اختتمت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الجمعة، القمة السعودية - الأفريقية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار.
وأعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمته أمام القمة اعتماد مشروع إعلان الرياض خريطة الطريق للعلاقات السعودية - الأفريقية واختتام أعمال القمة.
نحو أفريقيا
وفي لقاء مع "اندبندنت عربية" أوضح المحلل السياسي عايد المانع أن "الكل يتحدث عن إمكانات هائلة وجميلة في أفريقيا يمكن الاستفادة منها"، مؤكداً أن القيادات الأفريقية "تعرف تماما أننا لا نستغلهم، وإنما نعمل معهم من أجلهم ومن أجلنا، وبالتالي فالثروات لديهم ومنها الزراعة والمياه، والخامات الطبيعية ومن ضمنها المنغنيز واليورانيوم والذهب الفضة، إضافة إلى النفط"، مؤكداً أنها فرصة جيدة للقطاع الخاص السعودي والخليجي للاستثمار في هذه الدول.
وأوضح العايد أن "الأفضل للدول استراتيجياً هو توزيع الاستثمار وتنويع مصادر الغذاء"، مستطرداً أن "دولنا أصبحت تتجه نحو الجهات كلها ولا تقف عند حد معين، وإنما تسعى إلى توسع وتنوع شراكاتها في شرق أو غرب آسيا والدول القريبة والبعيدة، وأيضاً أفريقيا اليوم، وهذا كله من أجل المصالح المشتركة مع هذه الدول.
وحول مستهدفات القمة السعودية - الأفريقية أشار المتخصص الاقتصادي ناصر المصري في حديثه مع "اندبندنت عربية" إلى أن "التوجه السعودي نحو أفريقيا يعني أن جزءاً من مصالحنا الاستراتيجية في تلك المنطقة، وتوجيه رؤوس الأموال واستثماراتنا وصناديقنا السيادية لتحويلها إلى مشاريع داخل أفريقيا"، مؤكداً أن "أفريقيا بالنسبة إلينا هي أشياء عدة وقد تكون سلة خبز العالم، ومن الممكن أن نستفيد من رؤوس الأموال البشرية والمواقع الاستراتيجية والمطارات والمعادن".
وتابع، "أعتقد أن السعودية في الطريق الصحيح نحو التكامل بين الدول الخليجية والأفريقية في جميع المجالات الاقتصادية والإنسانية والقضايا السياسية والاجتماعية".
وختم حديثه حول الأعمال الخيرية في أفريقيا قائلاً إن "علاقاتنا مع القارة الأفريقية دبلوماسية وإنسانية، ومنها العمل الخيري والتطوعي، وكذلك التجارب الإغاثية الخليجية السابقة المعنية بخدمة الإنسان التي تسعى ببناء أفريقيا من دون مقابل".
دعم القارة الأفريقية
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إطلاق مبادرة الملك سلمان الإنمائية في أفريقيا، التي تشمل مشروعات وبرامج إنمائية بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات، وأكد دعمه حصول الاتحاد الأفريقي على عضوية كاملة بمجموعة الـ20.
مضيفاً "المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية"، كما بلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة أفريقية
مشيراً إلى حرص الرياض على دعم حلول مبتكرة لمعالجة الديون الأفريقية، وتأكيدها حق الدول في تنمية مواردها وقدراتها الذاتية.
مؤكداً تطلعه إلى ضخ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات بما يزيد على 25 مليار دولار وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات وتقديم 5 مليارات دولار تمويلاً تنموياً يضاف إلى أفريقيا حتى 2030.
تبادل تجاري
وترتبط السعودية والدول الأفريقية بعلاقات اقتصادية، إذ بلغ حجم تبادل التجاري لعام 2023، 20 مليار دولار، مثلت الصادرات منه 14 مليار دولار، تشمل منتجات معدنية ولدائن ومصنوعاتها وأسمدة ومنتجات كيماوية عضوية ومنتجات كيماوية غير عضوية، فيما بلغت الواردات 6 مليارات دولار، شملت المنتجات المعدنية ومنها النحاس ومصنوعاته والحيوانات الحية والفواكه والبن والشاي والبهارات والتوابل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعود تاريخ العلاقات السعودية - الأفريقية لعقود طويلة، أسست خلالها 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق وسبعة مجالس أعمال، إضافة إلى إبرام أكثر من 250 اتفاق تعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
وبرز اهتمام السعودية بمستقبل القارة الأفريقية ودولها وشعوبها، من خلال مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا التي أقيمت في باريس 2021 مايو (أيار)، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).