأيام من معارك عنيفة في دارفور وكردفان والخرطوم هدفه تحسين مراكز التفاوض الجارية الآن بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة برعاية الوساطة السعودية- الأميركية، فهو يعكس جزءاً مما يدور في غرفة التفاوض وفيه كثير من الرسائل للخارج".

وأردف الطيب "لكن هذه المرة سيمضي الطرفان نحو التوقيع على وقف إطلاق النار وتنفيذ إعلان المبادئ الموقع في جدة في 11 مايو (أيار) الذي ينص على الالتزام بحماية المدنيين في الخرطوم".

رؤية جديدة

وفي السياق، اعتبر الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ياسر عرمان، في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، أن "مفاوضات جدة تحتاج إلى رؤية جديدة تأخذ في الحسبان العوامل الداخلية والخارجية، وأن الجيش يحتاج إلى تحرير نفسه من النظام السابق الذي أشعل هذه الحرب، ويتحمل مسؤولية القتال وتدمير القوات المسلحة".

وواصل عرمان "إن مجموعة الإسلاميين والفلول التي تقف وراء الحرب وتولت الدعاية الحربية، أقبلوا يتبادلون اللوم بعد الفشل الذريع الذي واجه انقلابهم وحربهم، كما بدأت الاعترافات تتوالى بأن الهجوم على المدينة الرياضية تم بدفع من الحركة الإسلامية لإدخال الجيش في الحرب".

وطالب عرمان قوات "الدعم السريع" بتوظيف وضعها الحالي "بالبحث عن حلول استراتيجية قابلة للاستدامة، من خلال الاستفادة من تجربة النظام السابق الفاشلة التي قامت على العنف والقوة والاستهانة بالشعب والديمقراطية"، محذراً من مخاطر انتقال ما حدث في زالنجي والجنينة ونيالا إلى مناطق أخرى، وقال إن ذلك له آثار سياسية واقتصادية وعسكرية عميقة في توازنات الحرب والسياسة.

ولفت المتحدث باسم "الحرية والتغيير" إلى أن "الواجب يستدعي من القوى المدنية والعسكرية التعامل بشجاعة مع وضع السودان الحالي وطرح بدائل شاملة تقلل الخسائر البشرية والمادية"، داعياً إلى ضرورة استناد البدائل إلى حماية المدنيين ووقف الانتهاكات وإيصال الإغاثة، إضافة إلى بناء جيش واحد مهني وإطلاق حكم مدني وتحقيق العدالة والمصالحة، علاوةً على حل مؤسسات الدولة القائمة الأخرى وبناء أخرى تقوم بإعادة الإعمار وإصلاح الاقتصاد".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات