Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إلى أي مدى طاولت شظايا حرب غزة السياحة المصرية؟

متخصصون: إلغاء ما بين 10 و15 في المئة من حجوزات جنوب سيناء وغياب الإسرائيليين قلل نسبة الإشغال نسبياً

منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر   (أ ف ب)

ملخص

تأثر محدود في السياحة المصرية بعد إلغاء حجوزات سياحية تتراوح ما بين 10 و50 في المئة عقب حرب غزة

منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي طاولت شظايا الحرب في قطاع غزة استقرار الشرق الأوسط، وهز دوي المدافع اقتصاد الشرق الأوسط والعالم بدرجات متفاوتة، وفي مصر المجاورة لطرفي الصراع، أثرت الحرب في قطاع السياحة الذي كانت تعول عليه القاهرة في جذب مزيد من العملة الصعبة وسط أزمة اقتصادية حادة تمر بها.

وعلى رغم ابتعاد منطقة الاشتباكات نحو 300 كيلومتر عن منتجعات جنوب سيناء، فإن الشريط الممتد من طابا المحاذية لإسرائيل وحتى شرم الشيخ شهد إلغاء نسبة من الحجوزات السياحية، تتراوح تقديراتها بين 10 و50 في المئة.

من جانبها أعلنت الحكومة المصرية أن حرب غزة لها آثار سلبية في اقتصاد البلاد، خصوصاً على أسعار السلع وقطاعي السياحة والنفط، وذلك في بيان أعقب اجتماع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع المجلس الوزاري التنسيقي للسياسات النقدية والمالية.

وتعتمد منتجعات جنوب سيناء بشكل كبير على تدفق السياح من إسرائيل، لا سيما في فترات الأعياد، وهي الفترة التي بدأت خلالها الاشتباكات، حين شنت حركة "حماس" هجومها في السابع من أكتوبر بالتزامن مع عيد الغفران اليهودي، وأعقب ذلك دعوة الحكومة الإسرائيلية مواطنيها لمغادرة سيناء، بخاصة أنه في اليوم التالي لتلك الهجمات قتل شرطي مصري سائحين إسرائيليين في محافظة الإسكندرية، وأدت مغادرة الإسرائيليين للتأثير في نسبة الإشغال الفندقي بجنوب سيناء، لا سيما مدينة طابا المحاذية لمدينة إيلات الإسرائيلية.

وخلال العام الماضي، زار مصر نحو 735 ألف سائح إسرائيلي معظمهم دخلوا عبر معبر طابا البري، ويمكن للإسرائيليين السفر إلى جنوب سيناء دون تأشيرة، فيما يحتاجونها لدخول بقية مناطق مصر.

إلغاء حجوزات

رئيس جمعية مستثمري طابا سامي سليمان قال، إن الأوضاع في غزة أثرت بشكل كبير في السياحة بمدن سيناء وعلى رأسها دهب، وشرم الشيخ، ونويبع، وطابا. موضحاً أن بقية المدن والمحافظات المصرية مثل القاهرة والأقصر والغردقة ومرسى علم تشهد استقراراً في التدفقات السياحية وسط معدلات مطمئنة.

وأوضح سليمان لـ"اندبندنت عربية"، أن أغلب فنادق ومنتجعات طابا ونويبع شهد إلغاء حجوزاتها خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يؤثر بالسلب في أوضاع القطاع السياحي هناك، لافتاً إلى أن غياب السائح الأوروبي يعد الأزمة الأكبر، أما السياح الإسرائيليون فوجودهم مرتبط بالأعياد والمناسبات وفي ظل الأوضاع الراهنة من الصعب توقع عودتهم قريباً.

كانت مجموعة "ترافكو" العالمية للسياحة، التي تدير نحو 65 فندقاً في مصر، أعلنت أن 50 في المئة من حجوزاتها بمصر ألغيت لما تبقى من العام الجاري، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وكانت أكبر نسبة للإلغاء من دول شمال أوروبا.

كذلك، أوضح المستثمر في مجال السياحة حسام هزاع، أن الحرب أثرت في حجوزات السائح الأميركي الذي يعد من الأكثر إنفاقاً والأطول إقامة، مشيراً إلى أن رحلة ما تسمى بـ"الأراضي المقدسة" التي تشمل جنوب سيناء وتمتد إلى القدس ومدن إسرائيلية ألغيت بالكامل، لكن تلك الرحلات لا تشكل نسبة كبيرة من الحجوزات السياحية في مصر.

وأضاف أنه على رغم وجود تأثير بالسياحة في جنوب سيناء، لكنها لن تشكل فارقاً كبيراً في معدلات السياحة المصرية بوجه عام.

حصة إسرائيل

واستبعد هزاع أن تحصل مصر على حصة إسرائيل من السياح، بعد توقف الموسم السياحي في تل أبيب، واتفق رئيس جمعية مستثمري طابا أيضاً مع أن السائح المتخوف من الأوضاع في المنطقة سيلغي رحلته من الأساس، مؤكداً أن القطاع السياحي تضرر في الشرق الأوسط بالكامل جراء الحرب في غزة.

في المقابل يجد الخبير السياحي باسم حلقة، في الأوضاع الحالية فرصة لجذب السياح الأوربيين الذين اعتادوا السفر إلى إسرائيل، مضيفاً أن حصة تل أبيب من السياح ستتوزع على الدول الأهم سياحياً في المنطقة وهي مصر والأردن وتركيا.

وذكر مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن حركة السياحة في أكتوبر الماضي انخفضت بنسبة 76 في المئة على أساس سنوي بسبب الحرب في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال حلقة إن القطاع السياحي المصري وضعه مستقر إلى حد كبير، ولم يتأثر بشدة بسبب الحرب، لكن إطالة أمدها يعد خطراً على معدلات النمو للقطاعات الاقتصادية كافة، وليس السياحة وحدها. وأشار إلى أن مصر تعمل على الحفاظ على الاستقرار وعدم الانجرار إلى دائرة الصراع، كما أكد أن البلاد لن تتأثر بغياب السائح الإسرائيلي نظراً لإنفاقهم الضعيف ما يجعلهم نسبتهم قليلة من إجمالي دخل السياحة.

وتسهم السياحة بما يصل إلى 15 في المئة من الناتج الاقتصادي لمصر، وتعد مصدراً رئيساً للنقد الأجنبي مع قناة السويس وتحويلات المغتربين والصادرات.

تحقيق المستهدف

وارتفعت عائدات السياحة المصرية في العام المالي السابق 2022-2023 إلى 13.6 مليار دولار، ارتفاعاً من 10.7 مليار دولار في العام المالي الذي سبقه، بنسبة زيادة 26.8 في المئة، وتستهدف الحكومة زيادة إيرادات قطاع السياحة خلال العام المالي الحالي إلى ما بين 16 و17 مليار دولار.

وتستهدف مصر جذب 15 مليون سائح خلال العام الجاري، وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام استقبلت 11 مليون سائح، وفق تصريحات رسمية.

وعلى رغم التأثر بحرب غزة، يرى وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، أن مصر تسير على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك الهدف، وفق تصريحات صحافية، اعتبر فيها أن تأثير الحرب محدود، ولم يتخط خمسة في المئة من أعداد السياح، حيث كانت التوقعات تشير لاستقبال أكثر من 1.4 مليون سائح خلال أكتوبر الماضي، في حين وصل 1.33 مليون سائح إلى مصر في ذلك الشهر، مشيراً إلى ارتفاع معدلات الإشغال والأسعار في الفنادق في القاهرة والغردقة وشرم الشيخ، وأكد الوزير أن 10 في المئة من الحجوزات ألغيت منذ بدء الحرب.

ووفق رئيس هيئة تنشيط السياحة عمرو القاضي، فإن نسبة زيادة السياح على أساس سنوي بلغت 15 في المئة خلال أكتوبر الماضي، بينما تخطت 30 في المئة خلال الأشهر السابقة منذ بداية العام، معتبراً أن ذلك طبيعي بسبب الأوضاع الحالية في المنطقة.

وقال القاضي في تصريحات صحافية، إنه في بداية الأزمة كانت هناك مؤشرات لإلغاء حجوزات في الموسم السياحي المقبل بين 30 و35 في المئة، واستدرك أنه من المتوقع أن تعود الحجوزات للارتفاع لأن كثيراً من السياح يكونون في مرحلة الانتظار ترقباً لما سيحدث، وأكد أنه بعد أيام من الحرب تواصلت وزارة السياحة مع منظمي الرحلات في العالم لبث رسالة طمأنة حول هدوء الأوضاع في مصر.

حوافز حكومية

كما أكد وكيل لجنة السياحة في مجلس النواب المصري أحمد الطيبي، أن الأوضاع في غزة لم تؤثر في القطاع السياحي بمصر، وأوضح الطيبي في تصريحات خاصة، أن تراجع الإشغالات بمدن "طابا، نويبع، دهب" لا يشكل نسبة 10 في المئة من إجمالي السياحة المصرية بالأساس، مؤكداً أن الأوضاع السياحية في مصر مستقرة في المدن والمحافظات كافة.

وطالب رئيس جمعية مستثمري طابا الحكومة المصرية بالتحرك لتحسين أوضاع المتضررين في القطاع السياحي، من خلال إتاحة مزيد من الفرص للسياحة الداخلية، ومساعدة رجال الأعمال وملاك المنتجعات والفنادق في توفير أسعار مناسبة، إلى جانب اتخاذ قرار عاجل بوقف ضريبة القيمة المضافة في ظل الأوضاع الراهنة حتى يمكن للمستثمرين الحفاظ على العمالة.

وتتجه الحكومة المصرية لتقديم حوافز إضافية قدرها 500 دولار، لكل رحلة طيران عارض "شارتر" تهبط في مطار شرم الشيخ، وفق تصريحات وزير السياحة، وشارك مسؤولون مصريون في عديد من فعاليات سياحية أخيراً في بريطانيا وإيطاليا وألمانيا للترويج للسوق السياحية المصرية.

معاناة إقليمية

كانت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية ذكرت أن مصر ولبنان والأردن هي البلدان التي من المرجح أن تعاني قطاعاتها السياحية نتيجة للحرب في غزة، بنسب تتفاوت بين 10 و70 في المئة.

وقال تقرير للوكالة إن فقدان التدفقات الدولارية ستؤثر بشكل أكبر في الاقتصاد المصري، بالنظر إلى انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي ووجود التزامات سداد مدفوعات ديون كبيرة في الفترة المقبلة، إذ يعني خسارة عائدات السياحة بنسبة 10 إلى 30 في المئة احتمالية خسارة القاهرة بين أربعة و11 في المئة من احتياطياتها من النقد الأجنبي.

تستهدف مصر مضاعفة عدد السياح خلال السنوات الخمس المقبلة، للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وبلغت قيمة إيرادات السياحة المصرية نحو 63.4 مليار دولار خلال السنوات الـ 10 الماضية، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويقدر عدد الغرف الفندقية في مصر بحوالى 215 ألف غرفة، ومن المتوقع إضافة 25 ألف غرفة جديدة بحلول العام المقبل، وفقاً لتصريحات وزير السياحة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير