ملخص
أنقذت الجدة فجر عصافيرها من بين الركام وتحت النار
على باب خيمتها في معسكر النازحين جنوب مدينة غزة علّقت الجدة فجر قفص عصافيرها، وإلى جوار سلحفاتها وعلى رغم من أن أشعة الشمس سقطت على الطيور، إلا أنها بقيت صامتة لا ترفرف ولا تزقزق وبدت كأنها حزينة.
وتقول الجدة، "مصدومة هذه الطيور والسلحفاة وما جرى معها ليس بالشيء القليل، ولقد نشلتها بصعوبة من تحت الأنقاض، وهي على هذا الحال منذ بدء الحرب، وأعتقد أنها حزينة على حال غزة".
وسط النيران
وفي الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تعرضت منطقة سكن الجدة فجر إلى قصف عنيف، وقبل بدء المقاتلات الإسرائيلية بإسقاط القنابل الضخمة ألقت طائرات الاستطلاع المزودة بصواريخ قذيفة تحذيرية على الحي، وفهم جيران الجدة فجر أن القنبلة التحذيرية مفادها أنه يتوجب عليهم الإخلاء الفوري لمنطقة سكنهم، وعلى الفور أخذ الجميع يهرع إلى مكان آمن خوفاً من قنابل الجيش الإسرائيلي التي بدأت تسقط تباعاً على الحي المزدحم بالسكان.
وهربت الجدة فجر من بيتها كما جيرانها، لكنها تذكرت في وسط الطريق طيورها التي تحب تربيتها، وقالت "وأنا أركض سمعت زقزقة العصافير في أذني ومن دون تردد عدت لأنقذها، فأنا أعتبر الحسون والدويري الهندي وطير الحب أولادي وليست مجرد طيور".
إنقاذ حياة
ولم يشجع الجيران الجدة، فالمقاتلات الجوية الإسرائيلية بدأت تسقط قنابلها، لكن فجر لم تكترث للتحذيرات وقالت "إما أن أقتل أنا والعصافير أو أعيش برفقتهم، وهذا قراري ولا رجعة فيه".
تحت القصف عادت الجدة فجر لأخذ قفص العصافير والسلحفاة، إذ إنها خافت على الحيوانات ولم تخف على روحها، وعندما وصلت بيتها وجدته قد تدمر جزئياً، وعلى رغم ذلك خاطرت بنفسها وصعدت نحو شرفة منزلها وخطفت قفص العصافير وهربت من إطلاق النار.
واصطحبت الجدة العصافير لمعسكر الخيم الذي دشنته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ "أونروا" في جنوب مدينة غزة حيث المنطقة الإنسانية الآمنة التي حددها الجيش الإسرائيلي للمدنيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
دافع إنساني
تقول الجدة "إنسانيتنا تدفعنا لأن نهتم بالعصافير والحيوانات، وأشعر أن ما قمت به من إنقاذ طيوري مجرد عمل بسيط لحمايتهم، وصدقاً أخاف عليهم حتى من تقلبات الجو، فهذه المخلوقات لها روح مثل البشر وأنا أخاف عليها وقذائف إسرائيل لا ترحم".
وترافق فجر العصافير في كل مكان وتجلس إلى جوارها في الخيمة لتبقيها تحت عينيها وتحرص على توفير طعامها الخاص كما حرصها على توفير الخبز لأسرتها، حتى إنها زرعت بعض العشب في إطار خطتها البديلة لإطعام طيورها في حال انقطع الطعام الخاص بها.
ومدت الجدة يدها داخل القصف وحاولت اللعب مع العصافير، وعلى الفور أخذ طائر الحب يرفرف بجناحيه ويزقزق. وتتمنى فجر أن تعيش حتى تنتهي الحرب وتعود بعصافيرها سالمة من الموت الذي يحيط بكل شيء في غزة.